بعد تساقط الأمطار بعدد من ربوع المملكة، سجلت أسعار زيت الزيتون انخفاضا كبيرا. ووفقا لمهنيين القطاع، فإن هذا الانخفاض ناتج عن انتظار الفلاحين للأمطار الكفيلة بجعل الزيت "البلدية" أكثر جودة؛ وهو ما تسبب في انخفاض ثمنها بعد يوم الخميس الماضي. ولجأ بعض المنتجين إلى تأخير جني الزيتون من أجل السماح لأشجارهم بالاستفادة من الأمطار الأولى التي عرفت المملكة، ومع ذلك، فقد أدى الحصاد المتأخر إلى انخفاض كبير وصل إلى 35 درهما بإقليم مكناس والمناطق المجاورة له. وحسب حميد، وهو فلاح بضواحي مكناس، فإن "هذا الانخفاض في أسعار زيت الزيتون في المعاصر والمحلات التجارية راجع إلى تراجع تسويق الزيتون، وإلى تكثيف الفلاحين في عملية الجني بعد تساقط الأمطار التي عرفتها جل جهات المملكة". وقال الفلاح ذاته، في تصريحه لهسبريس، إن "عائد الزيت من ثمار الزيتون كان منخفضا هذا الموسم في جهة فاس-مكناس، حيث تراوح ما بين 9 لترات و17 لترا من زيت الزيتون لكل قنطار من الزيتون مقابل 20 لترا سجلت في العام الماضي". وأشار المتحدث إلى أن ثمن لتر من الزيت الحرة بلغ سقف 60 و65 درهما في الجهة قبل أن ينخفض إلى 35 درهما، بينما وصل سقف كيلوغرام من الزيتون معدل 3 دراهم؛ وهو الثمن الذي لم يشهده إنتاج الزيتون في بداية موسم الجني. وفي اتصال لجريدة هسبريس بالجمعية المغربية لحماية المستهلك، نفى بوعزة الخراطي "أن تكون أسعار زيت الزيتون قد انخفضت، مؤكدا أنها قيمتها لا تزال مرتفعة بجميع المدن". ودعا رئيس الجمعية المغربية لحماية المستهلك إلى تجنب اقتناء تلك الزيوت المقلدة، وهي كبسولات بمواصفات ولون ورائحة زيت الزيتون يتم خلطها مع زيت المائدة وبيعها بأثمنة منخفضة مقارنة مع الزيوت الأصلية. وشدد المتحدث على ضرورة التمييز بين الزيوت الأصلية وبين المقلدة التي اخترقت الأسواق المغربية، والتي يتم خلطها بزيوت المائدة وتباع بالأزقة والأسواق المغربية في ظل غياب المراقبة.