انطلق موسم جني الزيتون ، نهاية شهر دجنبر الماضي بإقليم الرشيدية، وخاصة بجماعتي مدغرة والخنك المعروفة بإنتاج الزيتون. انطلاقة تبدو متأخرة بالنسبة لمجموع مناطق المملكة، إلا أن توقيت الجني بمناطق تافلالت يتأخر عن باقي المناطق منذ القدم. ويتميز إنتاج الزيتون هذه السنة بفتور غير مسبوق، نتيجة موسم الحرث من جهة، وتراجع الإنتاج عن الموسم الماضي من جهة ثانية، وكذا انخفاض سعر الزيتون الذي وصل إلى أدنى مستوى، ما بين 200 و 250 درهما للقنطار الواحد. وانخفضت كذلك أسعار زيت الزيتون بالأسواق المحلية إلى حدود 20 درهما للتر الواحد، متأثرة بوفرة انتاج الموسم الماضي الذي بلغ أكثر من 30 ألف طن.ويتأثر جني الزيتون بمناطق الإقليم كذلك بطريقة استعمال العصي لقطف حبات الزيتون، الشيء الذي يضر بالأغصان والشجرة ككل، ما يؤدي إلى وفرة الإنتاج في موسم وتراجعه في الموسم الموالي، فضلا عن عدم تدخل الفلاحين لصيانة الأشجار على مستوى التشذيب و التسميد، وعدم غرس شتائل زيتون بديلة لتلك التي دمرت بسبب التوسع العمراني خاصة في مزارع الخنك ومدغرة ( تاركة والمحيط نموذجا). و تراوح سعر الزيتون بالرشيدية مابين 200 و 250 درهما حسب الجودة والمردودية والمناطق للقنطار الواحد، بفعل وفرة الزيت لدى الأهالي، اعتمادا على وفرة المنتوج الموسم الماضي (أكثر من 20 ألف طن) ما دفع بالفلاحين إلى الاستغناء عن زيت هذا الموسم ولو بأدنى سعر(20د)، ورغم ذالك مازال الإقبال غير موجود و كذا لضعف القدرة الشرائية لدى الساكنة عموما. و ساهمت في تراجع الإنتاج ، هذا الموسم ، حسب بعض الفلاحين، قلة الأمطار التي انحسرت عن التهاطل طيلة الموسمين الماضيين على الإقليم ، أي منذ 2008 ، وهي السنة التي كانت أكثر غزارة لأكثر من أربعين سنة ، وخلفت خسائر في الأرواح والممتلكات خاصة بمناطق كرامة وبودنيب والخنك، بفعل الفيضانات التي اجتاحت الإقليم، امتلأ على إثرها سد الحسن الداخل عن آخره لأول مرة مند إنشائه سنة 1971 من القرن الماضي. وأشار أحد الفلاحين بجماعة مدغرة، إلى أن السعر الحالي للزيتون، لا يفي بالمصاريف التي يؤديها الفلاح عند الجني، إذا علمنا أن العامل يشترط 100 درهم زائد التغذية للصعود إلى الشجرة، ما يؤثر سلبا على مردود الفلاح الصغير الذي يستعين في جل الأحوال بأفراد أسرته أو أقاربه للتغلب على عملية الجني ناهيك عن مصاريف النقل و العصر... وفي نفس السياق صرح أحد الفلاحين(ك.ج) قائلا : يعرف موسم الزيتون انتعاش فئة أخرى من التجار و الوسطاء ، فتتعدد نقط تسويق هذا المنتوج ، اذ شرع هؤلاء في بناء خيام على جنبات الطريق الرئيسية المؤدية إلى الجماعة القروية مدغرة ليستقبلوا الفلاحين الراغبين في بيع جزء أو كل محصولهم من الزيتون بالسعر الذي يحددونه و الذي لا يتجاوز 250 درهما في أحسن الأحوال، ليعاودوا بيعه إلى تجار الزيتون المالكين للمعاصر العصرية بمدن فاس و مكناس» مضيفا «أن الجني بالجماعة قد بدأ فعلا متم شهر دجنبر الأخير، وسيستمر الى حدود أواخر شهر فبراير لصعوبة الحصول على عمال مدربين في جني الزيتون، كما أن جل المعاصر التقليدية بالجماعة مملوءة عن آخرها» . وعن سعر الزيتون صرح بأن هذا الموسم «عرف أدنى سعر له، خاصة إذا قارناه بالسعر الذي بيع به الموسم الماضي حيث بلغ أكثر من 500 درهم للقنطار». ومنطقة تافلالت تضم أكثر من 2.008.000 شجرة زيتون أغلبها من صنف البيشولين المغربي بسبعين بالمائة(70) ، وحسب معطيات من المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتافلالت، فإن زراعة أشجار الزيتون بمنطقة تافلالت عرفت نموا ملحوظا قدر بحوالي 700 هكتار في الموسم 2009/2010، بينما تقلص إلى حدود غرس 550 هكتارا فقط خلال الموسم 2010/2011 . و تتنوع أصناف شجر الزيتون بتافلالت ، إذ يحتل صنف البيشولين المرتبة الأولى بسبعين في المائة، تليه أصناف أخرى أقل انتشارا كصنف الأربيكينا،الحوزية، المنارة والذهبية. وبلغ إنتاج الزيتون هذا الموسم ، حسب معطيات من المكتب الجهوي لتافلالت، أكثر من 18 ألف طن ، بتراجع طفيف عن الموسم الماضي البالغ 20 ألف طن.كما أن نسبة الاستهلاك المحلي لا تتجاوز عشرة في المائة، فيما الباقي يسوق عبر مختلف معاصر الإقليم . ويتوزع عصر الزيتون بالمنطقة على مختلف المعاصر الموجودة والتي يتجاوز عددها 480 وحدة، تستوعب أكثر من 12000 طن، فيما المعاصر العصرية و الشبه عصرية البالغ عددها 14وحدة، تستقبل أزيد من 7200طن. كما أن المردودية في القنطار تتراوح بين 14 و 16 لترا في القنطار بالمعاصر التقليدية ، فيما تتجاوز 20 لترا بالنسبة للمعاصر العصرية. وبلغ إنتاج زيت الزيتون الموسم الماضي أكثر من 1434 طنا بالنسبة للمعاصر التقليدية، وأكثر من 1110 طن للمعاصر العصرية. وتعاني أشجار الزيتون من أمراض مختلفة ( بسيل، داكوس، تساقط الأزهار..) حيث لا تتعدى الخسارة 10 بالمائة في جل الأحوال، للمعالجة الكيميائية التي تخضع لها بعض المزارع، كما تعاني مزارع الزيتون بتافلالت من شيخوخة الأشجار ، حيث أن 2450 هكتارا يفوق عمرها خمسين سنة( 553700 شجرة)، وأكثر من النصف يتراوح عمرها ما بين سبع سنوات الى خمسين سنة. للإشارة كذلك، فإن عملية تجميع الزيتون لا تخضع للمعايير المعمول بها بالمنطقة، إذ يكتفي الفلاحون بجمعه و لفه في أكياس بلاستيكية كبيرة ما يعرض الزيتون إلى التخمر والتعفن، الشيء الذي يؤثر على جودة الزيت.وحسب مدير التعاونية (ن.ع.) المعصرة المبنية حديثا والمجهزة بوحدة عصرية لإنتاج زيت الزيتون(60طنا كل 24س) سطرت برنامجا يروم شراء علب بلاستيكية مفتوحة من فئة 15 كلغ، وجعلها رهن إشارة الفلاحين الراغبين في عصر منتوجهم بذات التعاونية/ المعصرة.