تميز إنتاج الزيتون هذه السنة بفتور غير مسبوق بإقليم الرشيدية، نتيجة موسم الحرث من جهة، وتراجع الإنتاج عن الموسم الماضي من جهة ثانية، وكذا انخفاض سعر قنطار الزيتون الذي وصل إلى أدنى مستوى، ما بين 200 و250 درهم للقنطار الواحد. وانخفضت كذالك أسعار زيت الزيتون بالأسواق المحلية إلى حدود 20 درهم للتر الواحد، بسبب وفرة إنتاج الموسم الماضي الذي بلغ أكثر من 30 ألف طن. ويتأثر جني الزيتون بمناطق الإقليم كذالك بسبب استعمال العصي كوسيلة لقطف حبات الزيتون الشيء الذي يضر بالأغصان والشجرة ككل، مما يؤدي إلى وفرة الإنتاج في موسم وتراجعه في الموسم الموالي، فضلا عن عدم تدخل الفلاحين لصيانة الأشجار على مستوى التشذيب و التسميد، وعدم غرس شتائل زيتون بديلة لتلك التي دمرت بسبب التوسع العمراني خاصة في مزارع الخنك ومدغرة (تاركة والمحيط نموذجا). وتراوح سعر الزيتون بالرشيدية مابين 200 و250 درهم حسب الجودة والمر دودية والمناطق للقنطار الواحد، بفعل وفرة الزيت لدى الأهالي، اعتمادا على وفرة المنتوج الموسم الماضي (أكثر من 20 ألف طن) علما أن سعر الزيتون قد عرف أدنى سعر له خاصة إذا قارناه بالسعر الذي بيع به الموسم الماضي حيث بلغ أكثر من 500 درهم للقنطار، ما دفع بالفلاحين إلى الاستغناء عن زيت هذا الموسم ولو بأدنى سعر (20د)، ورغم ذالك ما زال الإقبال غير موجود وكذا لضعف القدرة الشرائية لدى الساكنة عموما. و ساهمت قلة الأمطار في تراجع الإنتاج كذالك هذا الموسم حسب بعض الفلاحين، حيت غابت طيلة الموسمين الماضيين على الإقليم أي منذ 2008، وهي السنة التي كانت أكثر غزارة لأكثر من أربعين سنة، وخلفت خسائر في الأرواح والممتلكات خاصة بمناطق كرامة وبودنيب والخنك، بفعل الفيضانات التي اجتاحت الإقليم، امتلأ على إثرها سد الحسن الداخل عن آخره لأول مرة مند إنشائه سنة 1971 من القرن الماضي. وأشار أحد الفلاحين بجماعة مدغرة كذالك، إلى أن السعر الحالي للزيتون، لا يفي بالمصاريف التي يؤديها الفلاح عند الجني، إذا علمنا أن العامل يشترط 100 درهم زائد التغذية للصعود إلى الشجرة، ما يؤثر سلبا على مردود الفلاح الصغير الذي يستعين في جل الأحوال بأفراد أسرته أو أقاربه للتغلب على عملية الجني ناهيك عن مصاريف النقل و العصر... وفي نفس السياق صرح أحد الفلاحين بأن موسم الزيتون ساهم في انتعاش فئة أخرى من التجار والوسطاء، فتعددت نقط تسويق هذا المنتوج، إذ شرع هؤلاء في بناء خيام على جنبات الطريق الرئيسية المؤدية إلى الجماعة القروية مدغرة ليستقبلوا الفلاحين الراغبين في بيع جزء أو كل محصولهم من الزيتون بالسعر الذي يحددونه والذي لا يتجاوز 250 درهم في أحسن الأحوال، ليعاودوا بيعه إلى تجار الزيتون المالكين للمعاصر العصرية بمدن فاس ومكناس، مضيفا أن الجني بالجماعة قد بدأ فعلا متم شهر دجنبر الأخير، وسيستمر إلى حدود أواخر شهر فبراير لصعوبة الحصول على عمال مدربين في جني الزيتون، كما أن جل المعاصر التقليدية بالجماعة مملوءة عن آخرها، ومنطقة تافلالت تضم أكثر من 2.008.000 شجرة زيتون أغلبها من صنف البيشولين المغربي بسبعين بالمائة(70)، وحسب معطيات من المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتافيلالت، فان زراعة أشجار الزيتون بمنطقة تافيلالت عرفت نموا ملحوظا قدر بحوالي 700 هكتار. في الموسم 2010/2009، بينما تقلص إلى حدود غرس 550 هكتار فقط خلال الموسم 2011/2010. وتتنوع أصناف شجر الزيتون بتافيلالت، إذ يحتل صنف البيشولين المرتبة الأولى ب سبعين في المائة، تليه أصناف أخرى أقل انتشارا كصنف الأربيكينا، الحوزية، المنارة والذهبية. وبلغ إنتاج الزيتون هذا الموسم حسب معطيات من المكتب الجهوي لتافلالت أكثر من 18 ألف طن، بتراجع طفيف عن الموسم الماضي البالغ 20 ألف طن، كما أن نسبة الاستهلاك المحلي لا تتجاوز عشرة في المائة، فيما الباقي يسوق عبر مختلف معاصر الإقليم . ويتوزع عصر الزيتون بالمنطقة على مختلف المعاصر الموجودة والذي يتجاوز عددها 480 وحدة، تستوعب أكثر من 12000 طن، فيما المعاصر العصرية والشبه عصرية البالغ عددها 14وحدة، تستقبل أزيد من 7200 طن، كما أن المر دودية في القنطار تتراوح بين 14 و16 لتر في القنطار بالمعاصر التقليدية، فيما تتجاوز 20 لتر بالنسبة للمعاصر العصرية، وبلغ إنتاج زيت الزيتون الموسم الماضي أكثر من 1434 طن بالنسبة للمعاصر التقليدية، وأكثر من 1110 طن للمعاصر العصرية. وتعاني أشجار الزيتون من أمراض مختلفة (بسيل، داكوس، تساقط الأزهار..)، حيث لا تتعدى الخسارة 10 بالمائة في جل الأحوال، للمعالجة الكيميائية التي تخضع لها بعض المزارع، كما تعاني مزارع الزيتون بتافلالت من شيخوخة الأشجار حيث أن 2450 هكتار يفوق عمرها خمسين سنة (553700 شجرة)، وأكثر من النصف يتراوح عمرها ما بين سبع سنوات إلى خمسين سنة. للإشارة كذلك، فان عملية تجميع الزيتون لا يخضع للمعايير المعمول بها بالمنطقة، إذ يكتفي الفلاحون بجمعه ولفه في أكياس بلاستيكية كبيرة ما يعرض الزيتون إلى التخمر والتعفن، الشيء الذي يؤثر على جودة الزيت، وحسب مدير المعصرة التعاونية المبنية حديثا والمجهزة بوحدة عصرية لإنتاج زيت الزيتون (60 طن كل 24س) انه تم تسطير برنامج يروم شراء علب بلاستيكية مفتوحة من فئة 15 كلغ، وجعلها رهن إشارة الفلاحين الراغبين في عصر منتوجهم بذات التعاونية المعصرة.