تشهد العلاقات المغربية - الإماراتية تطورا متواصلا في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والإعلامية والعلمية والسياحية والأمنية والثقافية والقضائية، بفضل توجيهات الملك محمد السادس والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، إذ تحذو القيادتين رغبة مشتركة لتعزيز التعاون الثنائي، والاضطلاع بدور مهم في المحيط العربي والإسلامي من أجل ترسيخ أسس العمل العربي المشترك. وتعرف العلاقات المغربية - الإماراتية تطورا مهما في كافة المجالات، الشيء الذي تترجمه اللقاءات المستمرة بين مسؤولي البلدين في مجالات "الاقتصاد والتجارة والعدل والقضاء والإعلام وغيرها"، وتتمثل متانة وقوة العلاقات بين البلدين في تطابق وجهات نظر قائدي البلدين الشقيقين، تجاه القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، ورغبتهما في تنويع مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري واستقطاب استثمارات جديدة، وتحقيق الاستفادة المشتركة في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية والإعلامية والاجتماعية والتقنية والسياحية والعلمية والقضائية، ثم تطلع الجانبين إلى الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية إلى مستوى العلاقات السياسية بين البلدين. وتم استحداث اللجنة المشتركة المغربية - الإماراتية في 16 مايو 1985 بالرباط، وعقدت اللجنة المشتركة دورتها الأولى بأبوظبي في الفترة الممتدة من 22 إلى 24 نوفمبر 1988 برئاسة وزيري خارجية البلدين. وانعقدت الدورة الثانية بالرباط يومي 25 و26 يونيو 2001 برئاسة الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء و زير الدولة للشؤون الخارجية آنذاك، ومحمد بنعيسى وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي السابق، بينما انعقدت الدورة الثالثة للجنة المشتركة الإماراتية المغربية في فبراير 2004 بأبوظبي، أما الدورة الرابعة فقد انعقدت بالدارالبيضاء يومي 22 و23 يوليو 2006. وذكرت سفارة أبو ظبي في الرباط على موقعها الإلكتروني "أن دولة الإمارات العربية المتحدة أصبحت تحتل المرتبة الأولى على صعيد الاستثمارات العربية بالمملكة المغربية والثانية على صعيد الاستثمارات الأجنبية وأول مستثمر في بورصة الدارالبيضاء، بفضل التدفق الكبير للاستثمارات الإماراتية من خلال استثمارات "صندوق أبوظبي للتنمية، الشركة المغربية الإماراتية للتنمية، شركة طاقة، شركة إيجل هيلز، مجموعة إعمار، شركة دبي العالمية، شركة القدرة القابضة، الشركة العالمية البترولية للاستثمار، وشركة الظاهرة وشركة إليت هارفست، وتجاوز حجم الاستثمارات الاماراتية 15 مليار دولار إضافة إلى مساهمة الإمارات في صندوق وصال ب500 مليون يورو وتقديم منحة للمغرب ب1.25 مليار دولار ضمن المنحة الخليجية البالغة 5 مليارات دولار الموجهة إلى دعم مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة المغربية. المصدر المذكور أضاف أن "العلاقات بين البلدين تسير بخطى حثيثة نحو الارتقاء والتطور، وتحظى الإمارات العربية المتحدة بصورة إيجابية في الأوساط الرسمية والاقتصادية والسياسية والإعلامية والشعبية المغربية، بفضل توجهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي وباقي حكام الإمارات، وبالنظر إلى الدور الفعال والقوي للإمارات العربية المتحدة في مشاريع النماء والخير في كافة أنحاء المملكة المغربية". واعتبرت السفارة الإماراتية أن "زيارة العمل والصداقة التي قام بها الملك محمد السادس إلى أبوظبي أعطت دينامية ونفسا وزخما جديدا للعلاقات بين البلدين الشقيقين من خلال الاتفاق على تفعيل اتفاقيات التعاون الثنائي والارتقاء بمستوى التعاون الاقتصادي إلى المستوى المميز للعلاقات السياسية التي تجمع بين قائدي البلدين المبنية على التضامن والتآزر في مواجهة تحديات الحاضر وإكراهات المستقبل".