اعتبر عبد المنان بن محمد، الباحث في كلية الدراسات العامة والتربية بجامعة السلطان زين العابدين بماليزيا، أن الصوفية كانت وراء دخول الإسلام إلى هذا البلد الأسيوي، عن طريق الشيخ عبد الله العارف. وأكد عبد المنان، في مداخلة له بالملتقى العالمي ال12 للتصوف، المنعقد منذ يوم أمس الثلاثاء والمستمر إلى غاية يوم الجمعة، بجماعة مداغ ضواحي بركان، أن الطريقة القادرية تعد الأكثر انتشارا وسط المالاويين. وشدد المتحدث نفسه، في الملتقى المنظم تحت شعار "التصوف والدبلوماسية الروحية.. الأبعاد الثقافية والتنموية والحضارية"، على أن الصوفية "لا يستعملون إراقة الدماء، ولكنهم سلكوا مناهج خاصة متسمة بالدبلوماسية الروحية؛ ذلك أنهم ينشرون الإسلام بالسلام، ولا يدخل الشباب إلى هذا الدين عن قهر وإجبار". وأوضح الباحث الماليزي أن سر نجاح الصوفية في دعوتهم يكمن في نهجهم أسلوبا فريدا يتمثل في "دعوة الملوك، حيث كانوا يتقربون للملوك من أحل دعوتهم وإرشادهم، وليس رغبة في المال أو السلطة"، مضيفا أنهم "اختاروا هذا المنهج لأنهم أدركوا أن الشعب المالاوي معروف بطاعته لملوكهم، فإذا أسلم الملوك أسلم الشعب، وبعض الملوك أضحوا شيوخا في الطريقة القادرية". ومن بين الأساليب التي نهجتها الطريقة القادرية لاقتحام ماليزيا، تتمثل بحسبه في "دعوتهم الشعب بطريقة لا تحمل تشددا أو تخويفا، بل يتقربون إليهم ويشتركون معهم في تقاليدهم الشعبية مع قليل من التغيير وما يتناسب مع الإسلام". كما عمد الصوفيون، يضيف المتحدث نفسه، إلى "الزواج بالمواطنات الماليزيات في حالة ما أعلن إسلامهن؛ وهو ما يمكن من دخول العائلة بأسرها للإسلام ومعها القبيلة بأكملها". وارتباطا بهذا الأمر، أجمع المتدخلون بالملتقى على أن الدبلوماسية الروحية تعمل على نشر الإشعاع الروحي والإنساني بين البلدان والقارات من أجل بناء حضارة معاصرة وآمنة ومتعاونة ومسالمة؛ ذلك أن التصوف يعد مرجعا روحيا وثقافيا مهما، لاختصاصه بخدمة الجانب الإحساني من الدين المتمثل في تزكية النفس وتطهيرها والسمو بها إلى كمالات الأخلاق ولكونه موجها عاما وشموليا يهم المعيش الإنساني في كل أبعاده دينا وسياسة وأمنا وثقافة.