29 نوفمبر, 2017 - 05:16:00 في غياب لشيخها الأب حمزة ابن عباس القادري، اختارت الزاوية البودشيشية، إحدى أكبر الطرق الصوفية بالمغرب المقربة من السلطة، والتي تحظى برعاية ملكية في ملتقاها العالمي الثاني عشر للتصوف بمنطقة "مداغ" شرق مدينة بركان، موضوع "التصوف والدبلوماسية الروحية" في دورته الثانية عشرة، والذي يشهد حضور الآلاف من مريدي الزاوية في مختلف بقع العالم. أول ميثاق جماعي بين "الشيوخ والمريدين" للاهتمام بالبيئة أحد المقربين من جمال القادري شيخ الزاوية، فضل عدم ذكر اسمه في حديثه لموقع "لكم"، تحدث عن مبادرات جديدة تنخرط فيها الزواية للرقي ب"الاقتصاد التضامني، والاهتمام بالبيئة"، ويتعلق بتنظيم ثلاثة تظاهرات هامة القرية التضامنية والأوراش الاسلامية للايكولوجيا والجامعة المواطنة، كما سيتم تنظيم 15 لقاء لمناقشة مواضيع تهم التصوف والدبلوماسية الروحية. ويستعد البودشيشيون لتوقيع أول ميثاق في تاريخ الزاوية للاهتمام بالبيئة، لإنجاز مشروع بيئي بالمنطقة التي يتواجد فيها مقر الزواية "مداغ"، حيث من المنتظر توقيع مشاريع لها أبعاد اجتماعية واقتصادية وبيئية منها مشروع تدوير المياه وإعادة استعمالها في السقي والفلاحة. وقال المصدر ذاته، إن "الهدف من تنظيم القرية التضامنية يكمن في انتقال الزاوية من العمل العمودي (العلاقة الباطنية التي تجمع بين الفرد وخالقه) إلى العمل الأفقي من خلال تنزيل القيم التي نتربى عليها على المجتمع"، وذلك من خلال العمل على الاستفادة من عدد من المهندسين والأطر المنتمين للطريقة البودشيشية، في إطلاق مشاريع اجتماعية وبيئية، مثل الطاقات المتجددة. وتعتزم مؤسسة الملتقى تنظيمة مسابقات جهوية للمقاولة الاجتماعية بشركة مع الجمعية الفرنكو مغربية للأطر، مع تخصيص جوائز للفائزين في مسابقتي الابتكار والتنمية الاجتماعية. الزاوية تبحث عن حلول لأزمة الماء..وتستمر في تنزيل مشروع "الحج الأخضر" المقرب من الشيخ جمال القادري، قال إن الزاوية منخرطة في كل المبادرات التي يطلقها أمير المؤمنين، خصوصا بعدما أثار الملك مشكل خصاص الماء الصالح للشرب ولمياه الري في المناطق القروية والجبلية، لذلك قرر الملتقى الدولي للصوفية في مرداغ اختيار موضوع "الماء" كمحور رئيسي ضمن مشروع القرية التضامنية. وتقترح الزاوية وفق المتحدث نفسه، مشروع لتدوير مياه "الوضوء" لإعادة استغلالها في الفلاحة. بالإضافة ذلك، تواصل الزاوية في الترويج لمشروع "الحج الأخضر" للاهتمام بنظافة الحجاج خصوصا بعدما انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أشرطة فيديو توثق لغياب ثقافة النظافة بين الحجاج" تضيف المسؤولة عن المشروع في حديثها مع الموقع، مشيرة إلى أنها استطاعت برفقة مختصين أجانب اختراع بعض الملابس والأشياء المهمة بالنسبة للحجاج للحفاظ على البيئة. الدبلوماسية الروحية: صيغة "رابح رابح" لخدمة الدولة في إفريقيا منير القادري بودشيش مدير الملتقى العالمي للتصوف أمس الثلاثاء، قال خلال افتتاح الملتقى بمقر الزاوية البودشيشية بمداغ، إن "الدبلوماسية الروحية التي اتخذها الملتقى عنوانا له تعمل على نشر الإشعاع الروحي والإنساني بين البلدان والقارات من أجل بناء حضارة معاصرة، آمنة، متعاونة ومسالمة". وأوضح منير بودشيش خلال المداخلة التي ألقاها خلال افتتاح الملتقى العالمي للتصوف في دورته الثانية عشر، أن المغرب أصبح "نموذجا رائدا في الدبلوماسية الروحية تحت قيادة أمير المؤمنين، حيث يتم تكوين العلماء والأئمة في المغرب". وأكد المتحث نفسه، أن التوجه نحو إفريقيا والانفتاح على دوله، ليس فيه استغلال وإنما شراكة "رابح رابح"، مشيرا إلى إنخراط الزاوية في هذا التوجه وخدمتها "الدائمة للوطن". ودعا نجل شيخ الطريقة القادرية البوتشيشية إلى جعل الدبلوماسية الروحية"جسرا للتواصل الحضاري لإبعاد كل ما يلصق بالإسلام من اتهامات وهو منها براء، مثل الاسلاموفوبيا". وأكد المنظمون خلال افتتاح الملتقى المنظم من طرف "مؤسسة الملتقى" و"الطريقة القادرية البودشيشية"، تحت شعار"التصوف والدبلوماسية الروحية: الأبعاد الثقافية والتنموية والحضارية"، على كون التصوف يلعب دورا محوريا في الدبلوماسية بعدما أضحت صورة مختزلة عن الشعوب والأمم في مختلف أبعادها السياسية والدينية والاقتصادية والثقافية والحضارية. وتعيش الطريقة القادرية البودشيشية خلال هذا الأسبوع، بمناسبة اقتراب عيد المولد النبوي الشريف، أجواء استثنائية بحيث يصبح الهم الوحيد هو إحياء "أسبوع الفرح" من خلال لقاء "الفقراء "مصطلح يطلق على المنتمين إلى الطريقة" فيما بينهم، في منطقة مداغ بمسقط رأس شيخ الطريقة البودشيشية نواحي مدينة بركان.