سلط المشاركون في الدورة الثانية عشرة من الملتقى العالمي للتصوف الذي تحتضنه الزاوية البودشيشية بمداغ، ضواحي مدينة بركان، الضوء على دور الدين في تقوية العلاقات الدولية والتقريب بين الشعوب. وأكد المشاركون في افتتاح الملتقى المنظم من طرف "مؤسسة الملتقى" و"الطريقة القادرية البودشيشية"، تحت شعار"التصوف والدبلوماسية الروحية: الأبعاد الثقافية والتنموية والحضارية"، على كون التصوف يلعب دورا محوريا في الدبلوماسية بعدما أضحت صورة مختزلة عن الشعوب والأمم في مختلف أبعادها السياسية والدينية والاقتصادية والثقافية والحضارية. وأوضح مدير الملتقى، منير القادري بودشيش، خلال افتتاح فعاليات الملتقى، أن الدبلوماسية الروحية تعمل على نشر الإشعاع الروحي والإنساني بين البلدان والقارات من أجل بناء حضارة معاصرة، آمنة، متعاونة ومسالمة. وشدد مدير الملتقى، بحضور والده الشيخ جمال القادري بودشيش، على أن الدبلوماسية الروحية "هي بمثابة جسر حضاري للتواصل مع الآخر، وعلينا أن نستلهم من القيم الإسلامية التي تنبني على إحساس الرحمة والتسامح وترسيخ روح التعايش لنسج خطاب إسلامي أصيل يعطي صورة مشرقة عن الإسلام والمسلمين ويقوي صلاتهم مع سائر المكونات الثقافية الأخرى". وقال منير القادري، في تصريح لهسبريس، إن "للدبلوماسية الروحية أهمية حقيقية وبُعْدَ نشر الإسلام، ودحض كل الصور النمطية وكل ما يمكن أن يسيء إليه". وأضاف نجل شيخ البودشيشيين، في التصريحذاته، أن المغرب أصبح "نموذجا رائدا في الدبلوماسية الروحية تحت قيادة أمير المؤمنين؛ حيث يتم تكوين العلماء والأئمة في المغرب"، داعيا في الوقت نفسه إلى جعل الدبلوماسية الروحية"جسرا للتواصل الحضاري لإبعاد كل ما يلصق بالإسلام من اتهامات وهو منها براء، مثل الاسلاموفوبيا". وأكد المنظمون أن المغرب يشكل نموذجا حيا في الدبلوماسية الروحية؛ إذ يساهم بشكل كبير في نشر قيم المحبة والتسامح واحترام الآخر وترسيخ منهج الوسطية والاعتدال في الدين تحت قيادة أمير المؤمنين الملك محمد السادس. ويرى منظمو الملتقى الذي يعرف "حج" أتباع الزاوية القادرية البودشيشية أن التصوف يعد مرجعا روحيا وثقافيا هاما؛ وذلك لاختصاصه بخدمة الجانب الإحساني من الدين المتمثل في تزكية النفس وتطهيرها والسمو بها إلى كمالات الأخلاق، ولكونه موجها عاما وشموليا يهم المعيش الإنساني في كل أبعاده دينا وسياسة وأمنا وثقافة. وتتواصل فعاليات هذا الملتقى الصوفي الذي يشارك فيه عدد من العلماء من مختلف الدول إلى غاية يوم الجمعة المقبل، وسيعرف تنظيم مجموعة من الندوات والورشات.