تساءلت صحف جزائرية ، صادرة الخميس ، عن الجانب "الإنساني" الذي تم به تبرير استقبال الجزائر لأفراد من أسرة معمر القذافي. وكتبت صحيفة (الوطن) في هذا الصدد أن الرأي العام الجزائري " أصيب بالصدمة لما علم بأن أسرة القذافي دخلت إلى الجزائر بموافقة السلطات الجزائرية " ، مشيرة إلى أنه " بعيدا عن الجوانب " الانسانية" التي تحدثت عنها الجزائر ، فإن هناك عدة تساؤلات تطرح نفسها ". وتساءلت الصحيفة في هذا الصدد : "هل الجزائر ، التي انتقدت عمل حلف شمال الأطلسي في ليبيا ، طلبت من نظام القذافي عدم إطلاق صواريخ سكود على مدن على غرار البريقة ومصراتة ؟ " ، مضيفة أنه "على خلاف تونس ، فإن الجزائر لم تظهر نفس السخاء مع اللاجئين الليبيين الذين فروا من المعارك في بداية النزاع والذين توجهوا إلى الحدود الجنوبية ". وسجلت الصحيفة أن " الدبلوماسية الجزائرية مدعوة اليوم وليس غدا لتوضيح الموقف السياسي والاستراتيجي للجزائر كدولة . إنها ربما الوسيلة الوحيدة للإجابة غدا وبوضوح عن السؤال المتعلق بموقف الجزائر : أهي مع أو ضد ليبيا الجديدة " . وتحت عنوان " الجانب الإنساني لإغاثة الديكتاتورية" كتبت صحيفة (ليبرتي) من جهتها أن " الذريعة الانسانية التي تم التحجج بها أريد أن يفهم منها في هذه الحالة أن الإغاثة ليست هي الدعم . غير أن هذا المبدأ الذي يخدم أسرة الديكتاتور ، كما لاحظنا ، لم يكن في خدمة ضحاياه في قمة القمع ، عندما كان بامكان الأب (أي القذافي) في حدود مارس الماضي أن يسيل مزيدا من دماء المتمردين . فلم نقم إذن أنذاك بواجبنا الإنساني ، في حين أن تونس قامت بما هو واجب عليها رغم الصعوبات التي كانت تعانيها ". من جانبها تطرقت صحيفة (لا تريبون) للموضوع المتعلق باستقبال الجزائر لافراد من عائلة القذافي ، متحدثة بالمناسبة عما أسمته " الحضور الانساني المزعج ". أما الصحيفة الالكترونية (كل شيء عن الجزائر) فسجلت من جانبها أن التدبدب المسجل في موقف الجزائر من الوضع في ليبيا "يفسر في جزء كبير منه بالضغوطات الدولية الكبيرة التي تعرضت لها خاصة بعد وصول جزء من عائلة القذافي الى التراب الجزائري ". وأضافت أن هذا " يؤكد كذلك أن الدبلوماسية الجزائرية أخطأت في التحليل بشأن الملف الليبي . فالجزائر كانت تراهن على الخصوص على ظهور (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ) في ليبيا ، غير أنه وقع العكس . فقد سقطت طرابلس في ظرف ستة أشهر ، فيما يبقى تأكيد وجود روابط بين المتمردين والقاعدة بعيد المنال ".