كشفت صحيفة "الشروق" الجزائرية المزيد من التفاصيل عن وصول أسرة الرئيس الليبي السابق معمر القذافي إلى الجزائر، فقالت: إن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة سمح لموكب العائلة الذي كان يضم سبع سيارات رباعية الدفع، بدخول الأراضي الجزائرية، عبر معبر "تينالكوم" بإيليزي، لظروف إنسانية بعد انتظار دام 12 ساعة على المعبر، وضمت القافلة 31 شخصاً، على رأسهم زوجة القذافي صفية وأبناؤها عائشة ومحمد وهنيبال، وأبناء العائلة الذين هم أحفاد القذافي. وكانت جريدة " أخبار بلادي"سباقة، استنادا على معلومات من مصدر من داخل ليبيا استنادا على مصدر من عسكري من الثوار، على نشر خبر دخول موكب يضم القذافي وعائلته إلى الجزائر ثم إلى الصحراء لدى البوليساريو. هذا الأخير الذي أوفد كوموندو يضم 60 عنصرا إلى طرابلس لضمان تأمين دخوله إلى الجزائر ثم إلى الصحراء. ونقلت الصحيفة عن مصادر وثيقة أن عائشة القذافي دخلت في وضعية نفسية وصحية صعبة، وهي حامل في شهرها التاسع، مشيرة إلى أن الوضع الإنساني دفع السلطات الجزائرية إلى السماح للقافلة بدخول الأراضي الجزائرية. وقالت الصحيفة: إن القوانين الدولية تعطي الحق لأي دولة في إجارة كل من يكون في حاجة إلى المساعدة، وإذا أخذنا بعين الاعتبار حالة الحرب الدائرة في ليبيا فإن القافلة التي دخلت، الاثنين، الأراضي الجزائرية كانت ملاحقة من طرف الثوار الذين من الواضح أنهم سيطروا على غالبية الأراضي الليبية. وكشفت مصادر الصحيفة أن الموكب وصل معبر "تينالكوم" الواقع بولاية إليزي في الساعات الأولى من يوم الاثنين، غير أن شرطة الحدود أوقفت الموكب ورفضت الترخيص له بالدخول، إلا حين صدور قرار من السلطات العليا في البلاد، والقرار لم يصدر إلا عند حدود منتصف النهار، بعد أكثر من 12 ساعة، حين رخص الرئيس بوتفليقة بدخول القافلة الليبية، حسب الصحيفة. وقالت الصحيفة: إن الموكب ضم سبع سيارات تقل 31 فرداً، تتقدمهم زوجة القذافي صفية فركاش وابنته عائشة وابنه الأكبر من زوجته الأولى "محمد" وابنه الرابع هنيبال، وأبناؤهم، إلى جانب مجموعة من الخدم وسائقي السيارات رباعية الدفع التي شكلت موكب عائلة القذافي، وحسب مصادر الصحيفة الجزائرية، فإن إقامة عائلة القذافي ستكون في ولاية إيليزي، مستبعدة أن يتم ترحيلهم إلى العاصمة. وأضافت الصحيفة أن الموافقة على استقبال عائلة القذافي أملته مجموعة من العوامل ذات العلاقة بالجوانب الإنسانية المحضة، ذلك لأن عائشة ابنة القذافي وصلت الحدود الجزائرية في حالة مخاض عسير، وتوشك أن تضع مولودها، بالإضافة إلى وجود الكثير من الأطفال الذين هم أحفاد العقيد القذافي، وهي الظروف التي جعلت السلطات العليا في البلاد تمنح رخصة الدخول لطالبيها، خاصة أن هذه الموافقة الصادرة، حسب المصادر التي استقينا منها المعلومة، لا تتعارض أبداً من الناحية القانونية مع لوائح الأممالمتحدة ولا مع القانون الدولي، ذلك أن أبناء القذافي عائشة ومحمد وهنيبال، وزوجته صفية، غير مطلوبين من قبل محكمة العدل الدولية. وأن مذكرة التوقيف الدولي تقتصر على العقيد معمر القذافي ونجله سيف الإسلام ومدير مخابراته السنوسي. وقالت الصحيفة: إن لجوء عائلة القذافي المطاردة من قبل الثوار إلى الجزائر، فرضته القبضة التي أحكمها الثوار على الحدود الليبية مع كل من تونس وتشاد، وحتى على الحدود مع مصر، ما يعني أنه لم يبق من خيار أمام عائلة القذافي الفارة سوى الحدود الجزائرية. ونقلت الصحيفة عن بيان لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، الاثنين، أنه تم إبلاغ كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن ومحمود جبريل رئيس المجلس التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي الليبي بأمر وصول القافلة.