انتقدت صحيفة "ذا الغارديان" البريطانية، اليوم الثلاثاء، الدعم الذي يقدمه النظام الجزائري للعقيد الليبي معمر القذافي، مبرزة أن "الطغمة الحاكمة في الجزائر تقف على الجانب الخطأ من التاريخ" باستقبالها أفراد أسرة العقيد. وذكرت الصحيفة بأن المغرب، الذي صادق على دستور جديد عبر الاستفتاء في يوليوز الأخير، اعترف بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، وعبر عن دعمه للتطلعات المشروعة للشعب الليبي. أما الجزائر، تقول "ذا الغارديان"، فتجد نفسها معزولة ومصنفة كداعمة لمعارضي الثورة. ولاحظت أن النظام الجزائري، لم يكتف بعدم الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي، بل مضى الى استقبال أفراد أسرة القذافي. واعتبرت اليومية البريطانية أن القرار الجزائري بعدم الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي، واستقبال أفراد عائلة القذافي يتجاوز الاعتبارات "الإنسانية"، التي يدفع بها المسؤولون الجزائريون إذ تحركه حسابات سياسية. وأضافت، من جهة أخرى، أن النظام الجزائري يوجد أمام خطر مواجهة نفس مصير الأنظمة السابقة، التونسي والمصري والليبي، مذكرة بأن الجزائر عرفت في أوج الثورة التونسية اضطرابات عامة تحركها نفس الأسباب. وكتبت الصحيفة أن النظام الجزائري يدين في استمراره لعوامل تاريخية حيث يحتفظ العديد من الجزائريين بذكريات أليمة للحرب الأهلية التي مزقت البلاد خلال سنوات التسعينات مخلفة أزيد من 100 ألف قتيل. وأشارت الى أن النظام الجزائري محظوظ حتى الآن، إذ بمواصلة دعم طرف "خاسر" وعدم الاعتراف بالتحولات السريعة في جوارها، تقف الجزائر على الضفة الخطأ من التاريخ. وتوقعت الصحيفة أن تزداد حدة الضغوط من أجل التغيير في هذا البلد بدل أن تتجه نحو الانخفاض. واستنادا الى تقرير نشره مؤخرا المعهد الملكي البريطاني للدراسات الدولية، قالت "ذا الغارديان" إن النظام الجزائري يجد نفسه "أكثر فأكثر عزلة في منطقة شمال إفريقيا التي تعيش على إيقاع تحولات سريعة". ولاحظ المعهد، الذي يوجد مقره بلندن أن النظام الجزائري وإن لم يواجه بالفعل انتفاضة واسعة النطاق، إلا أن عناصر هذه الأخيرة قائمة: نسبة بطالة مرتفعة، غضب إزاء الفساد، وضعف تمثيلية النظام السياسي. وأضافت أنه "بدل إطلاق إصلاحات جدية، تعاملت الحكومة الجزائرية مع الهزات التي يشهدها العالم العربي وفقا لمقاربة تزاوج بين المال والقمع". ولاحظت أنه على العكس من تونس ومصر، فإن النظام الجزائري غير ممركز في يد شخص واحد، بل يتعلق الأمر بطغمة عسكرية يتقدم أعضاؤها في السن دون أن تعوضهم دماء جديدة، مشيرة الى أن هذا الوضع يدعو الى الاستنتاج بأن "انهيار النظام الجزائري قضية وقت فقط". وخلصت الصحيفة البريطانية الى أن "القادة الجزائريين سيتطلعون الى احتواء الفوران الثوري من خلال افتعال المشاكل للحكومة الانتقالية في ليبيا"، واصفة هذا الموقف بأنه "خطأ فادح".