نظم المجلس العلمي المحلي لإقليم اشتوكة أيت باها بمركب "تركانت" ببيوكرى ندوة علمية حول: "عناية السوسيين بمختصر خليل". الحسن الرغيبِي، رئيس المجلس العلمي المحلي لاشتوكة أيت باها، أبرز في كلمته مكانة المختصر الخليلي فِي الدرس الفقهي السوسي، مذكراً بالعلماء السوسيين الذين تخصصوا فِي دقائقه، ومهروا فِي ضبطه، لاسيما سعيد الشريف الإكثيري الذي ابتكر أنصبة المتون العلمية بسوس، متمنياً دوام التنسيق الإداري بين المجلس العلمي والمندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية. محمد أيت محند، المندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية باشتوكة أيت باها، أكد في مداخلته على مدى أهمية المختصر الخليلي في البرنامج التعليمي للمدارس العتيقة. الندوة العملية توزعت على عدد من الجلسات العلمية التي قاربت أولاها "أسانيد السوسيين إلَى مختصر خليل" للدكتور حسن تقي الدين، الذي استعرض فيها أصول اتصال كثير من علماء سوس بالمختصر، عن طريق كبار علمائه، كعبد الرحمن التمنارتِي المتوفّى سنة 1064ه، ومحمد بن سليمان الرودانِي المتوفى سنة 1084ه، ومحمد الحضيكي المتوفّى سنة 1189ه، ونبه الباحث إلى اختلاط أسانيد السوسيين بأخرى فاسية ومصرية بل ومشرقية، تسلسل فيها أصحاب المذاهب الأربعة. وتقدم الفقيه محمد مستقيم، واعظ تابع للمجلس العلمي باشتوكة أيت باها، بمداخلة حول "السرد والإقراء والحفظ عند السوسيين"، مازجا فيها بين هذه المناهج التعليمية وتفاعل تداخلها، وبين طرقها من خلال المجالات العملية في المدارس العلمية العتيقة بسوس إقراء وتدريساً. ثم تطرق بعده الفقيه الطيب البوشواري، واعظ بالمجلس العلمي باشتوكة، ل"عناية المرأة السوسية بالمختصر إقراء وحفظاً". وكان الختم مع بحث لأحمد لكلمي بموضوع "منهج دراسة المختصر عند السوسيين". الجلسة العلمية الثانية تم خلالها عرض موضوع "أثر مختصر خليل فِي الكتابات الفقهية السوسية" لإبراهيم بنعبلا، أستاذ التعليم العالِي بكلية العلوم الشرعية بالسمارة. تلاه الحسن مكراز، عضو المجلس العلمي باشتوكة أيت باها أستاذ التعليم العالِي بكلية الشريعة، الذي ألقى مداخلة علمية حول: "شروح المختصر المتداولة فِي القطر السوسي". الجلسة ذاتها عرفت مداخلة المدنِي السافري، أستاذ التعليم العالي بكلية الشريعة، بموضوع "الاستدلال بنص المختصر لدى نوازلِي سوس"، ومحمد البوشواري، عضو المجلس العلمي لاشتوكة أيت باها، حول "القضاء السوسي والمختصر". ختام الجلسة العلمية الثانية كان بمداخلة للحسين أكروم، مرشد ديني تابع للمجلس العلمي باشتوكة أيت باها، حول "العادات والأعراف الخاصة بفقهاء سوس وطرق استمدادها من مختصر خليل"، قسمها إلَى أعراف عملية، وأخرى قولية.