احتضن مركز تأهيل وتكوين الشباب بمدينة أيت باها الأحد 30 مارس 2014 أشغال الملتقى السنوي الثالث لحفظ الحديث النبوي الشريف الذي نظمته الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية فرع اشتوكة أيت باها بشراكة مع المجلس العلمي المحلي والجماعة الحضرية، وذلك تتويجا لفعاليات المسابقة الإقليمية لحفظ الحديث النبوي الشريف. وأبرز احيا الطالبي أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الانسانية بجامعة ابن زهر بأكادير في مداخلته طبيعة الإنتاج الحديثي لدى علماء سوس منذ ظهور الحركة العلمية بسوس، مشيرا إلى المسار التاريخي لفن الحديث بسوس، ولاحظ الطالبي أن علماء هذا القطر لم يدرجوا الإنتاج الحديثي في مقرراتهم المدرسية كعلم مما انعكس سلبا على جهودهم في الحديث ومصطلحه. وفي معرض حديثه عن المنهج التعليمي لاحظ الطالبي أن خريجي المدرسة العتيقة يكتفون بالسرد فقط خاصة في شهر رمضان، كما عزا أسباب تقلص هذا العلم إلى قلة الاعتناء به استنباطا وتأليفا، مشيرا إلى جهود بذلت في مجال الأسانيد والفهرسة والاستنباط والنظم والشرح والتحشية، وسرد بعض الأعلام ممن برزوا في علم السند موضحا أن السوسيين صدرت منهم أسانيد عالية تنم عن علو كعبهم في الرواية والسند كابي زيد عبد الرحمن التمانرتي وابن سليمان الروداني والحضيكي ومحمد بن مسعود المعدري البونعماني. وعرج لحسن مكراز أستاذ التعليم العالي بكلية الشريعة بآيت ملول من جانبه، على عناية السوسيين بالحديث الشريف وعلومه، وكذا اهتمام علماء سوس بالحديث الشريف وعلومه رواية وحفظا وتدريسا وتأليفا، مذكرا بما خلفوه من فقه ونحو كتراث علمي أغنى المكتبة السوسية، وأوضح كذلك أن المدارس العلمية العتيقة المنتشرة في سوس منذ بداية القرن الخامس الهجري تشكل قلاعا حصينة لنشر الثقافة الإسلامية وحفظ القرآن الكريم والعناية بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم . وإلى ذلك أكد مكراز في مبحثه الأول أن جل مؤلفات السوسيين في الحديث مرتبطة بصحيح البخاري وتتجلى هذه العناية في روايته وشرحه وتفسير غريبه ونظم رجاله وأبوابه، و اختصار وتحشية بعض شروحه ونسخه وترجمته إلى الأمازيغية وتدريسه . واستشهد مكراز في مبحثه الثاني عن علوم الحديث بالشيخ محمد المختار السوسي رحمه الله لما قال : " هذا الفن لازم لفن الحديث المتقدم ، فتزدهر بازدهاره وتضعف بضعف الاعتناء به ، وقد رأينا شروحا على متونه ومنظومات منه حين ازدهاره بين السوسيين " وأورد في ذلك مؤلفات كنماذج للعناية بهذا الفن شملت بالخصوص " ألفية العراقي" و"نخبة الفكر" و"الطرفة وغرامي صحيح والنقاية" بالاضافة إلى المنظومات الخاصة بالسوسيين ، وذك المحاضر أنه بالرغم من قلة عناية السوسيين بالحديث وعلومه مقارنة بالعلوم الاخرى،فقد نبغت طائفة من العلماء في كل قرن تحمل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم رواية وحفظا وشرحا وترجمة وذلك حفاظا على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من التحريف والتأويل مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم " يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين" . وخصصت الفترة المسائية لحفل تم فيه تتويج المتفوقين في المسابقة الإقليمية الثالثة لحفظ الحديث النبوي المكونين من ثلاثة أصناف : التعليم الإبتدائي و التعليم الإعداي والثانوي و التعليم العتيق، وقبل ذلك تناوب على الكلمة كل من الدكتور محمد البوشواري عن المجلس العلمي المحلي و النائب الاقليمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بالاقليم و محمد اليربوعي رئيس المجلس البلدي لايت باها والاستاذ محمد ادوحموش الكاتب العام لفرع الجمعية باشتوكة ايت باها . وتابع الحضور أطوار التعريف بشخصية هذه الدورة والتي خصصت للصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه، كما استمتع هؤلاء الحصور بمقطوعات انشادية دينية من توقيع فرقة الأنوار باللغتين العربية والأمازيغية ، وفي سياق متصل اختتمت الدورة بإبداعات شبابية في مجال الشعر ويتعلق الأمر بالطالب احمد حقي بمعهد محمد الحبيب البوشواري للتعليم العتيق الذي أهدى قصيدة تحفيزية للملتقى تحت عنوان "دعني القي شكرا" .