قد لا يبدو مألوفا أن يقيم المغاربة حفلات زفاف في شهر رمضان، أغلبهم يعتبرها مكروهة دون حاجة إلى تبرير هذا الحكم شرعا. ربما لأن العرس المغربي لا يكتمل إلا بأجواء تتنافى وأجواء القرآن الكريم التي تخيم على ليالي هذا الشهر المبارك. لهذا السبب تكتفي بعض الأسر عادة بعقد القران فقط إذا ما كان العريس والعروسة زربانين باستدعاء المقربين جدا، ويتم تأجيل حفل الزفاف إلى ما بعد رمضان. ورغم ذلك، شهدت قاعات الأفراح ببعض المدن المغربية أعراس زواج كاملة في ليالي رمضان، واستطاعت بعض الأسر أن تقيم حفل زفاف مغربي متكامل في أربع ساعات فقط، يدأ بعد صلاة التراويح وانتهى قبل صلاة الفجر بساعة ونصف. كلشي فيه كيزرب قبل ما يأدّن الفجر؛ من المدعوين إلى النكافات. هاد العراسات في رمضان هي اللي كيجي فيها الله يستر كلشي على غفلة وبالزربة. إيه، وهاداك الشي علاش كاع المعروضين كيغضبوا، وكيقولوا: "سمحوا لينا، ما جايينش ليكم للعرس حيت ما عرضتوش علينا بكري". عندهم الحق. حيت "المعروض في نهارو، خاصو يبقى في دارو". هادي هضرة خاوية. ومال أمناء الأحزاب السياسية ديالنا وقت ما جاتهم الدعوة من وزارة الداخلية في آخر ساعة كاع وكتلقاهم هازين بلاغيهم في يديهم ونيشان للحفلة؟ كل عرس في رمضان هو عرس مفاجئ، فليست هناك أسرة عاقلة تخطط لإقامة حفل زفاف في شهر رمضان، إذ لسبب من الأسباب يكون أهل العروسين مضطرين إلى إقامته في هذا الشهر الفضيل، أي مكرهين لضيق الوقت، بمعنى ليس أمام العريس والعروس وقت كبير للإعداد، وإلا لأجلا الحفل إلى ما بعد رمضان... إذ غالبا ما يكون العريس أو العروس من جاليتنا المقيمة بالخارج، جايين يدوزوا هاد رمضان مع الوالدين وراجعين دغيا، وليس بإمكانهم تمديد إقامتهم بالمغرب. وبحكم هذا الغلاف الزمني الضيق تقوم أسرتا العروسين بدعوة الأهل والأحباب قبل الحفل بيوم واحد مما يثير حنق المدعوين الذين يعتبرون أن دعوة آخر لحظة إهانة لهم، وليست إلا مجرد حركة من أصحاب العرس لرفع العتب، فيرفضون الحضور. وهذا هو الفرق بين المواطنين والمسؤولين الذين يفكرون بشكل مختلف، فالمهم عند زعمائنا هو الاحتفال والمشاركة في العرس. يهمهم فقط تاريخ تلبية الدعوة، وليس المهم عندهم تاريخ توجيه الدعوة. وكذا استجاب أمناء الأحزاب الوطنية وكثير من السياسيين لدعوة الاحتفال مثلا بالدستور الجديد دون تردد، واستقبلوها بفرح وامتنان بالغين، وساهموا في مسيرات الدقة والغيطة رغم أن أغلبهم لم يعلموا بالموعد إلا في آخر ساعة، ورغم أن الدعوة لم توجه إليهم إلا في الدقائق الأخيرة. من هنا، فإن السياسيين عكس المواطنين البسطاء يقدّرون حقا ما معنى الدعوة إلى عرس كبير، وواخا يبدا العرس كاع وعاد يعيطوا عليهم بالتلفون، هانية. المهم هو المشاركة. وعلاش شي أمناء عْتارضوا على المشاركة في العرس الديموقراطي اللي هو الانتخابات، وما بغاوهش يدّار في الوقت المحدد؟ علاه هاداك العرس بحال هادا؟ العرس الأول كانت الأحزاب غير معروضة ليه، ولكن العرس الثاني راه الأحزاب هي مولاتو. ما فهمتش. دابا في هاد العرس الديموقراطي، وزارة الداخلية مع الأحزاب السياسية بحال فاميلة العريس مع فاميلة العروسة. الأولى قالت: "غنديروا العرس نهار الفلان الفلاني". ناضت الثانية ما بغاتش وقالت: "لا لا، سمحوا لينا، باقين ما خيّطناش الحوايج".