"عرس ليلة تدبيرو عام"فما بالك بسبعة أيام. الأعراس بمدينة فجيج. أعراس حواضر الجهة الشرقية: حفلات الزفاف بوجدة وبفجيج. طقوس وعادات الزواج بفجيج : "عرس ليلة تدبيرو عام"فما بالك بسبعة أيام تختلف طقوس وعادات الزواج في المغرب حسب التقاليد والموروث الثقافي والاجتماعي لكل جهة ومنطقة، فيما تتشابه هذه الطقوس بالمنطقة الشرقية تقريبا بالرغم من اختلاف المكون الثقافي وعامل الوسط لكل منطقة على حدة. يقول المثل المغربي "عرس ليلة تدبيرو عام"، إذ تلزم سنة كاملة من التدبير والتحضير لليلة واحدة، وهو حال العرس بفجيج فما بالك بسبعة أيام بلياليها. ويكون العرس بمدينة فجيج غالبا داخل (القصور) مابين عائلات مرتبطة بصلة القرابة، وفي حالات قليلة يكون مابين أناس من (القصور) المجاورة. وأحيانا أخرى يكون الزوجان من العائلة ذاتها (أبناء عم، أبناء خالات..). وفي حالة الزواج بين القصور المجاورة، يكون غالبا زواج مصلحة أو تتويجا لعلاقة صداقة بين عائلتين. ويتم الزواج في سن مبكرة للجنسين إذ يتراوح مابين اثني عشر وثلاثة عشر سنة بالنسبة للفتاة، وما بين ستة عشر وثمانية عشر سنة بالنسبة للفتى، وكي يتعرف الزوج على خطيبته لابد من أن تدعوها عائلته لقضاء بضعة أيام في بيتها. وعن صداق العروس وموعد الزواج، يتم الاتفاق على مقدار الصداق وتاريخ عقد الزواج في نفس اليوم الذي تتم فيه الخطوبة، حيث يتفق أولياء أمر العروس والعريس على جميع لوازم الحفل، ويتهيؤون لشراء المعدات ولوازم العرس . فبإقليم فجيج، غالبا ما يستمر العرس سبعة أيام بلياليها. ويكون العرس خلال اليوم الأول من الاحتفالات في بيت العروس حيث يتم إخبار جميع فتيات عائلة العروس وذلك لإعلان يوم العرس لجميع الناس وتبليغهم بيوم الجهاز (تيخسايين) ويوم الزفاف (أروح) وعند عودتهم إلى منزل العريس يقيمون احتفالا صغيرا. ويتم في ذات اليوم نحر بهائم لإطعام الضيوف. أما اليوم الثاني فهو يوم (تيخسايين) في بيت العريس . وفي هذا اليوم ينهض الجميع باكرا لتجهيز الغذاء، فتحضر النساء الشعير (ابلبول) أما الفتيات فيقمن بتقطيع الكرم (الكرومب) ويحملن جهاز العروس (ملابس ، أحذية، حناء، عطور، ذهب، فضة...). وفي المساء، يتم اختيار فتاة من كل بيت من بيوت أقارب العريس، وذلك من أجل الذهاب إلى منزل العروس للعشاء الذي يحتوي على ثلاثة أطباق أولها هو عبارة عن التمر واللبن مع اللبن المجفف (الكليلة) وثانيها عبارة عن ثريد باللحم والزبيب والحمص أما ثالثها فهو عبارة عن الكسكس باللحم فضلا عن العسل والزبدة. وبعد العشاءين يقمن بتزيين العروس، وذاك بطلي يديها ورجليها بالحناء وبعد ذاك يتهيأن لاحتفال صغير تتخلله زغاريد ورقص وغناء خاص بمنطقة فجيج يسمى (أورار). وفي اليوم الثالث، وهو يوم الزفاف (أروح)، تستيقظ النساء باكرا كعادتهن لتجهيز أكلة الكسكس. وفي المساء، يجتمع الرجال مباشرة بعد صلاة العشاء لتناول وجبة العشاء. ويقومون بعدها بتجهيز الشاي وشربه. وعند الانتهاء من تناول وجبة العشاء، تذهب الفتيات إلى بيت العروس مرفوقات بالهتاف والزغاريد طوال الطريق. وعند وصولهن، تجتمع النساء من أهل العريس مع النساء من أهل العروس في (صاراي) ويقمن باحتفال خاص يتمثل في إمساك ثلاث أو أربع فتيات ب "بندير" فيما تقوم إحداهن بالنقر عليه وتغني أيضا أغان خاصة بيوم الزفاف وهذا ما يعرف بالطارة. ويستغرق هذا حوالي نصف ساعة، في حين تكون العروس جاهزة في ملابسها البيضاء وحليها ك(اللويز) من الذهب الخالص و(الدمالج) لنقلها من بيتها إلى بيت زوجها في غيابه. وتجتمع كل النساء ما عدا أم العروس وبعض النساء المتقدمات في السن. وعند وصول العروس إلى عتبة باب بيت عريسها، ِتأتي أم العريس وتأخذ بيدها اليمنى وتضرب بيدها سبع مرات على باب المنزل، وهذا يدل على الترحيب بالعروس الجديدة. وبعدها يدخل الجميع إلى المنزل مرافقين العروس إلى غرفتها وقبل دخولها يتكرر نفس الشيء في باب غرفتها (أي تأخذ يدها اليمنى وتضرب بيدها سبع مرات على باب الغرفة). وتدخل العروس وتجلس فوق سريرها ووجهها مغطى ب(لحافها) وتأتي أم العريس وترش فوق رأسها الشعير والقمح سبع مرات. وتقوم أم العريس بإعطاء العروس السمن والعسل بيدها اليمنى ثلاث مرات. وتجلس مع العروس أحد من قريباتها (أختها أو خالتها...) بينما تجلس الفتيات الأخريات في غرفة أخرى ويرقصن ويزغردن ... أما الرجال فيستمرون في حفلهم بالجوار حتى مطلع الفجر. وفي اليومين الرابع والخامس (تاجرا نصباح)، يعد أهل العروس الكسكس والثريد في الصباح، ويأخذونه إلى منزل العروسين، فيما تذهب عائلتا العريس والعروس في اليوم السادس (الحزام) إلى بيت العريس للغذاء. وترتدي العروس بعدها لباسا يكون لونه مغايرا للأبيض، ويتم اختيار طفل من عائلة العريس يربط لها حزاما في بطنها وتمنحه العروس في المقابل حفنة مملوءة بالمكسرات (المخلط)، وتقوم إحدى النساء بتوزيع باقي المكسرات على باقي النساء والفتيات. أما في اليوم السابع (إتمام القرابة والصداقة)، فتقيم عائلة العريس مأدبة عشاء، يدعى إليها جميع أفراد العائلتين. وتتضمن أكلة العشاء الكسكس باللحم والزبدة والعسل واللبن. وبعد العشاء يتم تجهيز الشاي والكاكاو. ويقام احتفال تحضره أم العروس التي لا تزور ابنتها إلا في هذا اليوم الذي يكون ختاما لفرحة استمرت سبعة أيام بلياليها. فيصل عاشق الليل(و.م.ع) @@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@ @@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
الأعراس بمدينة فجيج العرس في مدينة فجيج له تقاليده الخاصة و يتم عادة خلال أسبوع كامل : اليوم الاول : في منزل العريس يتم إعلام جميع شابات عائلة العروس و ذلك لإعلان يوم العرس لجميع الناس و تبليغهم بيوم الزهاج (تيخسايين) و يوم الزفاف (أروح). و عند عودتهم إلى منزل العريس يقيمون احتفالا صغيرا. و في نفس اليوم يتم ذبح البهائم . اليوم الثاني : يوم الزهاج (تيخسايين) . (في منزل العريس ) في هذا اليوم ينهضون باكرا لتجهيز الغذاء، النساء الكبار في السن يقومون بتحضير الشعير (ابلبول) أما الشابات يقومون بتقطيع الكرم (الكرورب) أما الرجال يقدمون لهم الكسكس بذل الشعير الذي يتم آكله من طرف النساء فقط . في المساء يقومون باختيار شابة من كل منزل لأهل العريس، وذلك للذهاب إلى منزل العروس للعشاء الذي يحتوي على 3 أطباق : 1-تمر+ اللبن + اللبن المجفف (الكليلة) 2-التريد + اللحم + الزبيب + الحمص 3-الكسكس+اللحم+العسل+الزبدة و هم يحملون زهاج العروس (ملابس –أحذية - حناء- عطور- ذهب- فضة…) بعد العشاء يقومون بتزيين العروس، و ذاك بطلي يديها و رجليها بالحناء و بعد ذاك يقومون باحتفال صغير يحتوي على زغاريت و رقص و غناء خاص بأصحاب فجيج يسمى *اورار* و عند انتهاء الاحتفال ترجع البنات إلى منازلهم . اليوم الثالث : يوم الزفاف (أروح). كعادتهم تقوم النساء باكرا و ذلك لتجهيزالكسكس و ذلك عبر مراحل. أما البنات(الشابات) فينقسمون إلى فوجين، الفوج1 يقوم بتجهيز القدر لتفوير الكسكس ،و الفوج الآخر يحضر المرق الذي سيرافق الكسكس و الذي يتكون من أنواع من الخضر +الحمص+ اللحم… يأخذون فترة لتناول الغداء بعد ذاك يتممون تجهيز العشاء. و عندما يجهزون كل الطعام+المرق يأتي الشباب و ينقلون الكسكس+ المرق إلى جوار منزل العريس و يجهزونه هناك. بعد صلاة العشاء يجتمع الرجال لتناول العشاء. بعد العشاء يقومن بتجهيز الشاي و شربه. بعد ذلك يعود الرجال المتقدمين في السن إلى بيوتهم ،في حين يبقى الشباب ليقيموا احتفالا. عند انتهاء النساء من عشائهم يذهب الشابات إلى بيت العروس و هم يزغرتون و يطبلون و يغنون في الطريق . عند وصولهم يجتمع نساء أحباب العريس مع نساء أحباب العروس في (صاراي) و يقومون باحتفال خاص و هو عبارة عن بندير يقوم بشده 3 أو 4 بنات و تختار واحدة من النساء التي تحسن الطبل و تغني أغنية خاصة بيوم الزفاف و هذا ما يعرف بالطارة، و يستغرق هذا حوالي 15 دقيقة. في حين تكون العروس جاهزة من ملابسها البيضاء و حليها كاللويز من الذهب و الدمالج لنقلها من بيتها إلى بيت زوجها في غيابه . و يجتمع كل النساء ما عدا أم العروس و بعض النساء المتقدمات في السن . و عند وصول العروس إلى عتبة باب منزل عريسها ِتأتي أم العريس و تأخذ يدها اليمنى و تضرب بيدها 7 مرات على باب المنزل، و هذا يدل على الترحيب بالعروس الجديدة. و بعد ذلك يدخل الكل داخل المنزل مع زغاريت و هتافات ... و بعد ذلك يرافقن العروس إلى غرفتها و قبل أن تدخل يتكرر نفس الشيء في باب غرفتها (أي تأخذ يدها اليمنى و تضرب بيدها 7 مرات على باب الغرفة ). و تدخل العروس و تجلس فوق سريرها و وجهها مغطى بلحافها و تأتي أم العريس و ترش فوق رأسها الشعير+ القمح 7 مرات. و تقوم أم العريس بإعطاء العروس السمن + العسل بيدها اليمنى 3 مرات. تجلس مع العروس أحد من أقربائها (أختها أو خالتها...) أما الأخريات فيجلسن مع بعضهن البعض في غرفة أخرى و يرقصون و يزغرتون... أما الرجال فيستمرون في حفلهم بالجوار حتى الفجر. اليوم الرابع و الخامس : (تاجرا نصباح ) في الصباح يجهز أهل العروس الكسكس + التريد...و يأخذونه إلى منزل العروسين . اليوم السادس : (الحزام ) في هذا اليوم الجميع (عائلة العريس و العروس ) يذهبون إلى بيت العريس للغذاء. بعد الغذاء ترتدي العروس لباسا غير الأبيض, يتم اختيار ولد صغير من عائلة العريس يربط لها حزاما في بطنها , تأخذ العروس حفنة مملوءة بالمكسرات (المخلط) و تعطيها للولد الصغير، و تقوم إحدى النساء بتوزيع باقي المكسرات على باقي النساء و البنات. اليوم السابع : (إتمام القرابة و الصداقة ) في هذا اليوم تقيم عائلة العريس عشاءا، تتم دعوة جميع أفراد عائلة كلي العروسين. حيث تتضمن آكلة العشاء : الكسكس + اللحم + الزبدة + العسل + اللبن. بعد إتمام العشاء يتم تجهيز الشاي + الكاكاو و يقيمون احتفالا حيث تحضر فيه أم العروس التي لم تزر ابنتها من يوم الزفاف إلى هذا اليوم. و يكون هذا الحفل ختاما لهذه الفرحة التي دامت 7 أيام حيث تكون مناسبة للتعارف و التقارب. "زوزفانة" @@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@ @@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@ أعراس حواضر الجهة الشرقية لم تسلم طقوس الزفاف وتقليده بحواضر الجهة الشرقية، وجدة وفجيج، من اندثار جزء منها ودخول أخرى عليها أوصلتها إلى العقول والبيوت عوامل متعددة، كالانتشار الذي عرفته وسائل النقل البرية والجوية التي كثفت اللقاءات بين الناس، ووسائل الاتصال الجماهيري، خاصة المرئي منها، التي أصبحت تشكل نافذة على العالم بفضل انتشار الإرسال عبر الأقمار الاصطناعية، الذي واكبه تطور الصورة الرقمية مما سمح بصورة لا نظير لها في التاريخ من تبادل التعرف على العادات بين الشعوب، وأصبح يشكل سكة لقاطرة العولمة الثقافية التي أصبحت تخترق كيانات وذاكرة المجتمعات الإنسانية . فبداية الزواج أصبحت تتم باتفاق ورضى طرفيه، بخلاف ما كان في السابق حيث كان البحث عن عروس من اختصاص الوالدين، تبدؤه الأم من بين الأقارب أو باستعانة من نساء أخريات، ثم تقترح العروس على الأب الذي يقوم بالاتصال الأول مع أبي العروس لطلب يدها، قبل أن يتبعه لقاء بين النساء بعد موافقة عائلة العروس. ولم يكن أمام العروس شأنها شأن العريس إلا الامتثال لأوامر الوالدين وتنفيذ قرارهما. وبعد الموافقة وإبرام عقد الزواج تبدأ عائلة العريس والعروس في الإعداد لحفل الزفاف، الذي يتضمن إقامة وليمة قد تمتد لعدة أيام، تقدم فيها أنواع الأطعمة حسب القدرة المادية لكل عائلة. والسائد في هذه المأدبات هو تقديم الدجاج بالمرق في الأول، يتبعه مرق بلحم الأغنام أو الأنعام مصحوبا بالبرقوق المجفف واللوز المقلي والفلفل والسلاطة ومشروبات غازية قبل الاختتام بطبق من الفواكه، وفي غالب الأحيان شرب الشاي قبل انصراف المدعوين. وبالنسبة للعائلات الميسورة تتضمن ولائم العرس ما يعرف عند البعض "بلمصور" أي خرفان مشوية يسبقها تقديم البسطيلة وهي أكلة منقولة بطبيعة الحال من منطقة مغربية أخرى. وكانت المآدب السائدة في المناسبة عند الأجيال الماضية، كما يتذكر بعض كبار السن، تتكون من الكسكس المعروف محليا ب "الطعام" قبل أن يتطور الأمر إلى الشوربة والمرق بالزيتون. وتمر حفلة الزفاف في العصر الراهن بإلباس العروس ثوب الزفاف الأبيض، على غرار القائم في التقاليد الغربية، ثم يأتي العريس في موكب من السيارات ليصطحبها، وسط الرقص ودق الطبول والدفوف بعد التقاط صور تذكارية. وبعده يقوم الموكب بجولة عبر شوارع المدينة الكبرى المؤدية إلى بعض معالم المدينة، كساحة القطار وساحة حديقة الأميرة "للا عائشة" كما هو الحال بالنسبة ل"وجدة"، وتؤخذ أيضا صور تذكارية للعروسين وسط الأقارب والأصدقاء المرافقين . وبعدها يتجه الموكب إلى مكان الحفل الذي لم يعد بالضرورة في بيت العريس، بل كذلك في قاعات وفيلات مخصصة لهذا الغرض. وعند الوصول إلى قاعة الحفل، يجلس العريسان على كرسي خاص لتتبع الرقصات التي يختلط فيها الذكور والإناث على أنغام جوق من الأجواق العصرية، التي تتنافس في تهييج المتتبعين بعزف الموسيقى الصاخبة خاصة من نوع الراي. وتمتد السهرة في جل الحالات إلى طلوع الشمس، وأثناءها تلبس العروس أنواعا من الألبسة التقليدية المحلية والوطنية من فاس والرباط وسوس وغيرها، وذلك على يد ما يعرف ب "النكافة" التي تمتلك تلك الكسوة ومختلف أنواع الحلي، وتتولى إسباغ مظاهر الزينة على محيا العروس باستعمال منتوجات الزينة "الماكياج" . ويقتصر دور العريس في هذه الحالة على مرافقة عروسه ذهابا وإيابا إلى غرفة التلبيس. وفي الصباح يصطحب العريس عروسته إلى المنزل أو إلى إحدى غرف الفنادق، ويتفرق بعدها الحاضرون إلى منازلهم حيث يقومون بتعويض ساعات النوم التي قضوها في السهر. وبطبيعة الحال فإن مظاهر الاحتفال هذه، والتي لا تختلف عن مثيلاتها في المناطق الأخرى، نهضت على أشلاء تقاليد في الموضوع حيث كانت العروس تزف إلى بيت الزوجية وهي مغطاة بالحايك، وهو الغطاء الذي كانت تضعه المرأة على جسدها لئلا يظهر منه إلا العيون، ثم يتم إيصالها من طرف أقرباء العريس إلى بيت الزوج، ثم يؤتى بالعريس ممتطيا حصانا أو راجلا وسط غناء وتصفيقات أصدقائه، ليجلس في مكان السهرة التي كان يحييها شيوخ الطرب البدوي أو الطرب الغرناطي لدى العائلات الارستقراطية. وكان حضور السهرة مقتصر على الرجال، ولا يسمح للنساء بالمشاهدة إلا من الأسطح. وحوالي منتصف الليل يدخل العريس إلى بيت الزوجية وتنتهي السهرة بما كان يعرف ب "إخراج القميص" وهو القميص الذي يحمل آثار الدم التي تعتبر شهادة على أن العروس جاءت بكرا. وتحمل هذا القميص إحدى قريبات العروس بعد أن يسلمه "السلطان" لهم، وهو الشخص الذي يختاره العريس لربط الاتصال بينه وبين ذويه، وهو داخل البيت، فترقص النساء وتزغردن للحدث ثم تنتهي السهرة. حفلات الزفاف بفجيج لئن كان النسيان قد بدأ يلف مدينة فجيج، وهي من المواقع الحضارية العريقة لمنطقة ما قبل الصحراء، فإن ذلك يعود في جانب منه إلى التألق المتزايد لمدينة وجدة، التي أضحت بمثابة عاصمة المغرب الشرقي، غير أن ذلك لم يحل دون تمسك تلك المدينة الصغيرة بتقاليدها، حيث إنها عرفت كيف تحافظ بغيرة على عاداتها العريقة من خلال توارثها من جيل لآخر. وتعد فجيج، الواقعة في سافلة الأطلس الصحراوي على مقربة من الحدود مع وتتجلى في حفلات الزفاف في فجيج ببهاء مختلف أوجه ثقافة المنطقة، التي تمتزج فيها التقاليد والبساطة، علاوة على أن الزفاف غالبا ما يكون عربون ترابط بين أسر نفس القصر، أو بين أسر من القصور المجاورة. وبعد الخطوبة التي لا تدوم لوقت طويل، يأتي حفل الزفاف الذي لايكون الإعداد له مرتجلا أو متسرعا، حيث شاع القول المأثور بأن "زواج ليلة تدبيره عام" وبالتالي يكون الاحتفال المخلد للزواج ثمرة فترة طويلة من التحضير، وذلك حتى تتمكن الأسرة من توفير جميع ما يلزم لهذه المناسبة. وقد تمتد الاحتفالات الخاصة بالزفاف لعدة أيام للتدليل على مدى ثراء الأسرة واعتزازها بأصولها، فتتخلل تلك الأيام جملة من التقاليد والعادات الراسخة التي تجتمع مدلولاتها على تأكيد الإرادة القوية في إبرام رباط دائم. وعشية إبرام عقد الزواج، يتم بدء حفل الحناء من قبل فتيات يحطن بالعروس، التي غالبا ما ترتدي وشاحا أحمر يغطي الرأس، وفي أثناء ذلك يتوافد على سكنى أبويها أقارب العريس جماعات وأفرادا وهم يحملون الهدايا، التي غالبا ما يكون في مقدمتها كبش يذبح بالمناسبة لتهييء الوليمة التي يحتضنها بيت والد العروس. وتخصص أسرة العروس استقبالا حارا للمدعوين، حيث تقدم لهم كؤوسا من الشاي والحلويات المغربية، ثم يتم الانتقال إلى بيت العريس حيث تكمل العروس حفل الحناء. وفي اليوم التالي تأتي أسرة العريس، قبل صلاة الظهر لتحضر إلى جانب أقارب العروس مأدبة غداء، ليتم بعد صلاة العصر كتابة العقد من طرف عدلين. وبصفة عامة فإن أسر فجيج نادرا ما تفرض مهرا مرتفعا، فتتم الإشارة في الغالب إلى مبلغ رمزي أو آيات من القرآن الكريم. وبعد إبرام العقد، تعود أسرة العريس لاستكمال الإعداد لحفل ليلة الزفاف الذي يسميه أهل المنطقة ب"التقصيرة"، والذي يدعى إليه الرجال فقط، فيما تكتفي النساء بمتابعته خلسة، ثم يتم بعد ذلك نقل العروس إلى بيت العريس وهي محاطة بعدد من أفراد أسرتها. وفي اليوم الثاني يبتدئ الحفل الخاص بالنساء، والذي تبقى العروس خلاله وسط قريباتها وهي ترتدي ملابس وحليا تقليدية، وخلال هذا الحفل الذي يسمى ب"التقييل"ترتدي العروس أنواعا مختلفة من اللباس التقليدي. وبقدر تعدد تلك التشكيلات تظهر المكانة التي تحظى بها العروس بين أهلها. وتحيي فرقة تتكون من النساء فقط حفلا بالمناسبة يتم خلاله ترديد أهازيج تقليدية وبعض الأغاني ذائعة الصيت. وقبل ذلك تكون أم العروس قد حملت وجبة تدعى "الفطور"، وتتكون في الغالب من صحن من الكسكس يتناول منه العريس أولا ثم يقدم بعد ذلك للعروس. وفي اليوم الرابع ترافق مجموعة من الفتيات العروس إلى الحمام التقليدي، الذي تكون الأسرة قد حرصت على كرائه ليكون رهن إشارتها طيلة فترة الصباح، ليتم إثر ذلك إحياء حفل "الحزام" حيث يقوم الأخ الأصغر للعريس أو الأخ الأصغر للعروس بوضع "الحزام" حول خاصرتها تيمنا بأن تكون ذات ذرية كثيرة من الذكور بالخصوص. وقد أخذ هذا التقليد يتوارى مع مرور الأيام، حيث أصبحت الأسر تفضل التبسيط، وذلك حرصا على تقليص التكاليف، فيما بدأ السكان المنحدرون من فجيج والمقيمون في مناطق أخرى ينظمون حفلات زفاف لا تمت كثيرا بصلة إلى عادات المنطقة. ................................................... الصورة لعرس فيجيجي أقامه أبناء وبنات المهجر بفجيج والعروسة تظهر بلباسها الفيجيجي التقليدي الخاص بالعروس.