سؤال كان ولا يزال يؤرقني وأنا أتعمق في التراث الإفريقي ثقافة، وفكرا، وإبداعا، وسياسة؛ علما أن العالم كل العالم كان ينتظر منا وعيا للدور الحاسم الذي كان على إفريقيا أن تلعبه في سبيل تطور البشرية، خصوصا ما يتعلق بمصيرها أولا وأخيرا.. ترى كان علينا قبل هذه الصحوة المتأخرة بشكل من الأشكال أن نعيد سياساتنا لننطلق من جذورنا الإفريقية قبل أن نتبنى سياسة اقتفاء غصوننا التي تمتد والحمد لله صوب باقي العالم بدءا من ارويا؟ أكيد أننا ساهمنا في تأسيس هيئات افريقية وكنا في هذا من الرواد؛ لكن لماذا أضعنا وقتا طويلا في طلاق رجعي فرضه علينا من لم يكن لهم أي امتداد في قارتنا مقارنة معنا؛ وهذا ليس كذبا على التاريخ سيما وأجيالنا عاشته وهو ليس بالجديد علينا..كان علينا أن نقدم نقدا ذاتيا وبكل موضوعية لنظهر لأنفسنا أولا ثم لأعدائنا ثانيا ولو أننا الأمة التي لم تتعود على خلق الأعداء؛ أجل، لم يكن من المفروض علينا أن ننسحب من هذه القارة الأم لمجرد أن هناك من كان يحلم بانسحاب لأم يرقنا باعتبارنا مغاربة بنينا وغيرها استحوذ على ما راكمناه من سياسات تجعلنا أحق من غيرنا في الميراث أسهما وتعصيبا على حد قول الفقهاء.. وأخيرا رجعنا بعد غياب طويل ورجوعنا تطلب منا الكثير، مفروض من كيانات لا يحق لها أن ترث ولا حتى حق الشفعة.. ما هم إذا أخطأنا مرة واستفدنا أن الطلاق له سلبياته وأبدا لم تكن له ايجابيات سيما في المجال السياسي.. اليوم علينا أن نصحح الكثير، ونستفيد الكثير، والاستفادة يجب أن لا تكون أحادية الرأي بقدر ما يجب أن تكون بالإجماع، وهذا بيت قصيد نجاحنا أو إخفاقنا؛ والحال أننا أغرقنا أنفسنا في الإخفاقات إلى درجة انعكست علينا سياسيا واجتماعيا وقطبيا× سبحان من لا يخطئ.. وفي هذا الإطار أصبح من المؤكد أن إفريقيا أبانت منذ قرون عديدة عن عبقريتها في مسلسل التنظيم الذي يعتبر قوام التقدم والانفتاح على بقية العالم، حيث أوجدت وبلا شك، بل أقول حكمت على نحو رائع عددا كبيرا من المجتمعات والممالك والإمبراطوريات، إلا أنها في آخر المطاف وبضربة لازب سقطت وخضعت لحكم أقوام وطوائف أخرى. ولعل الوقوف عند تفاصيل فظائع العبودية الطويلة التي عاشتها تحتم علينا عدم الخوض فيها ما دام الأمر كان أمرا مقضيا.. وحسبي أن استشهد في هذا الإطار بعبارة تاريخية تحمل أكثر من دلالة ولو أنها وجيزة إلا أنها دالة، حيث باح « نهرو» رئيس وزراء الهند السابق قائلا: « لا أظن أن هناك ما هو أفظع، وما هو أبشع وأشنع، من مأساة إفريقيا اللانهائية في خلال القرون القليلة الماضية... اسواء كانت إفريقيا عرقية أم سياسية، فإن هذه المأساة قائمة، وجديرة بآسيا أن تعين إفريقيا ما استطاعت إليه سبيلا، لأننا قارتان شقيقتان». ولعل المتتبع للشأن الإفريقي عبر مسارها التاريخي والى حد الآن يقف عند نتيجة هذه المأساة التي نجم عنها كسوف طويل للشخصية الإفريقية، والسقوط بالإفريقي إلى منزلة الإنسان الذي بات ارخص من حتى كما يقال؛ وما نراه من تفكك وتشرذم يجعلنا في حيرة من شعوب إفريقيا وما فعلت بها أنظمتها المستبدة بشكل غير مسبوق قياسا إلى باقي الأمم والقارات الأخرى؛ ومع الأسف الشديد لم تتعلم مما عاشته وإلا لكانت قارة جديرة بالاحترام لأنها تعلمت دروسا جديدة في مدرسة الحياة، إلى حد أنها كانت ستكتشف شخصيتها العميقة، ومن ثم حاولت أن تعيد ترميمها بل صياغتها قصد مواجهة متطلباتها، كما كان من المفروض أن تتعلم من خلال تجربتها الأليمة معنى مسايرة باقي شعوب العالم التي مرت من نفس التجارب، إن لم اقل أكثرها حدة وقسوة.. ومن الأكيد أنها في خضم ما يعيشه العالم من تقلبات على جميع المستويات، أدركت بعد إعادة قراءة ما مضى، أن السبب في وقوعها في لحظة من تاريخها، ضحية لتقنية بارعة مختصة في تدمير حياة البشر وهذا يتجلى في مرحلتها الأولى من تطورها الذي بقي منعزلا عن تطور باقي العالم، طبعا لم يكن يخطر لها على بال إطلاقا أن ثمة داعيا لتنمية فن القتل والتقتيل المجانيين، بل وصولا إلى حد التدمير الشامل حتى ولو قيل أن كل هذا كان من اجل ضمان النفس وأمانها. وإذا ما حاولنا تتبع الأجيال المتعاقبة من الإفريقيين وتأملنا في طبيعة وأوجه مأساة إفريقيا اللامتناهية، سندرك لا محالة أن العبودية بشكلها العام تعتبر شر العبوديات كلها، حيث شكلها هذا أدي ويؤدي إلى خنق شخصية الإنسان الإفريقي؛ وتلافيا لكل هذه المثبطات التي عاشتها قارتنا السمراء، حاول المغرب أن يعطي للمغرب عامة وساكنة صحرائه بعدا حضاريا متفردا تجعله قدوة في إفريقيا ذاتها وإشارة واضحة للعالم، سيما وقد اقر المغرب منح جهاته متنفسا استثنائيا، حيث تبنى فلسفة الجهوية الموسعة الدالة على البعد الحضاري لتدبير كل جهة شأنها العام، دون الانسلاخ عن باقي الجهات التي عبرها ومن خلالها يمكن أن يتم التفاعل الايجابي بين الجهات المكونة للوحدة المغربية السباقة لنوع من الانفتاح على باقي العالم المتحضر. ويجب علينا ونحن نتقصى جوانية قارتنا الإفريقية أن نعترف أنه رغم محاولات الشخصية الإفريقية بطرق شتى منذ ذلك الحين إلى الآن أن تخلص نفسها من فوضى العصبية العرقية التي وقعت فيها ولا زالت لم تبرحها البتة، بينما استطاع المغرب وباقي الدول العربية تلافي هذه المعضلة التي عششت في جل أقطار إفريقيا.. إضافة إلى أن التجربة الإنسانية رغم هذا وذاك لا تنتهي، والحال أننا أصبحنا نراها موجهة بغير ما انحراف نحو تحقيق أفضل إمكانات إفريقيا، وهي متوفرة بلا شك، فقط يجب استيعابها حتى يمكن تصحيح مسارها الحياتي، والحال أننا نؤمن أن الأمم جميعها لديها ما لدى غيرها من الطاقات البشرية والطبيعية من اجل تنمية مواهبها، ومكتسباتها، وقدراتها، فقط تحتاج أن تستحضر وتحضر الظروف الملائمة لتحويل كل الطاقات التي تملكها، وهي طاقات بكر إلى حقائق على ارض الواقع، وربما هذا ما جعل الأطماع إن لم نقل الأحقاد تتواتر على مغربنا على سبيل المثال لا الحصر، لأنه استطاع أن يحقق توازنات قطبية في ربوع الوطن بدءا من صحرائه وصولا إلى شماله بل جهاته المكونة لهذا المغرب الذي يعتبر بوابة تطل على قارات وضفاف.. أكيد يبقى الإفريقي معروف بوعيه الثاقب، ويعلم جيدا أن باقي شعوب العالم لم تصنعه من فراغ بل صنعت من نفس المادة نفسها التي صنع منها هو؛ كما يعلم أن هذه المادة جميعها تتمتع بنفس الطبيعة البشرية، والحال أن الطبيعة البشرية أينما حلت وارتحلت تبقى تتحكم فيها سنن التطور ذاتها. وهنا بالضبط، نقصد بالتطور هو تنمية مبدأ داخلي، كامن في جوانيتنا، فقط مع مرور الزمن يأخذ بالبروز تدريجيا إلى أن يتجلى واضحا وقائما، شانه شان حبة القمح قد جعلتها الطبيعية تعيش حتمية النمو رغم صغرها، والبشر نفسه يملك هذه الإمكانيات الهائلة لتحقيق الذات. وهكذا، نلاحظ أن أهم وأروع ما تتسم به الشخصية الإفريقية من ميزات في مراحل تطوره تتمثل في: لديه إرادة لا تنثني لان تكون بتمام حريتها، وهي متواجدة بالكامل في كل مكان. يملك إرادة ثابتة من اجل إعادة القيم الثقافية الإفريقية إلى مكانتها الحقيقية. نيته من اجل إثراء حضارة إفريقيا سعيا منه إلى تلقيحها بباقي الحضارات الأخرى، وهي قمينة بالمساهمة في خلق حضارة عالمية، وهذا راجع إلى انفتاحه عليها منذ زمان. قابلية الإنسان الإفريقي، وهي هائلة من اجل التكيف، وهذا يبدو واضحا خلال تاريخ إفريقيا، وعبر مسارها التواصلي الذي لا ينكره إلا جاحد. ويمتلك حسا شديدا نحو تحقيق حلم العدل على مستوى العلاقات البشرية. كما انه يتميز بقوة خارقة تجنح به نحو إظهار روح صادقة وباذخة من اجل التضامن الأخوي يعم جميع شعوب الأرض كلها، وهذه الروح نابعة من المعيش اليومي البسيط الذي ينبني أصلا على التلاحم والتواد والايخاء والتعاون. الطاقة الهائلة التي تجعله يعتز بالمساهمة كليا في نطاق تحقيق روح التبادل العالمي لأنه جبل على الفكر الجمعي بعيدا عما هو انفرادي إذا ما قسناه مع العالم المتقدم الذي بقي ملتصقا بفر دانيته ولم يستطع رغم كل شيء الانفتاح على الجماعة رغم ما يتبجح به من شعارات تقشعر لها الأبدان. فقط يبقى الإنسان الإفريقي يعيش جرحا غائرا وفكرة الآخر الذي طالما أوقعت به في متاهات النسيان وهو على غير أهبة، لأنه لم يكن مزودا بكامل العدة عندما فرض عليه محك القوة من الخارج إلى درجة استعبدته ونكلت به؛ متناسين انه حقا يعتبر أخا للآخرين، مما جعله يبقى ومن حقه حذرا متأهبا لئلا يوقع به ثانية، وذلك عبر اكتسابه المعرفة التامة بالتقنيات العصرية وبمكوناتها الكاملة؛ وهكذا، أصبح يحاول اللحاق بغيره في كل الميادين العلمية، ناهيك بالفنية والرياضية التي أصبحت ملكا له بامتياز. وهكذا، فان إفريقيا لم يتسرب إليها يوما اليأس وهي تكتوي بنار العنصرية والتهميش من قبل بقية العالم، فبقيت على اتصال وتواصل بالشعوب المسالمة التي تستصحب معها حسن النية في التعامل الإنساني، والتي لها نفس الرغبة في العدالة والاحترام المتبادل. إلا أن سبيلها تعترضه عراقيل كثيرة مع الأسف الشديد، ولهذا كان عليها ولا زال أن تعمل جاهدة كي تدلل على فطنتها ونفاذ رؤيتها كما عليها أن تميز بين الصداقة الحقيقية وظواهر الإحسان الزائف من قبل المتعالين والمصلحين من البشر كائنا من كانوا.. وهذه كانت من المفروض أن تكون مهمة زعماء إفريقيا المخلصين كي يبذلوا قصارى جهودهم للقيام بإسهاماتهم في هذه المهمة بنجاح.. بالطبع هذا لم يحصل لاعتبارات شتى، لكن أن هذا الأمل لم يكن ليعفي الأفارقة شعوبا ومحبين للحرية من اليقظة الشديدة، ولا سيما عندما تكون سلامة إفريقيا مهددة، والحال أننا عشنا هذه المفارقات الغريبة عبر أزمنة متفاوتة وبحسرة لا توصف. وإفريقيا لا تختلف عن باقي القارات على مستوى التعاون والتواصل رغم ما قد يبدو أنها تعيش بعيدا عن العصر، وفي انسداد أفق انتظار ملموس، والحال أن روح التضامن الإفريقي ليست قاصرة على أبناء إفريقيا فقط، بل من تعامل معهم من باقي القارات الأخرى سيلاحظ أن هذه الروح التضامنية تمتد عندهم إلى الشعوب الأخرى سيما التي تتقاسم معهم نفس الهموم الإنسانية، ولا غرابة في هذا ما دامت هذه الشعوب أيضا تنتمي إلى الأسرة الإنسانية الكبرى التي علينا اليوم أن نفكر في مصيرها الاقتصادي والبشري والقاري، وبذلك نكون قد خدمنا مصلحة الجميع على اعتبار أن الإنسان يبقى ارقي وأنبل ما على هذه الأرض. وحتى ننصف القارة الإفريقية اليوم علينا أن نستحضر التاريخ القريب مهما يبدو لنا بعيدا، لنرى روح التضامن هذه وهي في نشاطها المستمر؛ فاولائك الذين هم من أصل إفريقي والذين اندمجوا مثلا في زمن ما في الأمة الأمريكية، بكل تأكيد نتذكر كيف استطاعوا الاندماج فيها ومعها وخدموا وطنهم الجديد بنفس الحماس الإفريقي ولم يخونوا وطنهم الثاني هذا قطعا. وعلى هذا الأساس ندعو اليوم أمريكا وباقي الأمم إلى إعادة التفكير في مصير إفريقيا وهي تعيش ما تعيشه من مفارقات وتناقضات فرضتها عليهم الحياة الجديدة المطوقة بهالة العولمة التي لا ترحم معشر المغلوبين على أمرهم... وليعلموا أن هذه القارة التي تعيش فقرا على جميع المستويات كانت بالأمس القريب فخورة بكم وشاركت معكم في حروبكم، وبذل الأفارقة الذين حاربوا تحت ألوية أجنبية شتى قصارى جهدهم في خدمة المجتمع الذي اقسموا على الإخلاص له. ولنا أن نذكر المعارك التي وقعت في القارة الإفريقية خلال الحرب العالمية الأولى، والمعارك التي وقعت في ارويا وآسيا، إلا أننا مع الأسف الشديد سرعان ما طوينا صفحتها وما عاد احد يذكرها وكان على الأجيال الماضية أن يلقونها أبناءهم إنصافا لهم أولا وإنصافا للتاريخ ثانيا. وعلى المجتمع الدولي أن يولي اهتماما للقارة الإفريقية تماما مثلما يفعل مع بقي القارات العالمية ما دامت إفريقيا تعمل جاهدة وفي هذه المرحلة الحاسمة بالذات من تاريخها العصيب أن تتصرف تصرفا حياديا تزيد من تهميشها، والحال أنها دائمة الاستعداد لخدمة كل القضايا الكبرى، وتتعاون مع الأقطار الأخرى، ولا تقبل بتاتا بان تغيب عن المباحثات التي تقرر الخط الذي يجب أتباعه عندما تنشأ أزمات دولية فتستثنى منها اللهم إذا تعلق الأمر فقط بالانخراط في التعاون العسكري الدولي، وجعلها حقلا للتجارب الحربية، واكتشاف قدراتها الثرواتية، والحاجات إلى طاقاتها البشرية.... وهذا الانخراط العادل لإفريقيا في القضايا العالمية لا يدخل فقط في احترام النفس الإفريقية وحسب، بل إنها مسالة تعاون صحيح بين أناس يحترمون بعضهم البعض، ويتمتعون بحقوق متساوية في عالم لا يتم انتعاشه في آخر المطاف إلا بروح العدالة. ولعل وجهة نظرنا هذه لا تصدر حتما عن موقف سياسي اعزل فقط، علما أن التطرق إلى هذا الموضوع لا نريد من ورائه تقديم أي اقتراح سياسي بشان إفريقيا، لكن نريد وحسب انتمائنا لهذه القارة أن نحيط بقية العالم أن إفريقيا يجب أن تنصف في مسارها التاريخي ولو مرة، لأنها كانت وستبقى أبدا مرجعية حضارية، واقتصادية، وبشرية، يحتاج إليها العالم ولا يحسب انه قضى منها وطره ولم يعد اللجوء إليها يكتسي أهمية كبرى؛ ولهذا فإن إفريقيا ونقولها بكل اعتزاز، تمثل مستقبل بقية العالم لأنها نفسها عالما بكرا يجب أن تتطور معها العلاقات في المستقبل، والتي ستؤدي حتما في عدم تفعيلها إلى كارثة شاملة، أو إلى التناغم التام في سبيل بناء حضارة عالمية، والأمر الذي لا نقاش فيه يعتمد أصلا على ما إذا كان هذا التطور سيتحقق بروح من الاحترام المتبادل، أو بروح من التسلط، والازدراء، وعاقبة هذه الأمور لن تحمد عقباها لان العالم كل العالم في آخر المطاف من سيكون الضائع الأكبر. ولعلنا نتذكر في هذا الإطار ما تنبأ إليه عظماء المفكرين وهم يتقصون حقيقة الشعوب التي سرعان ما تنسى أن البناء الجماعي لا يمكن أن تتحقق دعائمه إلا إذا كان يستهدف الإنسان باعتباره عماد الحياة، وإلا فان الفردانية مهما حققت من نجاح، تبقى أبدا مقصرة في حق الإنسان أولا، وما دام هو بدوره ينتمي إلى هذا الجنس البشري فيكون حتما قد قصر في ذاته ثانيا، فيكون إما قد خسر نفسه وربح العالم، أو ربح العالم وخسر نفسه، ومن المؤكد انه سيكون قد خسرهما معا.. و« سنغور» طالما أشار إلى أن إفريقيا لا تعرف شعورا معاديا لأمم العالم الأخرى، بل إنها دائمة التمني إلى أن تراها تتمتع بالسعادة التي تتوق إليها هي الأخرى: بارك هذا الشعب الذي يحطم قيوده، بارك هذا الشعب الذي استدار ليجابه قطيعا جائعا من الأقوياء والمعذبين. ومعه بارك شعوب ارويا كلها، وكل شعوب آسيا، وكل شعوب إفريقيا وشعوب أمريكا كلها، التي تنضح دما ومعاناة، وفي وسط ملايين الأمواج هذه، انظر إلى رؤوس شعبي المرتفع موجها. واجعل أيديها الدافئة تطوق الأرض بحزام من الأيدي الأخوية تحت قوس قزح من سلامك.