نال منصف بلخياط، صاحب مجموعة استثمارية تمتلك وكالات لبيع المساحات الإشهارية والإعلانية واستثمارات في منابر إعلامية رقمية، نصيبا وافرا من انتقادات المهنيين بسبب تضارب المصالح بين استثماراته الإشهارية والإعلامية. واعترف بلخياط، مساء أمس الجمعة، خلال لقاء نظمته "مراسلون بلا حدود" لتقديم نتائج دراسة حول الجهات المالكة لوسائل الإعلام بالمغرب، برغبته في توسيع استثماراته الإعلامية وإعادة بيعها بعد أربع أو خمس سنوات لرجل الأعمال مولاي حفيظ العلمي أو للملياردير عثمان بنجلون، بينما استبعد مصدر مقرب من مجموعة بنجلون إمكانية تعامل المجموعة مع بلخياط، بعد التجارب التي لم تلق نجاحا، والتي هزت ثقة الملياردير المغربي في صاحب مشروع "حانوتي". وفيما تفادى منصف بلخياط إعطاء تبريرات مقنعة للأسباب التي تدفع مجموعته الإعلانية إلى تطبيق عمولات بنسبة 30 في المائة على الإعلانات الموجهة إلى مواقع الأنترنيت الإخبارية المغربية، عبّر نصر الدين العفريت، صاحب المجموعة المالكة لموقع "ميديا 24" الناطق بالفرنسية، عن امتعاضه من مواصلة وسطاء الإعلانات تطبيق هذه النسبة المبالغ فيها. وأضاف نصر الدين العفريت، خلال هذا اللقاء الذي نظم بشراكة مع "لوديسك"، أن سوق الإعلانات الموجه إلى المنصات والمواقع الرقمية يبلغ في المغرب 50 مليون درهم، مؤكدا أنه لا يمكن التكلم عن صحافة مستقلة بدون صحافة مستقلة اقتصاديا. وقال العفريت: "هناك معلنون يعتقدون أنه من خلال إبرامهم عقد إشهار يعتقدون أنهم أصبحوا يمتلكون المنبر، وهناك منابر تلجأ إلى الغش في عدد الزيارات، والذي يمثل 30 في المائة". من جهته، أكد منير الجزولي، رئيس فيدرالية المعلنين، أن سوق الإعلانات في المغرب ما زال ضعيفا مقارنة بدول أخرى، موضحا أن هناك إمكانية لمضاعفة معاملات لأزيد من 10 مليارات درهم. وأكد ئيس فيدرالية المعلنين أن توحيد معايير قياس نسبة متابعة المنابر الرقمية من شأنه تعزيز الشفافية في هذا المجال، ووضع حد لعمليات الغش في عدد النقرات التي تلجأ إليها بعض المنابر الرقمية التي تعاني مشكل انعدام المصداقية. وفيما يخص دراسة "مراسلون بلا حدود"، فقد أبانت الأرقام التي أعلنت عنها هذه المنظمة الدولية أن أربع شركات إعلامية تسيطر على 75 في المائة من سوق الصحافة المكتوبة، الذي تراجعت مبيعاته في السنوات الأخيرة، بينما تسيطر أربع مجموعات على 56 في المائة من نسبة المشاهدين والمستمعين بالنسبة إلى الصحافة السمعية البصرية، في الوقت الذي لم يتم إعطاء أي أرقام عن وضعية الصحافة الرقمية.