10 أكتوبر, 2016 - 04:44:00 بعد سنة واحدة من انطلاقه، أعلن موقع "لوديسك" الناشر باللغة الفرنسية، اليوم الإثنين 10 أكتوبر الجاري، أنه أصبح غير قادر على ضمان استمراريته بسبب نقص في الموارد المادية الضرورية لحياته وتطوره، مضيفاً : "هذه الوضعية ستضطرنا إلى إيقاف أنشطتنا ابتداء من نهاية شهر أكتوبر إذا ما ظل الحال على ما هو عليه". وأشار إدارة الموقع إلى أنها كانت تعي منذ بداية هذه "المغامرة" أن أي شركة مماثلة ستعيش تهديدا دائما لأنها ستحتاج إلى توفير موارد مالية جديدة مع مرور الوقت، فاختروا نموذجا اقتصاديا لم يتم تجريبه من قبل في المغرب وفي المنطقة ككل، بحيث كان هذا النموذج بالنسبة لهم وفي تصورهم هو الضامن الوحيد لاستمرارية الإعلام الحر. ولم يستطع "لوديسك" الحصول سوى على 1000 مشترك، وقبل أشهر قرروا تجريب نموذج مزدوج يجمع بين نشرة خاصة للمشتركين مع الانفتاح على الإعلانات، غير أن هذا الخيار أثبت هو الآخر محدوديته، "فرغم جاذبية "لوديسك" لدى المعلنين فلقد تعرضنا إلى إقصاء ممنهج من الحملات الإعلانية في سوق يتم إدارته بقواعد غامضة، من بينها المقاطعة السياسية". إلى ذلك، أوضحت إدارة "لوديسك" أنه في ضوء السياق السياسي الذي تعرفه بلادنا، تبدو استمرارية وتطور وسيلة إعلام مستقلة، تساهم في نقاشات تعزز الأفكار التقدمية والديمقراطية ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى، لكن القائمين على لم يعودوا قادرين لوحدهم على تحمل النفقات اللازمة لاستمرار أمد حياة الموقع والتي يمكن تقديرها ب 300 ألف درهم شهريا، وهي ميزانية تظل جد منخفضة إذا ما تمت مقارنتها بميزانية الزملاء في منابر إعلامية مماثلة. هذا، وحاول الموقع فتح رأسمال الشركة أمام مستثمرين جدد، مع عروض بمشاريع للتطوير من قبيل إطلاق نسخة عربية يمكنها توسيع قاعدة قراءتنا، لكن محاولاته ظلت دون نتيجة إلى غاية ساعة إصدار هذا البيان، ومن جهة أخرى، فإن آليات الحصول على تمويل خاص أو دعم للصحافة في المغرب لا يزال مقيدا ومشروطا، مشيراً إلى أن قوانين الصحافة في البلاد تحظر اللجوء إلى تعزيز رأسمال مقاولة صحفية برأسمال أجنبي إلا في حالات خاصة ونادرة جدا، مع العلم أنه كان يمكن ل"لوديسك" أن يبحث عن شراكات أو إطلاق حملة لجمع التبرعات على المستوى العالمي، موضحاً : "إنها باختصار بيئة خانقة تترك فيها وسائل الإعلام المحلية المستقلة في وضعية هشة للغاية، ويتم حرمانها من جميع الموارد أو المعارف التي يستفيد منها آخرون". وأطلق عدد من المتضامنين مع موقع "لوديسك" هاشتاك SauvonsLeDesk# يدعو - عبر مواقع التواصل الاجتماعي - لدعم الموقع.