حسم المعلنون المغاربة استراتيجيتهم التسويقية الرقمية بعد ما كشفوا عن توجيه نسبة كبيرة من ميزانيتهم التسويقية الرقمية المستقبلية، التي سترتفع بمعدل عام يقدر بنسبة 10.8 في المائة، خلال السنة المقبلة، لفائدة المواقع الإخبارية والترفيهية المغربية، عوض توجيهها إلى المواقع الاجتماعية العالمية، التي كانت تلتهم حصة الأسد من ميزانيتهم في السنوات الأربع الأخيرة، عن طريق الشركات المغربية العاملة في الوساطة في مجال الإعلانات على شبكة الإنترنيت. دراسة أنجزتها مجموعة "كرافت سالمون"، لفائدة التجمع المهني للمعلنين المغاربة، أبانت أن الشركات المغربية المعلنة توجهت، في سنة 2015، إلى المواقع الاجتماعية، خاصة "فيسبوك" و"تويتر"، لتسويق علاماتها وخدماتها، في الوقت الذي احتلت المواقع الإخبارية الرقمية المحلية الرتبة 14 والأخيرة. الدراسة، التي حصلت هسبريس على نسخة منها، أظهرت تقدم موقع "يوتيوب" على المواقع الإخبارية والترفيهية المغربية، إضافة إلى الخدمات التي توفرها مجموعة "غوغل" الأمريكية، إلى جانب شراء المساحات الإعلانية الرقمية على منصات أنظمة تشغيل الهواتف الذكية، والمدونين. ويؤكد مهنيو القطاع أن الوسطاء المغاربة في مجال الإعلانات الرقمية، الذي تسيطر عليه ست شركات كبرى، هم الذين يواكبون المعلنين المغاربة في اختيار المواقع الاجتماعية كوجهة رئيسية لضخ استثماراتهم الإعلانية. المصادر التي تحدثت إليها هسبريس عزت السبب وراء هذه الخيارات التي ينصح بها المعلنون، بالأساس، إلى هامش الربح الكبير الذي يحققه الوسطاء جراء التسويق لهذه الخدمة، والتي تبلغ أزيد من 200 في المائة. وأمام هذه النتائج قرر كبار المعلنين المغاربة، الذين يتمركز 85 في المائة منهم في مدينة الدارالبيضاء وحدها، استهداف الزبناء المغاربة عبر المواقع الإخبارية والترفيهية المغربية، والإعلان على التطبيقات الذكية بالدرجة الأولى، باعتبارها الأكثر تأثيرا على الخيارات النهائية للمستهلكين المحليين، مع الرفع من ميزانيات الإعلانات الرقمية. وواصلت اللغة الفرنسية سيطرتها على 96 في المائة من الحملات الترويجية التي يقودها المعلنون على مواقع الإنترنيت والتطبيقات الذكية، و97 في المائة من المعاملات تمت بالمواقع الاجتماعية، مقابل 48 في المائة للغة العربية، على الرغم من استحواذ العربية على "حصة الأسد" وسط مرتادي الشبكة العنكبوتية بالمغرب، بنسبة تزيد عن 85.4 في المائة، وفق تقديرات الوكالة الوطنية للاتصالات. الدراسة أكدت أن المعلنين يقومون بمجهودات كبيرة من أجل تعزيز حضورهم في العالم الرقمي بلغة الضاد، إلى جانب اللغة الإنجليزية والأمازيغية. وخلصت الدراسة إلى أن شركات الاتصالات تخصص ميزانية للاستثمارات في التسويق الرقمي تزيد عن 15 مليون درهم، وتأتي في المرتبة الثانية المصارف المغربية وشركات التأمين والصناعات الغذائية والسمعي البصري التي توظف استثمارات تتراوح ما بين مليون و4 ملايين درهم. وصرح 48 في المائة من المعلنين، الذين شملتهم الدراسة التي أنجزها تجمع المعلنين المغاربة، أنهم يخصصون قرابة 5 في المائة من ميزانية التسويق والإشهار للعمليات الترويجية الرقمية، بينما يؤكد 25 في المائة أنهم يخصصون ما بين 6 و10 في المائة من الميزانية للتسويق الرقمي، في وقت يشير فيه 10 في المائة من المعلنين أنهم يخصصون أزيد من 25 في المائة من ميزانيتهم التسويقية للرقمي.