تحولت محطة بنزين وسط مدينة خريبكة إلى أطلال تتحلق حولها مختلف أنواع القاذورات، بعدما أعلن مالكها عن فشل مشروعه منذ سنوات طويلة، تاركا ما تبقى من المحطة تحت رحمة المارة الذين حولوها إلى مرحاض مفتوح في وجه العموم، خاصة منتظري وسائل النقل بالمحطة الطرقية للمسافرين ومحطة سيارات الأجرة الكبيرة. ورغم إعادة هيكلة مدارة "المكانة"، باعتبارها ملقى لأهم شارعين رئيسيين بخريبكة، وتحسين جنباتها بالأغراس، وإنشاء ما يُشبه الحدائق الطويلة الرابطة من المدارة ذاتها ومقر عمالة الإقليم، بقيت أطلال محطة البنزين مصرة على تشويه المكان الذي لا يبعد عن "المكانة" إلا بخطوات قليلة. روائح كريهة تستقبل المارة من بداية الزقاق، وأزبال متناثرة تزداد كميتها وبشاعتها يوما بعد يوم، وجدران مهترئة آيلة للسقوط، وعمود حديدي يهدّد قاصدي المكان، مشاهد صارت مألوفة لدى السكان والمارة على حد سواء، إلى درجة لم يعد المرء يجد أي حرج في اللجوء إلى "المحطة المرحاض" لقضاء حاجته الطبيعية، سواء بالليل أو بالنهار. تواجد أطلال المحطة جنبا إلى جنب مع دائرة أمنية وسط مدينة خريبكة، وعلى بعد خطوات قليلة من مؤسستين بنكيتين ومركز صحي لتشخيص داء السل ومحطة طرقية للمسافرين، وانفتاح المحطة على أبواب ونوافذ مجموعة من سكان الحي، عوامل لم تشفع للمتضررين ولم تحرك الجهات المسؤولة عن تدبير الشأن المحلي طيلة سنوات خلت. يونس بشيرات، أحد جيران محطة البنزين المُخرّبة، قال إن "معاناة سكان زنقة الشرفاء مع الروائح الكريهة تمتد طوال السنة، وتزداد حدّتها في فصل الصيف، حيث تكثر أعداد الجرذان والحشرات السامة بسبب تراكم الأزبال والقاذورات، ما يتسبب في إقلاق راحة جيران المحطة المتهالكة، ويهدد صحة وسلامة أطفالهم". وأضاف المتحدث في تصريح لهسبريس أن "المكان يتحول في بعض الفترات من السنة إلى فضاء لإيواء المتسكعين والمتشردين ومعاقري المشروبات الكحولية الذين لا يجدون أي حرج في تبادل السب والشتم بألفاظ قبيحة على مرأى ومسمع من السكان والمارة على حد سواء". وأكّد بشيرات أنه "في ظل لا مبالاة المسؤولين عن تدبير الشأن المحلي، وغضهم الطرف عن نقطة سوداء يتجاوز عمرها 15 سنة، تداول بعض السكان فكرة التطوع لتنظيف المكان وتحويله إلى حديقة صغيرة وسط الحي، إلا أن طبيعة المكان الذي تعود ملكيته إلى مهاجر بالديار الإيطالية يحول دون تمكن الجيران من إجراء أي تعديلات عليه"، مطالبا في الوقت ذاته بضرورة تدخل الجهات المعنية لإيجاد حل لهذا المشكل.