عبد الكريم هرواش | علاء الدين بنحدو تحولت الفيلا المقابلة لمكتبة أنوال بشارع الجيش الملكي بالناظور، مؤخرًا إلى وكر يأوي مجموعة من المتشرّدين و"وكّالين رمضان" بعيدًا عن أعين الناس، في مشهدٍ يؤكّد على عدم اكتراث الجهات المسؤولة في شنّ حملات تمشيطية لوضع حد لهؤلاء المتشرّدين الذين يعيشون أحوالهم في غياب تام للوعي. وتشكتي الساكنة القريبة من الفيلا المهجورة من انتشار هؤلاء في محيط المكان، واتخاذهم الفيلا التي بقي بابها مفتوحًا، مأوًى لهم للتعاطي لمختلف أشكال المخدرات والمسكّرات، زيادة على الطعام والشراب في واضحة نهار هذهِ الأيام المباركة. ويلجأ بعضهم في خلسةٍ من المّار إلى تسلّق حيطان حديقة الفيلا المحفوفة بمجموعة من النباتات المتسلّقة والأشجار كثيفةِ الأوراق، مما يشكّل مخبأ لهم لتناول موادهم المخدّرة، وبعدها الخروج من الفيلا لممارسة جنونهم، وأفعالهم الخارجة عن القانون. وزيادة على ذلك، تنتشر الروائح الكريهة على مستوى رصيف الفيلا وداخلها، المنبعثة من الغائط والبول والأزبال المرمية بشكل عشوائي، مما قد يشكّل تعفّنها مع مرور الوقت أمراضًا، وتوالدَ الحشرات الضّارة. وكلّ ذلك يسيء إلى الساكنة القريبةِ وإلى المّارة خلال الشارع الحيوي بمدينة الناظور. وفي سياق متّصل، تتواجد مجموعة من البنايات المهجورة في وضعيات كارثية تتحوّل تدريجيًا مع غياب الاهتمام بها، إلى أوكارٍ حميمة للمتشرّدين ومعاقري الخمور والمخدرات بمدينة النّاظور، مما يجعلها بؤرًا لإنتاج أشكال متعدّدة من الإجرامِ المُتمثّل في السرقات والاعتداءات على المواطنين، واعتراض سبيلهم. وما تزال أطلال سينما الريف بالناظور، تأوي مجموعة من هؤلاء، وتفوح منها روائح كريهة تسيء إلى جمالية هذه المدينة، وإلى المارين خلالها نظرًا لموقعها في وسط المدينة.