أبرز نسيم حداد، الباحث في فن العيطة، أن الانتقال بفن العيطة من هياكله التقليدية نحو العالمية، يتطلب الاشتغال على مفاهيم علمية وأكاديمية جديدة، من ناحية البنية النصية والنسق اللحني. وشدد الباحث المغربي، خلال مائدة مستديرة، نظمها المركز الوطني للإعلام والتوثيق والشباب، في الرباط، على ضرورة الاشتغال على منظور جديد لفن العيطة وفق بنيات وهياكل مختلفة، بالنظر إلى التراث بطريقة علمية وتوثيق النصوص، والاتجاه نحو الصناعة الموسيقية، واهتمام الموسيقيين بالتراث وكل الأنماط الغنائية. وأوضح حداد أن المشاكل التي يعيشها فن العيطة تتجلى في الصراعات بين الممارسين، والتي تقف عائقاً أمام تقدمها، وقال في هذا الصدد: "لا بد من التعامل مع هذا التراث بخلفية جغرافية ثقافية لأنه ملك لكل المغاربة". وأوضح أن فن العيطة ينتمي إلى التراث الشفهي، وأنه تمت ممارسته داخل المجتمع القروي في حقب زمنية معينة، ثم تمّ تناقله من جيل إلى آخر، مضيفاً أن "هذه النُظم تم تناقلها بشكل شفهي فقط دون تدوين، وبالتالي تظل مجهولة المصدر". ومن أجل الوصول بالفن نحو العالمية، رحب الفنان والباحث حجيب بتطوير الموسيقى المغربية من خلال استخدام آلات موسيقية حديثة، وقال إن "الانفتاح على هذه الآلات لا يمكنه التأثير على أي نمط غنائي، بما في ذلك فن العيطة". في مقابل ذلك، شدد حجيب على "ضرورة الحفاظ على النمط العيطي والقاعدة والمُثل والانتقالات المتعلقة بهذا الفن"، مشيرا إلى أن "الموسيقى المغربية وصلت إلى العالمية من خلال الانفتاح على هذه الآلات، دون التأثير عليها، والإعلام لعب دوراً مهماً في ذلك". وأضاف أن "المسؤولية اليوم ملقاة على عاتق الفنانين الشباب من أجل مواصلة العمل للوصول بالعيطة إلى العالمية".