لا شك أن المغرب قام بمجهودات جبارة توجت برجوعه إلى الإتحاد الإفريقي وهاهو الآن على أبواب الإنضمام إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا. وكان لجلالة الملك بصفته الفاعل الأساسي للسياسة الخارجية دور فعال لا تخطئه العين، استطاع من خلاله أن يثبت قدم المغرب في مناطق كانت ولوقت قريب حكرا على أعداء الوحدة الترابية للمملكة. وكان جلالته قد وجه خطابات سامية أبرز فيها رغبة المغرب الجادة في العمل على تنمية إفريقيا في إطار علاقة رابح رابح . وهذا التوجه يبدو جليا من خلال الاستثمارات والاتفاقيات الموقعة مع العديد من الدول الإفريقية. وعلى الصعيد الوطني فإن الملك حث الحكومة على أخد البعد الإفريقي بعين الاعتبار في شتى المجالات. ولتكون هذه الحكومة في مستوى تطلعات جلالته الطامحة لخدمة المصالح العليا للبلد في هذا الشأن فإنها ملزمة بالتفكير في إيجاد آليات تبلور رؤية الملك و تجسدها على أرض الواقع. وللإنصاف فإن مختلف الوزارات قامت بمجهودات عديدة من أجل بلوغ هذا الهدف. والسؤال المطروح هو هل هذه المبادرات نجحت في كسب عقول و قلوب الأفارقة في آن واحد ؟ أعتقد أنه حان الوقت في التفكير بالبعد الإنساني لعلاقتنا بإفريقيا. وأقصد هنا إضفاء البعد الإنساني لعلاقة الشعب المغربي بالشعوب الإفريقية. في هذا الإطار أقترح إنشاء منظمة حكومية تساهم في إيصال القيم الإنسانية التي يتشبع بها الشعب المغربي إلى المواطن الإفريقي البسيط. وفي مناطق مختلفة من هذه القارة المنسية، وذلك عن طريق إرسال شباب مغاربة متطوعين وذوي الكفاءات لمساعدة ساكنة الدول الإفريقية عن قرب و في مجالات مختلفة. وفي ما يلي، أوضح رؤية و أهداف و كيفية عمل هذه المنظمة: الرؤية : تسعى المنظمة إلى أن تصبح رائدة في العمل التنموي والإنساني والتطوعي على الصعيد الإفريقي. الأهداف : تعمل المنظمة على تحقيق الأهداف التالية: مساعدة شعوب الدول الإفريقية والتي تشهد نقصا كبيرا في قطاعات معينة. تعرف الشباب المغربي على ثقافة الشعوب الإفريقية المضيفة. تعرف الشعوب الإفريقية على ثقافة و ثوابت المملكة والقيم الإنسانية التي يتشبع بها الشعب المغربي. كيفية عمل المنظمة : هناك خمسة أمور أساسية يتم مراعاتها و هي : 1 اختيار الشباب للانخراط في هذا العمل التطوعي : يتم هذا الاختيار على أساس توفرهم على كفاءات تحتاجها الدول الإفريقية المضيفة. 2 تكوين الشباب المتطوعين: يخضع الشباب الذين وقع عليهم الاختيار لتكوين يمكنهم من التعرف على ظروف عيش المجتمعات المستقبلة و ثقافتها و لغتها و أيضا الحرص على أن يكونوا خير ممثلين لقيم المملكة و ثوابتها. 3 مصاريف العيش: يحصل المتطوعين على منحة شهرية تسمح لهم بالعيش مع الساكنة و بشكل لا يفوق بكثير مستوى معيشة المجتمعات المضيفة لتجنب الفوارق الاجتماعية. 4 مدة التطوع : يستحسن أن لا تقل مدة التطوع سنة واحدة. 5 تقرير حول الخدمات: يلزم المتطوعين أن يقدموا تقريرا مفصلا عن الخدمات التي قدموها للساكنة , و تقرير عن ثقافة و قيم المجتمعات المضيفة. أعتقد أن إنشاء مثل هذه المنظمة سيحسن من صورة المغرب في العمق الإفريقي و سيجعل المملكة تكسب عقول و قلوب الأفارقة على السواء. *أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي- اللغة الإنجليزية