انتهت الانتخابات البلدية بمدينة مونتريال وكانت النتائج مفاجئة، بل عكس المتوقع. ففي الوقت الذي كان فيه الجميع ينتظر إعادة انتخاب العمدة المنتهية ولايته دوني كودير، استطاعت فاليري بلانت، مرشّحة "مشروع مونتريال"، الفوز بكرسي العمودية لتصبح أوّل سيّدة تتولّى هذا المنصب في مدينة مونتريال. وأهم ما ميز النتائج فوز عدد كبير من النساء بمناصب رئاسة البلديات، وفوز عدد من الكنديين من أصول عربية. أما على المستوى المغربي، فقد استطاع مرشحان مغربيان الفوز بمقعدين في هذه الانتخابات، وهما عبد الحق صاري، 42 سنة، عن "فريق دوني كودير"، ويونس بوقالة، 22 سنة، عن "مشروع مونتريال". فيما لم يتمكن الثلاثة الباقون من حجز مقاعد لهم في مجالس المدينة والبلدية في مدينتي مونتريال ولافال. وفي اتصال لهسبريس بالفائز عبد الحق صاري عن مونتريال الشمالية، أكد أن هذه الانتخابات هي تجربة مهمة تطلبت الكثير من الجهد والاشتغال والتواصل مع الكتل الناخبة، وعبّر عن امتنانه لجميع المغاربة الذين ساندوه وصوتوا لصالحه. وردا على سؤال حول نتائج الانتخابات، قال صاري: "كانت إلى حد ما مفاجئة، ولكن المهم هو فوز مرشحين مغربيين لهما مسارين مختلفين وينتميان إلى الحزبين الحاضرين في الساحة البلدية والسياسية في مونتريال"، مضيفا أن "الأهم كذلك في هذه الاستحقاقات هو حضور المغاربة في عملية التصويت، خصوصا في مونتريال الشمالية ولاشين، رغم أننا لا نتوفر بعد على إحصائيات مدققة إلى حد الأن، ولكن على العموم المشاركة المغربية في مونتريال الشمالية كانت محمودة في انتظار المزيد من والاندماج الحزبي والسياسي لمغاربة كندا". وبالنسبة للفائز عن لاشين الشاب يونس بوقالة، فقد أكد لهسبريس على أن فوزه هو فوز للمغاربة الذين قدموا له المساعدة، معبّرا عن فخره بمغربيته لأنه مزداد بالمغرب من أبوين مغربيين، وكذلك لأنه حصل على دعم كبير من طرف المغاربة بلاشين ومونتريال، واعتبر أن الفوز هو نتاج خليط من الجهود بذلها الفريق المساند له المكون من كندين وكيبيكين ومغاربة وغيرهم من أبناء الجاليات الأخرى الذين آمنو به وبخطابه. وقال إن "التجربة مهمة لأنها تسمح بالوقوف عن قرب على حيثيات العمل البلدي، والقرب من المواطنين وقضاء مصالحهم". خالد بلقايدة، مرشح عن مدنية لفال، عبّر عن اعتزازه بالمشاركة في الانتخابات رغم عدم فوزه، وقال إن "التجربة في حد ذاتها تكسير لحاجز عدم المشاركة"، مبرزا أن الحزب الذي ترشح باسمه رغم أنه حديث العهد، إلا أنه حقق مراتب مشرفة، دعيا المغاربة إلى المزيد من التكتل وتضافر الجهود لخدمة المصالح المشتركة لهم ولمستقبل أبنائهم. وفي اتصال لهسبريس بمحمد اوبنموح، وهو مهتم بشؤون الجالية رئيس جمعية تهتم بالتعايش والاندماج بمونتريال، اعتبر أن النتائج غير مفاجئة بالنظر لاستطلاعات الرأي التي رافقت العملية الانتخابية والمناظرات التي أجريت بين قيادات الأحزاب، وقال: "المغاربة لعبوا دورا كبيرا، سواء في الترشح؛ بحيث كان هناك على مستوى مونتريال أزيد من ثلاثة مرشحين وواحد بفال بالإضافة إلى مرشحين مغاربة من الطائفة اليهودية، أو في التصويت". وأضاف أن المغاربة استطاعوا ان يشكلوا فرقا ساعدت المرشحين، خصوصا فريق المرشح الفائز عبد الحق صاري وفريق المرشح الفائز يونس بوقالة. وتمنى أوبنموح الاستمرار على المنوال نفسه، مؤكدا على "ضرورة أن يؤمن المغاربة هنا بمونتريال وغيرها من المدن والمقاطعات بضرورة الاشتغال من أجل الذهاب إلى أبعد وأهم المناصب، سواء على المستوى البلدي أو الإقليمي أو الفدرالي"، على حد قوله. جدير بالذكر أن هسبريس كانت قد استضافت خمسة من المرشحين للانتخابات البلدية في مونتريال في لقاء حول اختيارهم المشاركة السياسية والبلدية وخوضغمار الانتخابات هذه السنة، وقد فاز اثنان منهم؛ الشيء الذي اعتبره الكثيرون سابقة وانطلاقة جيدة لمسار المشاركة السياسية للجالية المغربية في الحياة السياسية الكندية.