سيتوجه الناخبون في مقاطعة كيبيك الكندية في الخامس من نونبر القادم إلى مكاتب الاقتراع لاختيار ممثليهم في البلديات والمدن، من مستشارين وأعضاء منتخبين وعمداء. وتعد المشاركة السياسية أحد أهم أوجه الاندماج في الحياة العامة. وغالبا ما يقاس الاندماج السياسي للجاليات بالبلدان المستقبلة لها بقوة تمثيليتها في المؤسسات المنتخبة والمقررة. ويعتبر خوض غمار الانتخابات - تصويتا أو ترشحا - أحد أبرز طرق الوصول إلى دوائر صناعة القرار. ورغم أن اللوائح الانتخابية بكيبيك اليوم تتشكل من العشرات من الكنديين من أصول مختلفة، إلا أن الملاحظ أن نسبة تواجد أبناء الجاليات العربية والمغاربية بهذه اللوائح تبقى دون المستوى المطلوب أو تنعدم، باستثناء بعض الأسماء التي اختارت ركوب المغامرة وخوض غمار الانتخابات في ظل شبه عزوف عن التصويت أو مشاركة سياسية محتشمة لأبناء الجالية المغربية والمغاربية بكندا . هسبريس التقت عددا من المرشحين لهذه الانتخابات من أصول مغربية من أجل إيجاد أجوبة عن سبب العزوف السياسي للمغاربة المقيمين بكندا عن المشاركة السياسية تصويتا وترشحا، وكذا سبب خوضهم لهذا الغمار. عبد الحق صاري. . Montréal-Nord اعتبر عبد الحق صاري، وهو أستاذ جامعي ورئيس جمعية شمس اليتامى ومرشح بمونتريال الشمالية عن EQUIPE DENIS CODERRE، أن هناك غيابا مغاربيا كبيرا في الساحة السياسية رغم أن هناك مرشحين قلائل في مونتريال وآخرين في مدينة لافال، وزاد: "نطلب من الجالية المغربية بالمناسبة دعمهم في هذه الانتخابات". وأضاف صاري أن الأحزاب السياسية بكيبيك لها تاريخ عريق، لكنها في السنوات الأخيرة أصبحت تعتمد مشاريع وبرامج تحتاج إلى طاقات مغاربية ونخب من المهاجرين تكون لها دراية بالخصوصيات المغاربية والعربية والإسلامية لتنزيلها، بالإضافة إلى توفرها على الحنكة السياسية والخبرة في الميدان السياسي والجمعوي طبعا، ما دفعها إلى الانفتاح على عدد من المغاربة ومنحهم تزكيتها للانتخابات، ويبقى فقط اختيارهم من طرف الكتلة المصوتة. وعبر المتحدث لهسبريس عن أسفه لضعف المشاركة السياسية وسط الجالية المغاربية التي يمكن اختصارها في حدود أقل من 10 في المائة، ويرى أن هذه المشاركة تتمثل أولا في ضرورة الذهاب إلى مكاتب الاقتراع والإدلاء بالصوت الانتخابي، ثانيا وجوب التطوع لدعم المرشح الذي يقتنع ببرنامجه، ثالثا دعمه ماليا، وزاد: "يعلم الجميع أن المشاركة في الانتخابات هي حق دستوري، لكنها في الآن نفسه واجب لا بد من ممارسته". ولم يغفل عبد الحق صاري إلزامية حث الشباب الصاعد على المشاركة السياسية اليوم كمصوتين وغدا كمرشحين وصانعي قرار. رفائيل عصور .. Côte-des-Neiges-Notre-Dame-de-Grâce رفائيل عصور مرشح عن حزب Coalition Montréal للانتخابات البلدية، وهو مغربي من أصول يهودية يقطن بحي (كوط دينيج) بمونتريال منذ ثمان وأربعين سنة، ويشتغل في المجال الجمعوي؛ يعتقد أن هناك ميزا كبيرا تجاه المغاربيين، خصوصا في مجال الشغل، كما تدل على ذلك الإحصاءات، ما دفعه حسب تصريحه إلى التركيز في برنامجه على هذا الأمر، لإيمانه بأن العديد من المغاربة لهم أفكار مهمة ولهم القدرة على خلق وسائل لتطوير ذواتهم بشكل أفضل، خصوصا أنهم لم يأخذوا مواقعهم الحقيقية على مستويات عدة. ويؤكد عصور أن أبناء الجالية المغربية لا يقبلون على التصويت في الانتخابات، وكذلك الترشح، سواء بالنسبة للرجال أو النساء، ويضيف أنه صادف العديد من النساء المغربيات المتميزات واللواتي يتمتعن بقدرات عالية ولكنهن لا يمارسن السياسة، سواء بسبب الخوف من التجربة أو لافتقارهن للأموال الكافية لتسيير الحملة الانتخابية، ويدعوهن بالمناسبة إلى المشاركة والترشح لأن المستقبل حسبه هو للمرأة، ويريد أن يرى النخب المغربية في المجالس الإدارية للمستشفيات والإدارات العمومية والمؤسسات الثقافية بمونتريال . وعن سؤال حول مدى انفتاح الأحزاب السياسية بكيبيك على أبناء الجاليات العربية يرى رفائيل عصور أن الأحزاب منفتحة اليوم على التنوع، ما يوجب على المغاربة الاستفادة من الوضع للتغلغل وسط هذه الأحزاب السياسية والتدرج داخلها والنضال من متطوع بسيط إلى مسؤول كبير وتسلق السلم القيادي؛ لأن العمل السياسي هو الوسيلة الوحيدة التي من خلالها يمكن أن نحقق التغيير المجتمعي . مريم العقاد .. Rosemont–La Petite-Patrie تعتبر مريم العقاد، الفاعلة الجمعوية والمهتمة بالحقل الثقافي، المرشحة عن EQUIPE DENIS CODERRE، أن انخراطها في العمل السياسي تتويج لمسار طويل من الاشتغال في العمل الجمعوي والثقافي بالمغرب وبكندا. وجوابا على سؤال حول مستوى المشاركة السياسية للمغاربة بكيبيك، أكدت المرشحة بدائرة "Rosemont–La Petite-Patrie" أن عددا كبيرا من المغاربة لهم الحق في التصويت، غير أنهم لا يذهبون إلى صناديق الاقتراع لاختيار من يمثلهم، مضيفة: "للأسف هناك نسبة جد متدنية من المغاربة في الاستحقاقات السياسية، وليس هناك ممثلون لهم يوازون حجم تواجدهم العددي بكندا"، وزادت: "أدعو المغاربة الذين لهم الحق في التصويت أو الترشح إلى ضرورة ممارسة هذا الحق – الواجب". وتعتبر العقاد أن الممارسة السياسية، وخصوصا الترشح، ستساعد الجالية المغربية على الانخراط في أي تطور سيحصل بالمدينة أو البلدية. رأي محمد برهون ويرى محمد برهون، وهو فاعل جمعوي ومهتم بالشأن الحزبي والسياسي، وناشط في الحزب الليبرالي بمقاطعة كيبيك، ومرشح لمنصب رئيس الجاليات داخله، أن موضوع المشاركة الحزبية أو السياسية لأبناء الجالية المغربية بكيبيك لا بد من مقاربته من مستويات عدة؛ الأول هو المشاركة الجمعوية لأبناء الجالية على المستوى الضيق بالحي والجمعيات والمدارس والمراكز المجتمعية والخزانات … والانخراط في الدوائر المستديرة للحي، بالإضافة طبعا إلى التطوع في الأنشطة والمنظمات الإنسانية. ويضيف برهون بخصوص المقاربة الحزبية أنه لا بد للمغاربة الذين لهم ميول سياسي من الانخراط في الأحزاب أو التنظيمات السياسية التي يرونها موافقة لميولهم السياسي والمجتمعي، والسعي إلى الاشتغال على أهداف واضحة، سواء داخل الهيكلة الحزبية الداخلية أو في المؤسسات المنتخبة المقررة داخل البلدية أو المدينة أو المقاطعة أو على المستوى الفدرالي من خلال الترشح في الانتخابات. "المقاربة الأخرى هي عملية التصويت. وللأسف لازال الفعل السياسي لأبناء الجالية المغربية بكندا عموما سلوكا فرديا عكس الجاليات الأخرى. وأذكر هنا على سبيل المثال الجالية الإيطالية التي تشتغل بشكل جماعي من خلال الدعم السياسي والتطوعي والمالي لمرشحيها، ما ساعدها على خلق قوى ضاغطة في الحقل السياسي، وهو ما يدفع الأحزاب السياسية إلى تقدير القوة الانتخابية لجالية دون أخرى. للأسف الشديد ليس هناك أي تأثير سياسي للجالية المغاربية أو المغربية في الانتخابات.. هناك استثناءات ووجوه سياسية مغربية برزت، ولكن بمجهوداتها الفردية.. أتمنى أن يعي المغاربة قوتهم ليشتغلوا بشكل جماعي"، يختم المتحدث. جدير بالذكر أن هناك أسماء عديدة من المغاربة الذين اختاروا دخول غمار العمل الحزبي والسياسي، سواء على مستوى المقاطعات أو على المستوى الفدرالي، كما هو الشأن بالنسبة لفاطمة هدى بيبان، ومروى رزقي، ومريم كليا، وإحسان الغرناطي، ومبارك قادوري، وحسناء القادري…. وغيرهم كثير، بالإضافة إلى أسماء شابة من الجيل الصاعد التي تتحسس طريقها نحو تبوؤ مكانة مشرفة للجالية المغربية في الهرم الجمعوي والحزبي والسياسي بكندا.