هي لحظات توقّف خلالها الزمن ووثّقتها عدسات الكاميرا، لتؤرخ لعادات وتقاليد وعجائب الدنيا على أرض البيرو على امتداد ستين سنة. "ذاكرة بيرو.. 1890- 1950" هو عنوان معرض فوتوغرافي، يحتضنه بهو المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، انتقل زواره بين معالمها التاريخية التي تعود إلى الحضارات القديمة، والاضطرابات السياسية التي عاشتها البيرو بعد الاستقلال، وفترات الاستقرار والازدهار الاقتصادي، مروراً بعادات وتقاليد وعجائب الدنيا في أراضي بيرو، خلال ستين سنة من التصوير. ويكشف هذا المعرض، الذي يضم ثمانين صورة، الظواهر التي ميّزت دولة البيرو بداية القرن العشرين، مثل الهجرة ووصول العمال الصينيين إلى البلاد والنزاعات الاجتماعية خلال هذه الفترة. كارلوس باولو كاستانييدا، سفير البيرو المعتمد بالمغرب، أوضح، في تصريح لهسبريس، أنّ "الصور التي يعرضها "ذاكرة البيرو" التقطتها عدسات أفضل المصورين خلال الفترة ما بين 1890_ 1950، وجرى اختيار مواضيعها بعناية فائقة"، مبرزاً أنّ المعرض يوثق للديانات والحضارات التي مرت بها دولة البيرو ومعالمها التاريخية، وحياتهم الاجتماعية. وعن العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والبيرو، يقول الدبلوماسي ذاته إنها "علاقة صداقة رائعة وتعاون مثمر تعود إلى نصف قرن"، لافتا إلى أن "هذا التعاون لا يقتصر فقط على التعاون السياسي، بل لدينا رؤية موحدة للتنمية الاجتماعية، والتعاون الثقافي". من جهته، أبرز محمد بلحساين، مدير المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، أنّ المعرض يسعى في جوهره إلى توطيد العلاقات بين البلدين، وتعريف ساكنة الرباط على ثقافة أمريكا اللاتينية من خلال الصور الناطقة، مشددا على متانة العلاقات التي تجمع البلدين. وتعد الصور المعروضة تقليدا دأب على تقديمه عدد من الفنانين، استخدموا الكاميرا وسيلة لتصوير وفهم تحولات البلاد؛ من بينهم ماكس. ط وفاركاص ومارتان شومبي وكارلوس وميكيل فاركاس وخوان مانويل فيكيرا وغيرهم. يشار إلى أنّ معرض صور "ذاكرة بيرو.. 1890- 1950" تنظمه سفارة دولة البيرو في الرباط بشراكة مع كل من وزارة الخارجية والتعاون الدولي ووزارة الثقافة والاتصال والمسرح الوطني محمد الخامس.