إثر تأخر صرف مستحقات الدعم المقرر لفائدة الفرق المسرحية، قرر الفاعلون في الحقل المسرحي بالمملكة التصعيد في وجه وزارة الثقافة؛ وذلك بتنظيم وقفات احتجاجية أمام مقر الوزارة بالرباط. وتأتي هذه الخطوة، بحسب الفنان المسرحي أمين ناسور، "بعد سلسلة من الاجتماعات التي جمعت الوزير الوصي على القطاع بممثلين عن الفنانين المتضررين، أكد خلالها تأشير الخزينة العامة على صرف الدفعات، إلا أنه إلى حد الساعة لم تتوصل أي فرقة بمستحقاتها"، مبرزا أنه "بعد استنفاد كل أساليب الحوار، وفي إطار ربط المسؤولية بالمحاسبة، قررنا خوض أشكال نضالية دفاعا عن حقوقنا ضد هؤلاء الموظفين المتماطلين". وتابع ناسور في تصريح لهسبريس: "نكتشف اليوم أنّ هناك تلاعبا من طرف الكاتب العام للوزارة الذي تماطل في تقديم بعض الأوراق للوزير، بالإضافة إلى تماطل موظفين داخل صندوق العمل الثقافي من أجل صرف الدعم"، وزاد: "الوزير قام بمجهود كبير من أجل تسريع وتيرة صرف الدعم على مستوى رئاسة الحكومة ووزارة المالية، لكن هناك أياد خفية تسعى إلى تأخير هذا الملف". واسترسل الفنان المسرحي ناسور قائلا: "وصلنا إلى الباب المسدود، ولن نسكت عن حقنا في الاستفادة من الدعم، خاصة أن معظم الفنانين لديهم قروض ومهددون بالسجن في حالة عدم تسديدها". من جهتها، أبرزت الفنانة المسرحية هاجر حميدي، أن تأخر صرف مستحقات الدعم المسرحي للموسم الحالي، بسبب تماطل بعض الموظفين، أثر بشكل سلبي على الحقل المسرحي، وقالت: "تكرار هذا السيناريو كل سنة يدفعنا إلى دق ناقوس الخطر، لأن الأمر لم يعد يقتصر فقط على صرف المستحقات، وإنّما إعادة النظر في القطاع ووضعية المسرحيين". وتفاجأت العديد من الجمعيات والفرق المسرحية، التي تقدمت بملفاتها للاستفادة من الدعم وتم قبولها والتوقيع عليها من لدن الوزارة، بالتأخر في تسليمها المبالغ المالية التي أجازتها اللجنة المكلفة في إطار الشطر الأول. وفي السياق ذاته، طالبت النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية الوزارة الوصية بضرورة تسريع المساطر الإدارية والقانونية المرتبطة بصرف الاعتمادات المستحقة في أقرب الآجال، مشددة على ضرورة إحداث آلية مستقلة لدعم المسرح والنهوض بالقطاع لوضع حد لهذه المشكلة المزمنة التي تتكرر كل سنة، وتؤدي إلى عرقلة حسن سير الموسم المسرحي، كما تؤثر على مردودية الفرق المسرحية، وتعرقل تطوير قدراتها.