استعدادُ المغرب لإطلاق قمر صناعي جديد، الشهر المقبل، لتعزيز قدراته الأمنية والاستخباراتية لا يروق الجارة الجزائر؛ هذا ما يتبين من الأخبار التي أوردتها بعض صحف الجارة الشرقية للمملكة في ظل استمرار الأزمة الدبلوماسية بين البلدين. فقد كتبت صحيفة "البلاد "الجزائرية خبراً يفيد بشروع لجنة حكومية مشتركة في مباشرة أشغال نصب أنظمة مراقبة تكنولوجية، وعوازل إسمنتية مزودة ببرامج إلكترونية وأجهزة تشويش، لتعزيز المراقبة على الحدود مع المغرب. ونقلت الصحيفة الجزائرية أن "هذه الخطوة أملتها دواع أمنية متزامنة مع اعتزام وزارة الدفاع المغربية إطلاق قمر اصطناعي تجسسي في 8 نونبر المقبل" وفق تعبيرها. وأوضحت الصحيفة أن "العازل الذي بدأت الأشغال بخصوصه مزود بأنظمة مراقبة واتصال كهروبصرية جرى تصنيعها بشراكة مع مؤسسة ألمانية متخصصة في نظم المراقبة بأجهزة الرادار". ويأتي هذا المستجد في سياق تدهور العلاقات بين الجزائر والمغرب بسبب تصريحات لوزير الخارجية عبد القادر مساهل حول البنوك المغربية في إفريقيا، وهو ما استدعى رداً مغربياً قويا. وتأخذ الجزائر توجه المغرب لتعزيز قدراته للمراقبة العسكرية على محمل الجد، فقد أشارت الصحيفة إلى أن "الغرض من القمر الصناعي المغربي الجديد هو إطلاق أنشطة تجسس على الحدود الجزائرية". وكان المغرب قد أطلق أول قمر اصطناعي في العاشر من دجنبر سنة 2001 تحت اسم "زرقاء اليمامة"، حمله صاروخ روسي انطلاقاً من قاعدة توجد بكازاخستان. وبخصوص القمر الصناعي الجديد، فهو يدخل في إطار تعزيز الترسانة الأمنية المغربية ضمن صفقة تمت سنة 2013 مع فرنسا، اقتنت بموجبها المملكة قمرين صناعيين بحوالي 500 مليون يورو. وتفيد المعطيات التي نشرتها مواقع أجنبية متخصصة بأن القمر الصناعي الجديد من صنع الشركتين الفرنسيتين "إيرباص ديفانس أند سبايس" و"تاليس إيلينيا سبايس"، المتخصصتين في تصميم الأقمار الصناعية والطائرات الحربية وطائرات ال"درون" بدون طيار. وجرى تصميم هيكل القمر الصناعي الأول، الذي تستعد المملكة لإطلاقه في ال8 من نونبر المقبل، من لدن شركة "إيرباص ديفانس أند سبايس"، بينما تكلفت شركة "تاليس إيلينيا سبايس" بالجانب المتعلق بآليات التصوير والتوثيق. وسيجرى إطلاق القمر الصناعي الثاني، المصمم من لدن الشركتين الفرنسيين المشار إليهما، سنة 2018. وسيساعد القمران على تمكين المغرب من رصد المخاطر التي تواجهه براً وبحراً للتعامل معها بالشكل اللازم.