طموح كبير يحذو واحات المغرب في مجال إنتاج التمور؛ ذلك ما عبّر عنه المشاركون في المعرض الدولي للتمور في مدينة أرفود، والذي وصل دورته الثامنة خلال هذه السنة، والذي رفع شعار: "تثمين التمر قيمة مضافة لاقتصاد الواحات". المعرض الدولي للتمر في دورته الثامنة يسعى إلى تثمين هذه المادة الحيوية التي يحتل فيها المغرب مكانة اقتصادية مهمة حسب منظمي المعرض، حيث يدعم التمر اليوم القدرة الشرائية المحلية بما أنه يُؤمن من 40 إلى 60 في المائة من المدخول الفلاحي لأكثر من مليوني من المغاربة، مشيرا إلى أنه يعد عاملا مهما في استقرار سوق الشغل بما أنه يحقق للساكنة المحلية ثلاثة ملايين يوم عمل سنويا. عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، قال، في تصريح للصحافيين خلال افتتاح الدورة، إن "المعرض يعرف حضور أزيد من 15 دولة، وكذلك بحضور وزير قطري"، معتبرا أن ذلك يؤشر على أن هذا المعرض أصبح له إشعاع دولي. وأكد أخنوش أن "الإنتاج السنوي خلال الموسم الحالي من التمور في المغرب هو 112 ألف طن؛ وهو إنتاج جيد، بالرغم من ندرة التساقطات المطرية في المنطقة"، مشددا على أن "هذه المعطيات لا تأخذ بعين الاعتبار ما تم زرعه من النخل الذي لم يدخل بعد في سلسلة الإنتاج". "الاستثمار في مجال التمور يسير إلى الأمام، سواء ارتبط الأمر بالقطاع الخاص المنتظم الذي يسير إلى الأمام أو استثمار الدولة والتي تساعد عن طريق شتائل النخل بهدف تكثيف الواحات"، يقول وزير الفلاحة والتنمية القروية. وأضاف: "اليوم، نحن في معدل يصل إلى مليون و800 ألف نخلة التي تم غرسها ضمن البرنامج الذي قدم للملك"، موضحا أَن الهدف من هذا البرنامج "هو غرس ثلاثة ملايين نخلة في أفق 2020، وسنكون في الموعد لتحقيق هذا الرقم". من جهة أخرى، يرى أخنوش أن "مختبرات المملكة كانت، في السابق، لا تتجاوز 20 ألف شتلة نخيل؛ لكن اليوم هذا الرقم يصل بين 350 إلى 400 ألف شتلة"، معتبرا ذلك مؤشرا على الإقبال على سلسلة الإنتاج التي لها علاقة مع منطقة الواحات التي تعمل الدولة من أجل استثمارات. وبخصوص هيكلة سوق التمور، كشفت المعطيات التي قدمت في للمعرض عن أن نسبة 50 في المائة من الإنتاج يجري تسويقها؛ في حين أن نسبة 30 في المائة موجهة إلى الاستهلاك الذاتي، و20 في المائة المتبقية من الإنتاج تخصص لتغذية الماشية. ويحتل المغرب الرتبة ال11 عالميا في إنتاج التمور بما يزيد عن 111 ألف طن من التمور سنويا كمتوسط، على مساحة مزروعة تصل 51 ألف هكتار، بعدد نخيل يصل إلى 6.6 ملايين نخلة، حيث يصل المعدل الاستهلاك 3.25 كلغ للفرد سنويا، ويوفر 12 ألف منصب شغل سنويا.