تتجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة في كل أنحاء العالم اليوم الاثنين صوب العاصمة البريطانية لندن لمتابعة ليلة التتويج الحقيقي لعام 2017 الكروي عندما يقيم الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) حفله السنوي لتوزيع الجوائز الأفضل في عالم كرة القدم لعام 2017 . ويحظى الحفل هذا العام بنكهة مختلفة عما كان عليه في الأعوام القليلة الماضية حيث يقام في لندن بعدما اعتاد الفيفا إقامته في مدينة زيورخ السويسرية. وللعام الثاني على التوالي ، سيقدم الفيفا جائزة منفصلة عن جائزة الكرة الذهبية التي تقدمها مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية الرياضية لأفضل لاعب في العالم. وبعد فوز البرتغالي كريستيانو رونالدو بالجائزة في العام الماضي ، ينتظر عشاق الساحرة المستديرة تتويج اللاعب بالجائزة للعام الثاني على التوالي خلال حفل اليوم خاصة مع البصمة الرائعة التي تركها مع ريال مدريد الإسباني في الموسم الماضي. وجرى التصويت على جائزة الفيفا لأفضل لاعب في العالم هذه المرة مثلما حدث في 2016 وبشكل مغاير عن الماضي حيث أصبحت نسب التصويت مقسمة بالتساوي على أربع جهات هي مدربي المنتخبات الوطنية في كل أنحاء العالم وقادة هذه المنتخبات ومجموعة منتقاة من الصحفيين وكذلك الجماهير عبر الانترنت بنسبة 25 بالمئة لكل فئة. ومثلما كان الحال في الأعوام الماضية ، يدخل الصراع على أبرز جوائز العام النجمان البارزان للدوري الإسباني وهما الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة ورونالدو مهاجم ريال مدريد. كما تضم القائمة النهائية للمرشحين للجائزة نجم آخر سطع في الدوري الإسباني الموسم الماضي وبالتحديد إلى جوار ميسي في صفوف برشلونة قبل انتقاله للدوري الفرنسي من خلال صفقة قياسية حيث يتنافس مع رونالدو وميسي النجم البرازيلي نيمار دا سيلفا أغلى لاعب في التاريخ والذي ينشط حاليا في صفوف باريس سان جيرمان الفرنسي. ولم يقدم ميسي في 2017 نفس الإنجازات مع برشلونة التي ساعدته في الماضي ليفوز بجائزة الكرة الذهبية أربع مرات متتالية من 2009 إلى 2012 أو الثلاثية التاريخية (دوري وكأس أسبانيا ودوري أبطال أوروبا) إضافة للقبي كأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية وهي الألقاب الخمسة التي كفلت له الفوز بالجائزة في 2015 . ولكن بعض التوقعات ما زالت تصب في مصلحة ميسي لاستعادة جائزة أفضل لاعب في العالم وتعزيز رقمه القياسي في الفوز بالجائزة حيث لا يزال هو الوحيد الي توج بها خمس مرات سابقة وقد يتوج بها للمرة السادسة في التاريخ. وقاد ميسي فريق برشلونة للفوز بلقب كأس ملك إسبانيا في الموسم الماضي وتوج هداف للدوري الإسباني للموسم الرابع على التوالي كما ساهم بقدر هائل في بلوغ المنتخب الأرجنتيني نهائيات كأس العالم 2018 . ويمنح السجل التهديفي لميسي فرصة جيدة لنيل بعض الترشيحات وإن لم ترتق لقدر الترشيحات الموجهة إلى رونالدو. وفي المقابل ، يبدو رونالدو هو الأكثر رصيدا من الإنجازات في 2017 من بين المرشحين الثلاثة على الجائزة حيث ساهم اللاعب في فوز ريال مدريد بألقاب دوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الأوروبي والدوري الإسباني وكأس السوبر الإسباني. وعلى مستوى المنتخبات ، لعب كل من رونالدو وميسي دورا مهما في تأهل منتخب بلاده إلى كأس العالم 2018 بروسيا. ورغم مساهمة نيمار بشكل كبير في أن يصبح المنتخب البرازيلي أول المتأهلين للمونديال الروسي عبر التصفيات ، قد تكون مهارات ميسي الرائعة وإنجازات رونالدو مع ناديه لصالح تفضيل أحدهما على النجم البرازيلي في الصراع على لقب أفضل لاعب في العالم. وتبادل ميسي ورونالدو الفوز بجائزة الفيفا لأفضل لاعب في العالم في عامي 2008 و2009 وحصل الآخر على المركز الثاني حيث فاز رونالدو بالجائزة في 2008 وحل ميسي ثانيا وانعكس الأمر في العام التالي. ومع دمج جائزة الفيفا مع جائزة الكرة الذهبية لمجلة "فرانس فوتبول" بين عامي 2010 و2015 ، تكرر هذا الأمر في خمس مرات حيث فاز ميسي بالجائزة في 2011 و2012 و2015 وحل رونالدو ثانيا في هذه السنوات وفاز رونالدو بالجائزة في 2013 و2014 وحل ميسي ثانيا في المرتين فيما كان الاستثناء الوحيد من تبادلهما المركزين هو عام 2010 حيث خلت القائمة النهائية للمرشحين من اسم رونالدو. وفي ذلك العام ، احتكر نجوم برشلونة القائمة النهائية وفاز ميسي بالجائزة أيضا متفوقا على زميليه الأسبانيين أندريس إنييستا وتشافي هيرنانديز. وكانت جائزة الكرة الذهبية المقدمة من المجلة الفرنسية قاصرة على أفضل لاعب في أوروبا ولكنها امتدت بشكل تلقائي وتدريجي في السنوات الأخيرة لتصبح لأفضل لاعب في العالم في ظل استحواذ الأندية الأوروبية على أفضل اللاعبين في كل أنحاء العالم ومن مختلف الجنسيات. وفي ظل التضارب بين الجائزة التي يقدمها الفيفا لأفضل لاعب في العالم بعد استفتاء يشارك فيه مدربو وقادة جميع منتخبات العالم وجائزة "فرانس فوتبول" التي تأتي نتيجة استفتاء بين أبرز المحررين الرياضيين في أوروبا والعالم ، كان من الطبيعي أن تندمج الجائزتان خاصة بعدما كانتا تتفقان في كثير من الأحيان على لاعب واحد في كل عام. واستمرت الشراكة بين الفيفا و"فرانس فوتبول" لستة أعوام متتالية من 2010 إلى 2015 قبل فض هذه الشراكة في 2016 ليعود الحال إلى ما كان عليه في 2010 . وفي العام الماضي ، فاز رونالدو بجائزة الفيفا وحل ميسي ثانيا واحتل الفرنسي أنطوان جريزمان مهاجم أتلتيكو مدريد في المركز الثالث.