في جو امتاز بتنوع ثقافي، أشاد مسؤولون مغاربة وأجانب بمميزات المملكة في ما يهم الحوار والتنوع وتقبل الآخر، معلنين أن ما تعرفه المنطقة المتوسطية من صراعات لا يعني المملكة التي ستظل بمنأى عن هذه المشاكل. وفي هذا الإطار، قال أندري أزولاي، مستشار الملك محمد السادس، خلال حفل أقيم على هامش تنظيم فعاليات المنتدى الأورو - متوسطي الثالث للشباب بالصويرة، إن "الوضع المأساوي الذي يتم الترويج له لا يمثل المغرب أو المنطقة المتوسطية، ولن يكون أبدا هو الصويرة"، داعيا الشباب إلى "التشبث بالأصل والتاريخ والثقافة والتنوع والغنى الذي تعرفه المملكة". ودعا أزولاي، خلال كلمته، إلى ضرورة "التغلب على من يريدون كتابة التاريخ ابتداء من السنوات الحالية ومن خلال مشاكل ليست لنا ولا تمثلنا"، حسب تعبيره، مردفا: "نريد تاريخنا الكامل، ولن نقبل أبدا أن يتم إهمال أحد فصوله". وتابع مستشار الملك محمد السادس: "المغرب، البلد الذي يضمنا، يمتاز بقيم الحكامة والمرونة ضد الكسور والقدرة على الحفاظ على الأصل، وأيضا التميز بالتنوع العالمي"، داعيا إلى مواجهة الكسور في جو من الروحانية المطلقة. وأكد المتحدث أن المنطقة المتوسطية تمتاز بالمسؤولية والكرامة والحرية، معتبرا أن المنتدى الأورو - متوسطي ومدينة الصويرة أسهما في خلق "مكان للحوار المسؤول.. نقول كل شيء، ونحن أحرار في التعبير عن ما يروج في المنطقة المتوسطية والمغاربية والعالم العربي"، وفق تعبير أزولاي. من جانبه، تحدث جون فرانسوا يرلوت، سفير الجمهورية الفرنسية بالرباط، عن المكانة التي تكتسيها بمدينة الصويرة بوصفها "رمزا لتعدد الثقافات والتنوع والتسامح"، موضحا أنه تعد "نموذجا للحوار بين الثقافات". وأبرز جيرلوت، في كلمة مقتضبة له، أهمية "الحاجة إلى الشباب بشكل ملح"، من أجل القضاء على عدد من الإشكالات التي تتهدد العالم وأيضا من أجل تطوير الاقتصاد وخلق فرص الشغل. كما أوضحت إليزابيت غيغو، رئيسة مؤسسة "أنا ليند"، أن المملكة تتضمن "طاقات شابة أظهرت قدرتها على الحوار والانفتاح على الآخر وتبادل الخبرات"، خلال فعاليات المنتدى الذي عرف مشاركة ثلاثمائة مغربي ومغربية. وأبرزت غيغو أن "الانغلاق يولد سوء فهم الآخر وغياب المعرفة"، داعية إلى احترام "الإنسانية والكرامة والآخر باختلاف لون بشرته وأصله وعرقه وأيضا ميولاته الجنسية"، موضحة أن "شباب اليوم لا يخافون لأنهم خلقوا في عالم يختلف عن عالم الأمس، صعوباته ومشاكله هي أكبر".