أكد أندري أزولاي، مستشار صاحب الجلالة، أمس الجمعة بمدينة الصويرة، أن المغرب بلد الأصالة والتقاليد لكنه يميل بشكل عميق نحو الحداثة. وأضاف أزولاي، في كلمة خلال افتتاح أشغال الملتقى المتوسطي الأول لرواد الشباب، المنظم على مدى ثلاثة أيام بمدينة الصويرة، أن المغرب أرض الحوار والانفتاح والتسامح، ويرفض العنصرية والإقصاء والتعصب الديني. وقال إن مدينة الصويرة تعكس جيدا هذا المغرب الذي يرفض الانكسار والانطواء على الذات، مضيفا أن هذه المدينة الساحلية، الضاربة في التاريخ، والتي تزخر بذاكرتها الغنية، تعتبر معقل الحداثة والتنوع الثقافي والديني، حيث "تضع الدين في خدمة الآخرين". وأبرز أندري أزولاي أنه كان دوما مؤمنا بانتمائه لمنطقة البحر الأبيض المتوسط ومواطنا بهذا العالم ومؤيدا متحمسا لقيم التنوير، التي هي كذلك جزء من هذه المنطقة من العالم. من جهته، أكد المستشار في مجال التعاون والأنشطة الثقافية بسفارة فرنسا بالمغرب جون مارك بيرثون، أن هذا المنتدى المتوسطي الأول لرواد الشباب من شأنه أن يتيح الفرصة لهذه الفئة بضفتي البحر الأبيض المتوسط، خاصة بفرنسا والمغرب، للتعبير عن آرائها حول المواضيع الآنية من بينها التطرف، واللاجئين، والتغير المناخي، والإقصاء الاجتماعي، معربا عن أمله في أن يتسع هذا النقاش ليشمل شباب بلدان أخرى بحوض البحر الأبيض المتوسط. وأعرب عن أسفه لكون هذا الحدث الكبير، الذي يروم أيضا تسهيل الاندماج داخل الفضاء المتوسطي، "أصبح الفضاء الأقل إدماجا في العالم"، مشيرا إلى أن الشباب والأجيال الصاعدة لها دور هام تقوم به في إطار الإدماج ضمن الدول المتوسطية من أجل المزيد من الازدهار لشعوب هذه المنطقة. ونوه بيرثون بالمسار الجمعوي والإنساني للسيد أندري أزولاي "أحد كبار شخصيات الحوار والتسامح على المستوى الدولي". تجدر الإشارة إلى أن المنتدى المتوسطي الأول لرواد الشباب، يتميز بمشاركة حوالي ثلاثين من رواد شباب المستقبل و200 شابا منخرطا في الحياة الجمعوية وروح المواطنة بالمغرب وفرنسا. ومن شأن هذا المنتدى، المنظم بمبادرة من سفارة فرنسا بالمغرب، بشراكة مع مؤسسة "أنا ليند" وجمعية "ماروكان بلورييل" واتحاد الشباب الأورو-مغاربي، المساهمة في الاندماج ضمن الفضاء المتوسطي عبر تشبيك أصحاب القرار في المستقبل.