أكد أندري أزولاي، مستشار صاحب الجلالة، أول أمس السبت، بمرسيليا، أن الشراكة المتوسطية التي مافتئت تتخذ طابعا ملموسا ساهمت في تحقيق العديد من المكتسبات التي لا يمكن إغفالها. وأوضح أزولاي، الذي كان يتحدث ضمن مائدة مستديرة نظمت في موضوع "مكانة التجديد والابتكار في المنظومة المتوسطية"، في إطار الدورة السابعة للأسبوع الاقتصادي المتوسطي، الذي تحتضنه مرسيليا من سادس إلى تاسع نونبر الجاري، أن هذه الشراكة تتجسد تدريجيا على أرض الواقع، وتتسم منذ مسلسل برشلونة بدينامية كفيلة بخلق الثروات، داعيا في هذا السياق إلى استشراف المستقبل الواعد بالنسبة لبلدان المنطقة المتوسطية. وتطرق أندري أزولاي للحراك اليومي الذي يشهده المغرب على مستوى التنمية والحداثة والإصلاح، مشيرا إلى أن المنطقة المتوسطية بإمكانها اليوم الذهاب بعيدا في مجال التنمية عبر الحفاظ على مكتسباتها والمبادرة إلى إنجاز مشاريع تندرج ضمن روح العيش المشترك. من جهته، اعتبر الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، فتح الله السجلماسي، أن موضوع الشراكة المتوسطية لم يعد يتم تناوله كما في السنوات الماضية، داعيا إلى تفادي الخطابات المكرورة والتوجه صوب الاندماج الإقليمي. وقال في هذا الصدد، إن منطقة المتوسط لا يمكنها أن تظل المنطقة الأقل اندماجا في زمن العولمة، مشيرا إلى أن مسألة الاندماج لم تعد خيارا بل ضرورة حتمية على أن يتم بطريقة تدريجية وواقعية. أضاف أن عمل الاتحاد من أجل المتوسط يتميز بالواقعية، من خلال الاشتغال على عدد من المشاريع والمبادرات الملموسة، ومن ضمنها مشروع الجامعة الأورمتوسطية بفاس، الذي سيرى النور قبل متم 2018، فضلا عن مشاريع أخرى في مجال التكوين، من أجل التشغيل وخلق المقاولات، داعيا إلى العمل على تيسير حركية الطلبة بتعاون مع الاتحاد الأوروبي ليس فقط من الجنوب نحو الشمال بل، أيضا، من الشمال نحو الجنوب، ومن الجنوب إلى الجنوب. يشار إلى أن الدورة السابعة للأسبوع الاقتصادي لحوض البحر الأبيض المتوسط، التي انطلقت، يوم الأربعاء المنصرم، تحت شعار "الثقافة عامل للتنمية الاقتصادية بالمتوسط"، بمشاركة نحو عشرين بلدا، من بينها المغرب، حاولت تقديم مساهمة شاملة وموثقة لإشكالية التنمية الاقتصادية بمنطقة حوض البحر المتوسط، من خلال ندوات وورشات وموائد مستديرة، وناقشت محاور ذات صلة بالرهانات الاستراتيجية للماء بالحوض المتوسطي وبالتعاون بين المقاولات بضفتي المتوسط. كما انكبت على بلورة صيغ للتعاون اللاممركز، باعتباره دعامة لتنمية علاقات الصداقة وبحث مشاريع تعاون ملموسة في مجالات مختلفة وضمنها الميدان الثقافي، تعود بالنفع على شعوب منطقة البحر الأبيض المتوسط، المؤهلة بالنظر إلى موقعها الجغرافي، لتكون فضاء للحوار والانسجام. وتميزت دورة مرسيليا، التي اختيرت عاصمة أوروبية للثقافة سنة 2013، بتنظيم المواعيد الاقتصادية للمتوسط تحت شعار "من أجل متوسط للإبداع والتجديد.. تطلعات الشباب"، حيث تم تحديد الأعمال التي يتعين القيام بها في مجال التجديد والرأسمال البشري والبنيات التحتية والمؤسسات ومناخ الأعمال ومناقشة رهانات انخراط المنطقة المتوسطية في الاقتصاد الرقمي.