بمبادرة من مسلك العلوم القانونية بالمركز الجامعي لقلعة السراغنة، وبشراكة مع مؤسسة هانس زاديل الألمانية، نُظمت بمدينة قلعة السراغنة ندوة حول موضوع "حقوق الإنسان بين الخصوصية والكونية"، بمشاركة أساتذة باحثين من جامعات مغربية مختلفة، وممثلين عن المجلس الوطني لحقوق الإنسان، ومؤسسة وسيط المملكة. ودعا متدخلون خلال الندوة إلى احترام الخصوصية الثقافية لكل بلد، معتبرين أن فكرة كونية حقوق الإنسان "ماهي إلا تعبير عن الرغبة في تعميم وفرض الثقافة الغربية".كما اعتبر مشاركون أن الدفاع عن فكرة كونية حقوق الإنسان تكون انطلاقا من مسلمة أن الإنسان واحد، وبالتالي عدم قابلية حقوقه للنسبية الثقافية أو الخصوصيات الدينية والعرقية، "وانطلاقا كذلك من كون ثقافة حقوق الإنسان هي حصيلة تراكم فكري وثقافي شاركت فيه حضارات متعددة من خلال تلاحقها عبر مسار تاريخي طويل". نسبية فكرة الكونية كانت هي الفكرة التي طرحتها مداخلات أخرى في الندوة ذاتها، مع استحضار ضرورة مراجعة فكرة الخصوصية "في اتجاه التخلص من الخصوصيات المنغلقة وخلق خصوصيات منفتحة على القيم الإنسانية المتفق عليها من طرف الجميع". ختام الندوة شهد، على الخصوص، الإعلان عن إحداث "عيادة قانونية" بالمركز الجامعي لقلعة السراغنة لدعم انفتاح هذا المركز على محيطه السوسيوثقافي ومساهمته في خلق ثقافة حقوقية مواطنة بالمنطقة. ويندرج إحداث هذه "العيادة القانونية" بمقر المركز الجامعي لقلعة السراغنة، التابع لجامعة القاضي عياض بمراكش، "في إطار تعزيز وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان بالوسط الجامعي، كما أن أبواب هذه العيادة ستنفتح على محيطها الخارجي لتقديم أي استشارة قانونية، وستساهم في صقل مهارات الطالب المهنية وتعزيز مهارات الاتصال مع المجتمع المحلي، من خلال تقديم التثقيف والوعي القانوني وتوظيف العلوم القانونية المختلفة لخدمة الفئة المستضعفة والمهمشة في المجتمع المحلي. كما ستعمل كذلك على البحث عن حلول للقضايا التي تشغل الرأي العام المحلي، من خلال التعاون مع محامين ومنظمات حقوقية والمؤسسات الرسمية التي تعنى بهذا الشأن".