لا تمر من حي أو زقاق في أي مدينة داخل وطننا الكبير إلا وتجد الشباب المغلوب على أمره يتسكع ويجلس أمام أبواب المساكن ، فلاتطرق منزلا إلا وعثرت به عن شاب عاطل عن العمل من بعد ما كد واجتهد وبالعامية " حفى عينيه مع الدفاتر والمقررات " فتكون الوجهة الشارع... المدرسة رقم واحد في جامعة النسيان ...جامعة التخرج النهائي وبشهادة مدمن ...الجامعة التي ترفع شعار الراس لي ميدور كدية " و" نسى أخويا راه الدنيا هذه " . "" للأسف شباب يضيع في الطرقات وبلاد حائرة فمن سيحمل مشعل الرقي ، ومن سيحرر سبتة ومليلية ، ومن سيتصدى لأطماع الجيران والحساد في التوسع...فالشباب بالمغرب أصبح إما مدمنا أو متشددا ... إما فكر منحل أو فكر متطرف ، إلا من رحم ربك ونحن نتحدث عن الشباب المغربي سنعرج قليلا للخوض في قضية شغلت كل المغرب فمنذ الأسبوع الماضي لا حديث بالشارع إلا عن مدينة النخوة والأصالة القصر الكبير وعرسها الجديد المدينة التي لا تستحق أن نذكرها في حديث كهذا لأنها أكبر وأعمق من خزعبلات وكلام صبيانيمار ...إنها قضية صورها البعض ممن كتبنا عنهم عمود الأسبوع الماضي - أي صحفيي الشوهة وإعلاميي آخر زمن - على أنها عرس بين رجلين شادين ...والله إنها قصة جديدة عن مجتمعنا ولم نسمع عنها من قبل ولن نسمع عنها لأنها أكاديب . فوقائع القضية غير واضحة المعالم فقط هي أقلام بعض الزملاء حملت الأمر أكثر من طاقته وخبرت أن الإعلامي الشاطر هو من يكتب الكثير من القليل فظنت أن الخيال هو الكثير والكذب هو القليل ... أقلام صنعت سيناريوهات هوليودية إن صح التعبير لو أخرجت على شكل فيلم سينمائي لحققت أعلى الإيرادات ولفازت بأكبر الجوائز . والحقيقة أن القضية مجرد طقوس شيطانية خبيثة وشعوذة أبطالها أشخاص مجانين ومجموعة غرتها الحياة الدنيا ووسوس لها الشيطان وزمرته لترتكب ذنوبا وكبائر الله وحده قادر على غفرانها لأنها شيء قبيح وفعل حقير لا يتصوره عقل بشري سليم إنها ثقافة غربية دخيلة عنا وليست منا في شيء ، واقعة تافهة لا تستحق حتى تصورها فمابالك بالكتابة عنها... لن نعطي الأمر أكثر من حقيقته لأنه وببساطة أتفه من أن يخصص له أي مغربي مسلم عاقل ولو لحظة من وقته... وسأقول شيء واحد وهو أننا نحصد مازرعه البعض من ثقافة غربية مقززة وكان يجب على الجميع طي الملف ووضع الأشخاص المعنيين بمستشفى للأمراض العقلية وتطبيق قاعدة " لا عين شافت لا قلب وجع " لا أن نشوه المغرب ورجاله بخرافات ليست منا في شيء وتطبيق قاعدة " ضرب الطر أو ملي طيح الدبيحة يكترو الجناوة " واقعنا مر وكئيب ...حشيش ومخدرات ...قرقوبي ومسكرات ...ماحية و معجون...لواط وسهرات واللائحة طويلة جدا ، أسماءأصبحت عادية داخل مجتمعنا المضحك الذي يفتقد لأبسط صور التعقل والاعتدال .شباب لا حول له ولا قوة تتلاعب به موجات الحقد والتطرف من جهة وأفكارموسادية من جهة أخرى لينتج لنا في النهاية إما قنبلة بشرية أو فردا يعيش في عالم غير عالمنا يجلس معك كهيئة فقط بدون تفكير أو ماشابه ... إنه عصر خبيث بما تحمل الكلمة من معنى ففي كلتا الحالتين الضحية هي الدولةوالدين لأن النفس البشرية هي ملك لله عز وجل منحنا إياها للاعتناء بها وليس تعريضها للمضرة والخطر بتناول المخدرات أو الانفجار وسط المخلوقات أو التشبه بالبنات... إننا الآن وبتواجد إرادة ملكيةصادقة في التغيير يجب علينا وكشباب متعقل أن نقوم بأدوارنا كما يجب والمشاركة في إخراج البلاد من ورطتها ومساعدة شبابها على تغيير منظوره التافه والمتحجر للأمور من قبيلالإرهاب والمخدرات والهجرة السرية ...والانخراط جميعا في بناء مغرب الغد ...المغرب القوي بشبابه قبل شيابه الكاتمين على أنفسنا على رؤوس الأحزاب المغربية ويبقى السؤال المطروح : أين هيئات المجتمع المدني مما يقع ؟ ولا أجد خيرا من مقولة القاضي عياضلنصبر بها أنفسنا" تمشي الخليقة بما خطت يد القدر " ودائما مغربنا مغربكم ونتأسف عن أقلام غرتها الصفحات وتتبع أعداد غفيرة من المخلوقات. المصطفى أسعد رئيس تحرير جريدة مغربنا الإلكترونية [email protected]