يمسي ويصبح سكان مدينة القنيطرة على وضع يقلق راحتهم ويتسبب لهم في مشاكل صحية كثيرة، بسبب بعض المعامل والشركات الصناعية التي "لا تحترم المواصفات البيئية المتفق عليها". ودقّ مجموعة من المهتمين بالوضع البيئي للمدينة ناقوس الخطر، "إثر عدم احترام مصنع خاص بصناعة الزليج والرخام الأحياء السكنية المجاورة، بحيث يصر على التخلص من بقايا المواد التي يصنع الزليج بأراض محيطة بالمصنع والتي تؤثر الرائحة المنبعثة منها بشكل مباشر على الساكنة التي تبعد عنه بحوالي 300 متر"، حسب تصريح أيوب كرير، رئيس جمعية أوكسجين للبيئة والصحة، لجريدة هسبريس. وقال أيوب كرير، في اتصال بهسبريس، إن "عددا من الأحياء السكنية المجاورة للمصنع الكائن بالحي الصناعي تعاني من انبعاث رائحة كريهة من مصنع (الزليج والرخام) الكائن بالحي الصناعي". وأكد المتحدث أن تلك المواد، التي يتخلص منها المصنع، "سموم يلقيها في المحيط المجاور؛ وهو ما يضر بمساحات خضراء تصل إلى 50 هكتارا، بالإضافة إلى التسريبات ومشاكل الرائحة الخطيرة والنتنة التي تدعو إلى القلق، ناهيك عن التربة التي لم تعد صالحة للزراعة والفرشة المائية التي ضاعت جراء امتصاص الأرض لتلك السموم القاتلة". ولم تعد الساكنة تحتمل هذا الوضع الذي تعيشه المدينة من تلوث وإهمال المسؤولين والمراقبين للوضع البيئي، وهذا ما يزكيه المتحدث في اتصاله بهسبريس بالقول: "نعبر عن أسفها الشديد لعدم قدرة السلطات المعنية، بالرغم من مرور زمن على هذا التلوث المخيف، على تحديد المسؤول عنه ومعاقبته، وبالتالي اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية صحة المواطنين". واستطرد رئيس جمعية أوكسجين للبيئة والصحة قوله: "إن التلوث لا يزال يطرح نفسه بحدة، وأن الظاهرة قد استفحلت وازدادت سوءا، حيث لم يعد هناك مفر لإخفاء فعل المسؤول عن هذا التلوث، الذي يخرج من أنابيب مصنعه الكبير". واستنكر الناشط "عدم تحرك أي من الجهات المسؤولة لمراقبة ذلك التسيب الذي تنتج عنه أضرار سلبية خطيرة على البيئة والمواطنين الضعفاء بالدرجة الأولى"، حسب المتحدث نفسه. ودعا أيوب كرير إلى تشكيل "لجنة مؤهلة علميا قادرة على تشخيص الوضع وتحديد المصدر واقتراح الحلول الكفيلة بالتصدي لهذا الخطر القاتل المتربص بالساكنة، والذي تفوق خطورته قنبلة موقوتة ستنفجر في وجه كل من مر بجوار المصنع"، على حد تعبير الفاعل الجمعوي.