لم يضِع مسؤولو مجموعة "سيمنس كاميسا" والوزير مولاي حفيظ العلمي الكثير من الوقت، إذ دخل الطرفان في مفاوضات مباشرة دقائق قبل تدشين أول وحدة لصناعة المراوح الهوائية العملاقة لتوليد الطاقة الكهربائية النظيفة بمنطقة مغوغة الصناعية جنوب مدينة طنجة. وأكد مولاي حفيظ العلمي، وزير التجارة والصناعة والتكنولوجيات الحديثة، أنه تقرر إحداث لجنة لدراسة إنشاء الوحدة الصناعية الثانية التابعة لمجموعة "سيمنس كاميسا"، وهي اللجنة التي ستباشر ابتداء من اليوم كل الجوانب التفاوضية مع هذه المجموعة لإخراج هذا المشروع إلى حيز الوجود خلال الشهور القليلة القادمة. وأوضح العلمي، الذي كان يتحدث خلال حفل افتتاح أول مصنع لصناعة الألواح المروحية الريحية في إفريقيا والشرق الأوسط، أن هذه الوحدة الصناعية التابعة لمجموعة سيمنس الألمانية شرعت للتو في صناعة مراوح بطول يزيد عن 63 مترا، وزاد: "والآن نبحث كيفية مضاعفة إنتاجها عبر إطلاق المصنع الثاني". وأضاف المسؤول الحكوني المغربي: "هذا أول مصنع للطاقة الريحية ولن يكون الأخير، بل ستكون هناك مصانع أخرى معكم أنتم في سيمنس. هذه الصناعة تتطلب تكنولوجيا دقيقة ومعقدة، ونحن نراهن على رفع نسبة إدماج الأجزاء المصنعة في المغرب لرفع مستوى القيمة المضافة لهذا الاستثمار". من جهته أكد مارك دوك، الرئيس التنفيذي لمجموعة سيمنس كاميسا، أن هذه الوحدة، التي تطلب إنشاؤها استثمارا بقيمة 1.1 مليار درهم، ستتيح للشركة مد السوق المغربي بحاجياته من المراوح المستخدمة في مزارع توليد الطاقة الريحية، إلى جانب توجيه جزء من الإنتاج إلى الأسواق خارج المغرب. واعتبر مارك دوك أن هذا المشروع سيساهم بقوة في نقل الخبرات التي تتوفر عليها مجموعة سيمنس كاميسا في مجال صناعة المراوح الريحية إلى المغرب، وزاد: "التقنيون والمهندسون المغاربة العاملون داخل المصنع المغربي، والبالغ عددهم 500 مغربي، يتوفرون على مستوى عال أدهشنا بالفعل، خاصة أن هذا المجال يتطلب مهارات عالية جدا". يشار إلى أن قرار تشييد مصنع للشركة الألمانية بالمغرب يأتي في إطار تنفيذ التعهدات التي تقدمت بها مجموعة "ناريفا" وشركة "سيمنس كاميسا" بتحقيق أكبر نسبة من الاندماج الصناعي، عبر استفادة المقاولات المغربية من هذا المشروع، بالإضافة إلى تنفيذ استثمارات بالمغرب. ومن المرتقب أن تصل نسبة مشاركة المقاولات المغربية في الاستثمارات الخاصة بمشروع الطاقة الريحية إلى 70 في المائة، عوض 40 في المائة التي تم تسجيلها في مشاريع أخرى للطاقة الريحية. وسيمكن المصنع الجديد لشركة "سيمنس" من بلوغ هذه النسبة، والذي سيقوم بتصنيع ألواح مروحيات الطاقة الريحية. وتصل القدرة الإنتاجية للمصنع الجديد، الذي تم تشييده في مدينة طنجة، إلى 600 لوحة لمروحيات الطاقة الريحية في السنة، كما أن أغلب الإنتاج سيتم توجيهه إلى الخارج.