دشنت سيمنس غامسا للطاقة المتجددة، أول أمس الأربعاء، مصنعها الجديد لشفرات التوربينات الريحية خلال حفل ترأسه وزير للصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي، مولاي حفيظ العلمي، ومارك تاك، الرئيس المدير العام لسيمنس غامسا للطاقة المتجددة (SGRE). وتعد هذه الوحدة أول مصنع لشفرات التوربينات الريحية بإفريقيا والشرق الأوسط جاهزا لتوفير شفرات توربينات "مصنوعة بالكامل في المغرب". وأوضح بلاغ للشركة، أن المصنع الجديد، يمتد على مساحة تقدر ب 37500 متر مربع، وذلك بالمنطقة الصناعية لطنجة أوطوموتيف سيتي، الواقعة على بعد 35 كلم من ميناء طنجة المتوسطي المتواجد في موقع استراتيجي بين أوروبا وإفريقيا. وستنتج هذه الوحدة توربينات ( SWT-DD-130 إلى غاية 4,2 MW كطاقة اسمية)، وشفرات B63-10 يبلغ طولها 63 مترا بغرض تزويد المشاريع المحلية، وكذا لتصديرها نحو أوروبا وإفريقيا والشرق الوسط. وبإمكان هذه الوحدة الصناعية كذلك، وفق البلاغ ذاته، إنتاج نماذج أخرى من الشفرات، التي يمكن أن يبلغ طولها 75 مترا، وهذه الشفرات الكاملة تصنع باستعمال تكنولوجيا دقيقة ومواد مركبة. وأضاف المصدر أن سيمنس غامسا توفر حلولا للطاقة النظيفة، موثوقة وبتكلفة معقولة على المستوى العالمي مع تركيب منتوجات وتقنيات في أزيد من 90 بلدا. وتقارب القدرة الإجمالية المركبة للمقاولة 80 GW. ويمثل إحداث مصنع شفرات التوربينات SGRE بطنجة التزاما كبيرا نحو المستقبل المستدام للمغرب ومنطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا. ويندرج هذا المشروع في إطار مخطط تسريع التنمية الصناعية الذي أطلقته وزارة الصناعة والاستثمار والاقتصاد الرقمي في أبريل 2014، وسيمكن من تطوير منظومة صناعية متطورة في صناعة الطاقات المتجددة، إلى جانب إرساء ديناميكية قوية من أجل النمو الاقتصادي وتوسيع الأسس الصناعية للمغرب. وتطلب هذا الاستثمار غلافا ماليا يصل إلى 100 مليون أورو، فيما سيمكن من إحداث 600 منصب شغلا مباشرا و500 فرصة عمل غير مباشرة. وقال ماركوس تاك، الرئيس المدير العام لسيمنس غامسا للطاقة المتجددة، إن هذا المصنع يحظى بأهمية كبرى بالنسبة للمجموعة، وأضاف أن 100 مليون أورو التي تم استثمارها هي ثمرة قرار تجاري قائم على أسس صلبة. وأكد أن الاستثمار يتم حيث توجد فرص أعمال قوية، وقال إن "الفرص هنا بالمغرب هي أقوى من أي وقت مضى". وأكد أيضا أن "هذا الموقع في طنجة يتيح للشركة الوصول المباشر إلى بعض من أهم أسواق الغد – هنا في المغرب، وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا وإفريقيا، ومنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط". من جانبه أكد وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي، مولاي حفيظ العلمي، أهمية هذا المشروع قائلا "إن أولى شفرات التوربينات الريحية بإفريقيا والشرق الأوسط سيتم إنتاجها بطنجة وهذا فخر للمملكة. هذا المشروع الأول من نوعه يتيح تحديد القيمة ويدشن لتطوير منظومة اقتصادية "صناعة الطاقات المتجددة" التي تعزز الخيارات الاستراتيجية للمغرب، تحت الملك محمد السادس، الرامية إلى تطوير الاقتصاد الأخضر". وتم إحداث مركز للتكوين يمتد على 3500 متر مربع لتسهيل نقل مهارات خبراء سيمنس غامسا بالدانمارك نحو طنجة. ويضمن مسلسل التلقين النقل الكامل لمجموع المهارات التقنية والعمليات الضرورية لتفعيل عملية التصنيع، وقال رالف سبيرازا، مدير المصنع بطنجة "نحن فخورون بإنجاز مشروع من هذا القبيل الذي من شأنه تحفيز قطاع الطاقات المتجددة في المغرب والخارج، والذي سيكون له تأثير كبير على هذا الأخير لعدة سنوات. كنا محظوظين بضم يد عاملة مؤهلة تحذوها الحماسة من أجل انطلاقة رائعة". ومن جهته قال فؤاد بريني، رئيس TMSA، إن مشروع سيمنس غامسا، يؤكد جاذبية عرض طنجة المتوسط الموجه للشركات المتعددة الجنسية، وعبر عن سعادته بالتنافسية الاستثنائية لطنجة المتوسط، التي تجمع بين جودة البنيات التحتية والمواءمة المثالية بين المناطق المينائية والصناعية، مستجيبة بذلك لتطلعات سيمنس غامسا. ومن شأن هذا المصنع الجديد لشفرات التوربينات أن يساهم في تحقيق الأهداف الوطنية للمغرب الرامية إلى إنتاج 52 في المائة من الكهرباء انطلاقا من الطاقات النظيفة في غضون 2030، منها 20 في المائة ستنتج بواسطة الرياح. ويشكل مشروع 850 MW الذي سيتم تشييده من قبل الكونسيورسيوم سيمنس غامسا وناريفا وإينيل خطوة مهمة نحو تحقيق هذا الهدف. وقبل اندماجهما، سواء سيمنس للطاقة الريحية أو غامسا قامتا بتسليم مشاريع أساسية في طاقة الرياح الرئيسية للسوق المغربية، بما في ذلك طرفاية (300 MW) وطنجة (140 MW) والصويرة (60 MW) وحومة (50 MW) . وتعد سيمنس غامسا للطاقة المتجددة رائدة في السوق الإفريقي مع أزيد من 15 سنة من التواجد و2,1 GW من القدرة المثبتة في بلدان مثل المغرب مع 72 في المائة من حصة للسوق، بالجزائر ومصر وإفريقيا الجنوبية وتونس وموريتانيا وكينيا وجزر الموريس.