أشاد عزيز الرباح، وزير الطاقة والمعادن والبيئة، بالتقدم الكبير الذي حققه المغرب في مجال جذب الاستثمار الأجنبي ومساعي توطين الصناعات الصديقة للبيئة، مستندا إلى تقارير سهولة ممارسة الأعمال التي يصدرها البنك الدولي، ومشيرا إلى أن المغرب سائر نحو تحقيق الجهوية الموسعة في المجال الطاقي. الرباح، وخلال زيارته مساء الجمعة الماضي إلى مصنع الفاعل الألماني المتخصص في صناعة مراوح وتوربينات مولدات الطاقة الريحية «سيمنس غامسا» بطنجة، والمنظمة في إطار برنامج الشراكة الطاقية بين المغرب وألمانيا، أشار إلى أن الطاقات المتجددة تشكل عاملا أساسيا في التنافسية الاقتصادية للمغرب، وهو ما يفسر الطلب المتزايد عليها في ظل استغلال المملكة للموارد النظيفة والصديقة للبيئة. وأوضح الرباح، خلال جولته بالمصنع الكائن بطنجة «أوتوموتيف سيتي»، حيث اطلع على مراحل وخطوط الإنتاج المختلفة الخاصة بشفرات الرياح، أن تشييد شركة «سيمانس جاميسا» مصنع لها مخصص لصناعة الألواح المستخدمة في المروحيات الهوائية للطاقة الريحية، بالمغرب منذ 2017، والذي يعد الأول من نوعه في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، ما هو إلا دليل على الثقة الكبيرة التي تحظى بها المملكة لدى المستثمرين الأجانب. المسؤول الحكومي، أشار، أيضا، إلى أن استثمار شركة «سيمانس جاميسا» العالمية في المغرب هو دليل آخر على الثقة التي تحوزها الصناعة المغربية والاقتصاد المغربي، وأيضا الكفاءات المغربية بحيث إن 750 عاملا مغربيا يشتغلون اليوم في المصنع، أي بنسبة أكثر من 95 في المائة من العمال. واستطاع المغرب، أن يتحول إلى قطب تنافسي جد مهم في المجال، وذلك بفضل «التنمية اللوجيستيكية التي طرأت في البلد خلال السنوات الأخيرة، وعلى رأسها إحداث ميناء طنجة المتوسط، فضلا عن عوامل الإنتاج التي من بينها الموارد البشرية التي أهلت بلدنا ليستقطب مشاريع ومصانع أجنبية وعالمية من هذا النوع ما جعل المغرب ينتقل إلى صنف الدول المتقدمة من الناحية اللوجيستيكية»، على حد تعبير المسؤول الحكومي. وبخصوص مدى نجاح المغرب في تحقيق أهدافه على مستوى السياسة الطاقية، قال عزيز الرباح إن المغرب يسير بخطى ثابتة في هذا المجال، بما فيها 42 في المائة من الكهرباء الآتية من الطاقات المتجددة، وذلك في 2020 و52 في المائة في 2030. وأوضح المسؤول الحكومي في تصريحه ل»أخبار اليوم»، أن المغرب سائر نحو تدشين مزيد من المصانع في عدد من المناطق من بينها الحسيمة وميدلت ومدن أخرى، حيث إن «وزير الصناعة مولاي حفيظ العلمي، يشتغل حاليا على «الإيكوسيستم» المرتبط بالصناعة الطاقية، فإلى جانب المصانع المتوفرة حاليا، من المرتقب أن تدشن مصانع أخرى في عدد من المناطق، وكل مرة سنعرف استثمارات أكبر في هذا المجال خلال السنوات القليلة المقبلة». وأردف المسؤول الحكومي في تصريحه ل»أخبار اليوم» أن المغرب سيستثمر في مؤهلاته، وذلك في إطار الجهوية الموسعة التي نادى بها الخطاب الملكي، بحيث إن «كل جهة في المملكة ستجلب استثمارات مرتبطة بمؤهلاتها ما سيزيد من نسبة النمو خلال السنوات المقبلة، والجهوية بعد بضع سنوات ستصبح ثابتة وستكون الجهات متنافسة فيما بينها لجلب الاستثمارات». وفيما يتعلق بحضوره في سوق الاستثمار الإفريقية، قال الرباح، أن المغرب «واحد من القلاع الاقتصادية الكبرى في إفريقيا»، وهو ما ترجمته الخطابات الملكية العديدة، مشيرا إلى أن «الحكومة كلما وضعت مخطط أو سياسة أو برنامج معين إلا وتستحضر إفريقيا وليس فقط، بمنطق تجاري محض، وإما بمنطق الشراكة الربحية النفعية المشتركة»، مضيفا «نحن نستثمر في أكثر من 22 دولة إفريقية ناطقة بالفرنسية، فيما نذهب الآن إلى الانفتاح على الأسواق المتحدثة الإنجليزية في إفريقيا أيضا». من جانبه، نوه جان بيتر كولز، مدير مصنع سيمنس جيميسا بطنجة، بالكفاءة الكبيرة التي تتسم بها اليد العاملة المغربية، وأيضا الأطر المغاربة الذين يشتغلون في هذا المصنع، وكان لهم الإسهام الكبير في جذب الاستثمار الأجنبي. وأشار كولز، في تصريحه ل»أخبار اليوم»، إلى أن إحداث هذه الوحدة الصناعية بالمغرب تدخل في إطار الاستراتيجية الدولية للشركة الرامية لإيجاد منصات تنافسية لتصنيع وتصدير شفرات توربينات الطاقة الريحية والمصنوعة. المسؤول في الشركة العالمية، وفي تصريح خص به «أخبار اليوم»، قال أن شركة «سيمانس جاميسا» تعتبر واحدة من بين «أكبر 3 مجموعة شركات متخصصة في الطاقة الريحية بالعالم، فيما تبلغ الحصة السوقية للشركة بالمغرب 70 في المائة وتمتلك طاقة مثبتة تعادل 856 ميغاواط، كما أن القدرة الإنتاجية للمصنع تصل تقريبا إلى 600 لوحة لمروحيات الطاقة الريحية في السنة، أغلبها يتم توجيهه إلى خارج المغرب، بما فيها السوق النرويجية، الأوروبية، الشرق الأوسط، إفريقيا، وكل أنحاء العالم الذين يقبلون بشكل كبير على هذه المروحيات المغربية الصنع 100 في المائة». يذكر أن مصنع «سيمنس جاميسا» تمكن منذ إحداثه سنة 2017 من توليد توليد 840 ميغاوات من الطاقة الريحية الموزعة على 8 محطات ريحية هي العيون (5.1 ميغاوات)، وطنجة (140.2 ميغاوات)، وحومة ( 50.6 ميغاوات)، وفوم العود (50،6 ميغاواط )، والصويرة (60.4 ميغاواط )، وطرفاية (301.3 ميغاوات)، وفتيسات (201 ميغاوات). ويمتد مصنع "سيمنس غامسا"، على مساحة تصل إلى 37 ألفا و500 متر مربع، ويقع على بعد 35 كيلومترا من ميناء طنجة المتوسط، الذي يعتبر البوابة الرئيسة لتصدير إنتاج المصنع، ويندرج المصنع ضمن الشراكة المغربية -الألمانية في مجال الطاقات المتجددة، والتي انطلقت في 2012. ويتم بالمصنع إنتاج توربينات الطاقة الريحية بقدرة إنتاجية تصل إلى 4.2 ميغاواط، وشفرات المراوح بطول يصل إلى 63 مترا، وهو الإنتاج الذي يوجه للتصدير نحو بلدان أوروبية وإفريقية وبالشرق الأوسط، إلى جانب تموين بعض المشاريع الوطنية.