تسببت عاصفة رعدية، مصحوبة ب "التبروري"، شهدتها مناطق عدة بإقليمي تنغير وزاكورة مساء اليوم الأربعاء، في تسجيل خسائر كبيرة في القطاع الفلاحي، وفي المواشي، وسقوط بعض المنازل. كما أدت السيول الجارفة إلى قطع مجموعة من الطرق بمختلف المناطق بالإقليمين المذكورين أمام المارة، ومنها الطريق الجهوية رقم 704 الرابطة بين بومالن دادس وامسمرير، وبالضبط على مستوى منعرجات تسضرين نايت سدرات. وبحسب مصادر هسبريس، فإن عددا من المقاطع الطرقية، بالطريق الوطنية رقم 10 الرابطة بين ورززات والرشيدية، مقطوعة في وجه العموم بفعل حمولة الأودية والشعاب، مؤكدة أن المقطع الواقع على مستوى وادي اميضر انقطع لساعات طويلة، مشيرة إلى أن الفيضانات لم تخلف خسائر في الأرواح البشرية. وبالجماعة الترابية ايت سدرات السفلى بإقليم تنغير، توقفت حركة المرور في مجموعة من المقاطع الطرقية بالطريق الجهوية رقم 704 الرابطة بين بومالن دادس وامسمرير، بفعل انهيارات جبلية وانجراف جزء من الطريق ب "تسضرين نايت سدرات". كما تكبدت بعض الفنادق والمآوي السياحية بعض الخسائر المادية. وذكرت المصادر ذاتها أن منطقة اكنيون بإقليم تنغير سجلت بدورها خسائر فلاحية فادحة؛ إذ جرفت سيول الوادي الذي يعبر مجموعة من الدواوير عددا كبيرا من الأشجار المثمرة وهكتارات من الأراضي الفلاحية، مشيرة إلى أن سد "اوتعوي" الذي تم تشييده منذ سنة 1960 جرفته السيول، وأكدت أن أحد المواطنين فقد العشرات من رؤوس الماعز. وبدوار تولوالت بالجماعة نفسها، تكبدت الساكنة خسائر مهمة في الفلاحة والأراضي المخصصة للزراعة. وقد صرح رشيد اللوز، أحد القاطنين بهذا الدوار، في اتصال هاتفي بجريدة هسبريس الإلكترونية، بأن الأراضي الفلاحية بتولوالت تضررت بشكل كبير بفعل حمولة الوادي الذي لم تشهده المنطقة منذ عقود من الزمن، مشيرا إلى أن عددا من المحركات المستعملة في جلب الماء من الآبار جرفتها السيول، وطالب وزارة الفلاحة بجرد الخسائر الفلاحية المسجلة بهذا الدوار والدواوير المجاورة. وبمناطق إقليم زاكورة، شهد دوار تمارغين والدواوير المجاورة تساقط الأمطار بشكل غير مسبوق، كما سجلت جميع الأودية والشعاب الموجودة بالدوار المذكور والدواوير المجاورة ارتفاعا في الحمولة لم تشهد له المنطقة مثيلا، دون تسجيل خسائر في الأرواح البشرية والبهائم، إلا أن القنطرة الواقعة بالطريق الرئيسية الرابطة بين النقوب وتزارين، وبالضبط على مستوى تيمارغين، توقفت فيها حركة السير لمدة ساعة ونصف، بعدها سمحت مصالح الدرك الملكي لتزارين للعربات بالمرور فوق القنطرة. وبحسب مصادر جريدة هسبريس من الجماعة الترابية ترناتة بإقليم زاكورة، فإن حمولة وادي امركوا بالعروميات تسببت في سقوط ثلاثة منازل مشيدة بالطين، دون تسجيل أي خسائر أو إصابات بشرية. يذكر أن هذه الأودية، التي تسببت في هذا الكم الهائل من الخسائر المهمة في المواشي والفلاحة والمنازل بإقليمي تنغير وزاكورة، تضر الساكنة أكثر مما تفيدها. وفي هذا الإطار، قال لحسن رابح، فاعل جمعوي ومنتخب جماعي عن دوار تمارغين، "على الدولة أن تفكر في بناء السدود من أجل الحفاظ على الفرشة المائية وحماية الساكنة من مثل هذه الفيضانات التي تخلف سنويا خسائر بالجملة".