أشرف عبد الفتاح البجيوي، والي جهة مراكش، ومحمد العربي بلقايد، رئيس المجلس الجماعي للمراكش، على إعطاء الانطلاقة الرسمية لخدمة 15 حافلة كهربائية عالية الجودة مستوردة من جمهورية الصين الشعبية، والشروع في العمل بها، بحضور سفير الصين، ومدير الوكالة الحضرية، وعدد من المسؤولين والمستشارين الجماعيين، ورؤساء المقاطعات، وشخصيات أمنية وعسكرية. وبهذه المناسبة قال محمد العربي بلقايد، رئيس البلدية، إن شروع هذه الحافلات في تقديم خدماتها "مشروع فريد وطنيا وإفريقيا ودوليا؛ لأنه يعتمد على محطة للطاقة الشمسية تزود هذا النوع من المركبات، فيما تشتغل باقي النماذج المشابهة الفيول"، مضيفا: "بذلك سنكون حققنا السبق في مجال النقل الحضري بواسطة الطاقات النظيفة". وأورد المسؤول نفسه، ضمن تصريح أدلى به لهسبريس، أن "كل شيء في هذا المشروع صديق للبيئة؛ لأنه يرتكز على استخدام حافلات تتميز بعدم انبعاث الغازات السامة منها، من أجل الحفاظ على جودة الهواء بالمدينة، ويسعى إلى الرفع من إشعاع المدينة الحمراء كوجهة سياحية، وسيعزز مكانتها كحاضرة نموذجية في المجال البيئي والتنمية المستدامة". بلقايد أوضح أن الغلاف المالي للحافلات الكهربائية هو 25 مليون درهم، وأن شركة النقل الحضري بمدينة مراكش هي التي تكلفت بتكوين السائقين والإشراف عليهم ومتابعة عملهم، موردا أن هذه المركبات المعروفة باسم "الترام باص"، من فئة 18 مترا، يتوقع أن تقل أكثر من 45 ألف مواطن يوميا إلى مختلف أحياء المدينة. تجدر الإشارة إلى أن هذه الحافلات ستغطي كلا من خط شارع الحسن الثاني، الذي يربط بين باب دكالة وأحياء المسيرة ومحيطها، والخط الثاني الرابط بين أحياء المحاميد ووسط المدينة، عبر شارع "كماسة"، على أن يتم إطلاق خطوط أخرى لاحقا. ولتأمين تزويد هذه الحافلات بالطاقة النظيفة، تم تشييد محطة للطاقة الشمسية في المنطقة الفاصلة بين المدار الحضري بتراب مقاطعة المنارة وبداية النفوذ الترابي لجماعة سعادة بمدخل المدينة، بتعاون مع البنك الدولي. وكان المجلس الجماعي أعلن عن مشروع الحافلات الكهربائية بالتزامن مع مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية "كوب 22"، الذي احتضنته المدينة الحمراء شهر نونبر من السنة الماضية؛ لأنه يتماشى والاستراتيجية الوطنية لخفض انبعاث ثاني أوكسيد الكربون، وكذا مع التوجه الراسخ للمملكة نحو اعتماد الطاقات النظيفة من أجل الحفاظ على البيئة ومكافحة آثار التغيرات المناخية. ويهدف المشروع، الذي كان من المنتظر أن يرى النور في عهد المجلس السابق الذي ترأسته فاطمة الزهراء المنصوري عن حزب الأصالة والمعاصرة، إلى الجمع بين سعة وسرعة القطارات الخفيفة، أو نظام المترو، ومرونة وسعر وبساطة نظام الحافلات.