شرعت المدينة الحمراء ابتداء من يومه الخميس، في استخدام الحافلات الكهربائية للنقل الحضري. وبانطلاق هذه الحافلات في تقديم خدماتها تكون مدينة مراكش قد حققت السبق في مجال النقل الحضري بواسطة الطاقات النظيفة وتبصم على تجربة هي الأولى من نوعها وغير مسبوقة على المستوى الوطني والقاري. ويرتكز هذا المشروع الهام والذي من شأنه الإسهام في الرفع من إشعاع المدينة الحمراء الوجهة السياحية الأولى بالمملكة على الصعيد الدولي، على استخدام حافلات تتميز بعدم انبعاث الغازات السامة منها من أجل الحفاظ على جودة الهواء بالمدينة. وتتماشى هذه المبادرة والإستراتيجية الوطنية لخفض انبعاث ثاني أوكسيد الكربون وكذا مع التوجه الراسخ للمملكة نحو اعتماد الطاقات النظيفة من أجل الحفاظ على البيئة ومكافحة آثار التغيرات المناخية. وقد سبق أن أعلن عن هذا المشروع بالتزامن مع مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية "كوب 22" الذي احتضنته المدينة الحمراء شهر نونبر من السنة الماضية والذي لاقى نجاحا باهرا وحظي بإشادة دولية كبيرة لما أبانت عنه المدينة الحمراء من التزام اتجاه القضايا المرتبطة بالبيئة وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها وتعهداتها في هذا المجال. كما يعكس هذا المشروع، الذي سيعزز مكانة مراكش كحاضرة نموذجية في المجال البيئي والتنمية المستدامة، الرغبة الأكيدة للمسؤولين على تدبير الشأن المحلي بالمدينة في ضمان استدامة الحفاظ على البيئة على ضوء هذا النجاح. وستعتمد هذه الحافلات الجديدة، والتي ستغطي الخط الذي يمر عبر شارع الحسن الثاني والرابط بين باب دكالة وأحياء المسيرة و محيطها، والخط الثاني الرابط بين أحياء المحاميد ووسط المدينة عبر الطريق المخصصة في شارع "كماسة" على أن تغطي، لاحقا، باقي الشوارع والمقاطعات، نفس النظام الذي تعمل به خطوط "الترامواي" في كل من الرباط والبيضاء، وستوفر ولوجيات لفائدة ذوي الاحتياجات الخاصة. ولتأمين تزويد هذه الحافلات بالطاقة النظيفة تم انجاز محطة للطاقة الشمسية تتواجد في مدخل المدينة في المنطقة الفاصلة بين المدار الحضري بتراب مقاطعة المنارة، وبداية النفوذ الترابي لجماعة سعادة، بتعاون مع البنك الدولي. ويتوقع أن تمكن هذه الحافلات المعروفة باسم "الترام باص"، من فئة 18 مترا، من نقل أكثر من 45 ألف مواطن يوميا باتجاه مختلف أحياء المدينة.