اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الإثنين، بعدة مواضيع، أبرزها، زيارة الرئيس المصري إلى الإمارات، ومشاركة مصر في اجتماعات الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، وتنظيم اقليم كردستان العراق للاستفتاء للانفصال عن بغداد، فضلا عن العلاقات اللبنانية السورية واحتفال المملكة العربية السعودية بيومها الوطني، وتوتر علاقة طهران بالإدارة الأمريكية على خلفية برنامجها النووي. ففي مصر، تطرقت صحيفة (الأهرام) في افتتاحيتها، إلى الزيارة التي يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أبوظبي، وكتبت أن العلاقات المتميزة ما بين مصر والإمارات، "اكتسبت عمقا كبيرا بالنظر إلى خصوصية العلاقات بين البلدين، وما يربط بينهما من تعاون متشعب على جميع الأصعدة". وأضافت أن الأيام والأحداث تثبت "مدى الترابط الكبير ما بين مصر والإمارات، والمشاعر الأخوية الصادقة التي تجمع ما بين شعبي البلدين، بالإضافة إلى عمق الود والتفاهم ما بين القيادة المصرية والقيادة الإماراتية". وأشارت إلى أن محادثات القيادة السياسية المصرية مع قادة دولة الإمارات سوف تتطرق إلى جميع القضايا التي تمثل تحديا للعرب جميعا، من قبيل تطورات عملية السلام، والموقف في العراقوسوريا وليبيا واليمن. من جهتها، نشرت يومية (الجمهورية) مقالا للكاتب محمد السيد العزاوي قال فيه إن مشاركة مصر في اجتماعات الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة كانت "متميزة"، بعدما نجحت القاهرة في استعادة ريادتها ومكانتها الدولية لتشارك بقوة في صناعة القرار الدولي. وأضاف الكاتب أن كافة دول العالم استمعت خلال هذه الاجتماعات، لرؤية مصر في حفظ السلام العالمي ووقفت بالمناسبة على حجم الجهود التي تبذلها مصر لمكافحة الإرهاب والمساعي التي فتحتها على مسارات مختلفة ومتعددة لحل العديد من النزاعات والمشاكل الإقليمية كالأزمة الليبية والمشكلة الفلسطينية وإحياء مسار التشاور مع إسرائيل لوضع حل نهائي للقضية الفلسطينية. وبخصوص تنظيم اقليم كردستان العراق للاستفتاء للانفصال عن العراق، نشرت صحيفة (الأخبار) مقالا للكاتب محمد بركات، اشار فيه إلى أنه بعد فشل المحاولات التي بذلت في الساعات الأخيرة لإلغاء الاستفتاء أو وقفه، في ظل الاصرار الكردي الواضح على المضي قدما لإجرائه رغم الرفض العراقي لذلك، هناك شبه اجماع بين كل المتابعين والمراقبين للمشهد الجاري على الأراضي العراقية الآن، على خطورة الأوضاع المترتبة على هذه الخطوة، في ظل الرغبة المؤكدة من جانب الأكراد على الانفصال عن العراق، وإقامة الدولة الكردية المستقلة في كردستان. وأضاف أن الجميع يرى أن الانفصال سيكون ايذانا بحدوث اضطرابات شديدة بالمنطقة، وان هذه الاضطرابات لن تقتصر علي العراق فقط، بل انها ستمتد لتشمل المناطق الكردية في سوريا وتركيا وإيران، وقد يصل مداها إلي أبعد من ذلك، أي انها ستطيح بالأمن والاستقرار في المنطقة كلها. وفي لبنان، تركز اهتمام الصحف على موضوع استفتاء اقليم كردستان والعلاقات اللبنانية السورية. وفي هذا الصدد، قالت صحيفة (المستقبل) إنه في ظل أجواء الترقب قبيل موعد إجراء الاستفتاء على استقلال كردستان العراق، ووسط الخشية من حدوث اضطرابات في ظل تحذيرات متتالية من دول الجوار التي أبدت معارضتها بشدة، يتوجه أكراد العراق اليوم إلى صناديق الاقتراع بعدما أخفقت كل الوساطات الداخلية والدولية والتهديدات الإقليمية، في ثني رئيس القيادة الكردية عن الإقدام على هذه الخطوة. وأشارت إلى أن التهديدات تصاعدت وأصبحت أكثر وضوحا داخل العراق وخارجه ضد إقليم كردستان، حيث أوقفت إيران جميع الرحلات إلى مطارات أربيل والسليمانية، وكذلك جميع الرحلات الجوية المنطلقة من كردستان العراق والتي تعبر أجواء إيران، وشهدت مناطق الغابات الحدودية التابعة لإقليم كردستان العراق، عمليات قصف مدفعي كثيفة من الجانب الإيراني، كما أعلنت رئاسة الأركان التركية أن مقاتلات تابعة لسلاح الجو التركي نفذت، غارات على مواقع لعناصر تنظيم "حزب العمال الكردستاني" شمال العراق. وبخصوص العلاقة مع سوريا، كتبت صحيفة (الديار) أن تصعيدا جديدا في المواقف برز مؤخرا من قبل وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي اتهم الوزير جبران باسيل بخرق البيان الوزاري عبر اجتماعه بوزير الخارجية السوري وليد المعلم، واتهامه أيضا بالاعتداء سياسيا على رئيس الحكومة سعد الحريري، وبأن الأخير وفريقه السياسي سيردان على هذا "الخرق" بكل الوسائل وأولها حسب معلومات تداولتها وسائل الإعلام أن المشنوق اعتذر عن مرافقة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في رحلته إلى فرنسا التي تبدأ صباح اليوم. وفي السعودية، واصلت الصحف المحلية تركيز اهتمامها على احتفال المملكة بيومها الوطني من خلال الفعاليات والأنشطة المخلدة للذكرى السابعة والثمانين لتأسيس المملكة، والتي أقامتها الهيئة العامة للترفيه في معظم المدن السعودية لإبراز دلالة ورمزية هذا الحدث المهم في تاريخ المملكة. وذكرت افتتاحيات الصحف الصادرة اليوم بمظاهر الاحتفال بهذا الحدث الذي انطلقت مسيرته منذ عهد مؤسس الدولة السعودية الحديثة الملك الراحل عبد العزيز بن عبد الرحمان آل سعود قبل 87 عاما، مبرزة في هذا السياق مسيرة الإنجازات وكسب رهانات الحاضر والتطلع نحو المستقبل. وارتباطا بقرار إدارة كردستان العراق إجراء الاستفتاء حول مستقبل الإقليم، شدد مقال في يومية (الجزيرة) على أن "الاستقلال الكامل لكردستان العراق غير وارد على المدى القريب فلا الظروف الداخلية للإقليم مهيأة، ولا الظروف الإقليمية مناسبة، ليظل الهدف المرحلي من الاستفتاء هو الحصول على مزيد من التنازلات من الحكومة المركزية". وفي ضوء ذلك، أكد كاتب المقال على أن "جميع الدول المجاورة وأمريكا قد تربح أو لا تخسر من هذا الاستفتاء، ما عدا إيران التي ستخسر نفوذها شمال العراق، وقد تلجأ لتحريك وكلائها من المليشيات ضد البشمركة لاستمرار نفوذها هناك، فيما ستدخل الحكومة المركزية في بغداد في مفاوضات جديدة (خاصة حول الحدود والنفط) وستقدم مزيدا من التنازلات لحكومة كردستان". وفي سياق التوتر الذي طفا مجددا على علاقة طهران بالإدارة الأمريكية على خلفية برنامجها النووي، أكد مقال في يومية (عكاظ) أن "إيران تمضي في سعيها لامتلاك القدرات النووية على خطى كوريا الشمالية، ولن تمنعها عقوبات الغرب ولا تهديداته الإعلامية من بلوغ غايتها، تماما كما فعلت كوريا الشمالية". وقال كاتب المقال "نشاهد حاليا كيف يقف العالم عاجزا أمام امتلاك كوريا الشمالية القدرات النووية، فرغم كل التهديدات التي يطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، (...) إلا أنها لن تتجاوز سقف الصوت، وهو ما سيحدث أيضا مع البرنامج النووي الإيراني عندما نفيق ذات صباح على خبر إجراء إيران تفجيرها النووي الأول، ما لم يكن المجتمع الدولي مستعدا فعلا لوقف البرنامج النووي الإيراني قبل أن يلحق بالكوري الشمالي". وفي قطر، اهتمت (الوطن) و(الراية) و(الشرق) و(العرب)، في افتتاحياتها ومقالات بعض رؤساء التحرير، بالاستقبال الذي حظي به أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لدى عودته مساء أمس الى الدوحة بعد جولته في تركيا وألمانيا وفرنسا ومشاركته في اجتماعات الدورة 72 للأمم المتحدة بنيويورك. وقالت إن هذا الاستقبال "حمل عدة رسائل بارزة وصلت للعالم"، منها على الخصوص أن "أهل قطر عائلة واحدة"، وأن قطر "دولة منفتحة على العالم الحر والديمقراطي وعلى الحوار الجاد والمسؤول"، وأنها "ستبقى تتمتع بسياسة مستقلة لا تضر الأشقاء، ومبنية على الحوار مع الجوار، على قاعدة احترام سيادة الدول، ولا ضرر أو ضرار". وبالأردن، وتحت عنوان "استفتاء كردستان وحرب الإرهاب"، كتبت صحيفة (الرأي) أن الاستفتاء الشعبي على انفصال كردستان العراقي المقرر اليوم الاثنين، يمهد الطريق نحو استقلال كردستان نظريا، لكن الاستقلال الفعلي يتطلب جملة من الشروط الذاتية والموضوعية لا تتوفر حاليا، في ظل معارضة دولية وإقليمية ومحلية واسعة. وأضافت أن الخطر الأكبر في الإصرار على الاستفتاء هو بروز اختلال صيغة عراق ما بعد الاحتلال والتسليم بهويتها العراق الشيعية، الأمر الذي سيعمل على انفجار الهوية السنية وصعود (داعش) أخرى، حيث تختلط حروب الإرهاب بحروب الهوية وسط غياب أي مشروع ورؤية سياسية مغايرة للهويات. وارتباطا بالموضوع ذاته، نشرت صحيفة (الدستور) مقالا بعنوان "الاستفتاء الكردي خطر جديد"، قالت فيه إن الإصرار على إجراء الاستفتاء المدعوم برغبة حقيقية لدى الأكراد بالإنفصال عن الدولة العراقية وعن الجسم العربي بشكل عام، سيولد صراعا صعبا في المنطقة قد يكون تأثيره على المنطقة أكبر من أي صراع سابق، ويعيد المنطقة إلى الصفر بعد التقدم الذي حصل في مكافحة تنظيم (داعش) الإرهابي. وأشارت إلى أن القرار السياسي يجب أن يكون واعيا وأن لا ينقاد إلى العواطف، وبالتالي، تضيف الصحيفة، فإن القيادة الكردية في إقليم كردستان مطالبة بالحفاظ على إنجازاته التي تحققت خلال السنوات الماضية، وعدم هدمها بقرار متسرع ضد إرادة المجتمع الدولي في هذا التوقيت بالذات. ومن جانبها، كتبت صحيفة (الغد) تحت عنوان "استفتاء في مهب الريح" أنه بعيدا عن نتيجة الاستفتاء الذي يقوم به إقليم كردستان/ العراق اليوم، فإن المؤشرات والمعطيات تشير إلى أن ما يجري في الإقليم عبارة عن قفزة في الهواء، في ظل رفض دول الجوار للنتائج وما سيترتب عليها، يرافق ذلك عدم دعم أي دولة في العالم للاستفتاء باستثناء إسرائيل، وهو دعم خبيث يراد منه فتح باب لإسرائيل للذهاب بمخططاتها الاستعمارية لأبعد قدر ممكن، تقول الصحيفة. واعتبرت أن جر الشعب العراقي من أصل كردي في اتجاه استفتاء، ووضع أحلام دولة، قد لا تأتي جراء رفض الدول المحيطة، في مخيلتهم، يتحمل مسؤوليته الزعماء الأكراد وعلى رأسهم البرزاني، الذي يريد تكرار تجربة أبيه الفاشلة، مشيرة إلى أن الاستفتاء مهما كانت نتيجته سيكون في مهب الريح، وسيكون أكراد العراق وكأنهم في سجن كبير في ظل محاصرة دول الجوار لهم.