لفت انتباهي وأنا أتصفح جريدة هسبريس الإلكترونية مقال تحت عنوان [نقاش في بيت الإسلاميين حول الحراك في المغرب] فتحت الموضوع فإذا بي بسعيد لكحل مرة أخرى يعبث في ما ليس له فيه إلا الدعوى والبلوى. يقول: [إن أول ما يقرأ من هذه الرسالة (يقصد رسالتي إلى جماعة العدل والإحسان) هو أن الفيزازي حاول ''التكفير عن خطأ سياسي ارتكبه في حواره مع جريدة المساء لما صرح أنه في خندق واحد مع جماعة العدل والإحسان. وهذا خطأ لا يمكن أن يسقط فيه شيخ داعية يفترض فيه أن يكون على دراية واطلاع بأهداف الجماعة واستراتيجيتها. فالشيخ أراد بهذه الرسالة إبراء ذمته مما تدعو إليه الجماعة، ومغادرة الخندق الذي توجد فيه حتى (لا) يزر وازرة الجماعة''.] قلت هذا خير صحيح على الإطلاق، وفيه دليل آخر على أن لكحل لا يبحث بجد. وكل ما قرأه في جريدة المساء هو العنوان الذي ليس من مقولي أبدا، بل هو من الصحافي الذي وضعه مجانبا للصواب. العنوان الخطأ هو: [الفيزازي: وجدت نفسي في خندق واحد مع الشيخ عبد السلام ياسين بعد خروجي من السجن] جريدة المساء عدد: 1502 الخميس 21 / 07 / 2011 وليسمح لي سعيد لكحل أن أرد عليه نفس عبارته التي قالها في حقي مع كونه أحق بها وأهلها: [وهذا خطأ لا يمكن أن يسقط فيه باحث في شؤون الجماعات الإسلامي يفترض فيه أن يكون على دراية واطلاع بأهداف الجماعات الإسلامية واستراتيجيتها] ذلك لأنه لو كان لكحل باحثا حقيقيا لما اكتفى بقراءة العنوان دون أن يكلف نفسه عناء قراءة الموضوع قراءة متأنية يبني عليها بحثه للنشر. ولو قرأ الموضوع لوجد عكس ما طرح في العنوان. وإليك ما قلته بالحرف بهذا الخصوص في نفس العدد: [الآن، عبد السلام ياسين اختار طريقه، وأظن أن طريقي مغاير لما اختاره هو. أنا اخترت نوعا ما خندق تغيير الفساد من داخل النظام. نعم، أنا والشيخ ياسين، بدون شك، نتفق على ضرورة إسقاط الفساد والاستبداد ووجوب تقديم ناهبي المال العام لمحاكمات علنية] [ما يعنيني الآن هو أين أنا وأين عبد السلام ياسين من الواقع اليومي، في خضم هذا الحراك الشعبي؟ الآن هناك خنادق، والكل يتخندق حيث يرى أن الحق موجود. نعم كل منا مع إسقاط الفساد والظلم، لكن كلا منا يرى من منظوره الخاص الطريق المثلى للوصول إلى هذه الأهداف.] أترك لسعيد لكحل التأمل في هذا الخطأ الفادح، وأرجو أن يمتلك من الشجاعة الأدبية ما يدفعه للاعتذار من نفس منبر هسبريس.. أما أنا فأكتفي بهذا القدر الذي يفي بالغرض. ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. الموقع الخاص على الإنترنيت: www.elfazazi.com