قال عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، إن الحكومة المغربية، في إطار جهودها لمكافحة الإرهاب، تعمل على استراتيجية جديدة لتعقب المغاربة المتطرفين في أوروبا. وأضاف الخيام، في حوار مع الوكالة الأميركية "أسوشيتد برس" نقلته صحيفة "واشنطن بوست"، أن منع تطرف مغاربة الخارج يكتسي أهمية بالغة، خصوصاً بعد الحادث الإرهابي الذي تورط فيه شباب من أصول مغربية الشهر الماضي في إسبانيا. وقال مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية في الحوار ذاته: "كنت خائفاً إزاء ما حدث في برشلونة لأن هؤلاء الشباب كلهم من أصول مغربية، وآباؤهم مغاربة لا يربطهم بالمغرب سوى المنشأ والعائلة". وأضاف المسؤول المغربي أنه يتعين على "الحكومة المغربية أن تتبنى طريقة جديدة للسيطرة على هؤلاء العائدين إلى المغرب وتعقبهم وجمع المعلومات الاستخباراتية حولهم". ولم يكشف الخيام، في الحوار الذي أجرته معه الوكالة الأميركية بمقر المكتب المركزي للأبحاث القضائية بمدينة سلا، تفاصيل إجراءات المراقبة التي ستتضمنها الاستراتيجية الجديدة، لكنه شدد على أهمية التعاون الاستخباراتي عبر الحدود، وأشار إلى أن ال"BCIJ" يعمل على إقامة مكاتب تابعة له في الدول الشريكة. وقام المكتب المركزي للأبحاث القضائية، منذ إحداثه قبل عامين، بتفكيك 42 خلية إرهابية تابعة ل"داعش"، وخمس خلايا إرهابية أخرى، وجرى اعتقال 85 رجلاً و14 امرأة و27 طفلاً من العائدين من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق وليبيا. ويشكل المغاربة نسبة كبيرة من المقاتلين الأجانب في "داعش"بعد السعودية وتونس، ويصل عددهم إلى 1664، وقد تورط عدد من المغاربة مزدوجي الجنسية في عدد من الهجمات الإرهابية في أوروبا ما بين 2015 و2016. وأوضح الخيام أن الحكومة المغربية تقر بالحاجة إلى حل جذور التطرف من خلال محاربة الفقر، وتدريب أئمة معتدلين، وحظر الدعاة المتطرفين، وإعادة إدماج المتطرفين السابقين. وحذر مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية من خطر المغاربة الذين أصبحوا متطرفين في أوروبا ويرغبون في شن هجمات بالمغرب، وأعطى المثال برجل كان يعيش في كتالونيا اعتنق التطرف في الشهر الماضي، رغم عدم وجود علاقة له مع الحادث الإرهابي ببرشلونة، وتم استجوابه من قبل السلطات المغربية ووجدت أنه كان يخطط لتنفيذ هجمات في المغرب. وأضاف أن المكتب المركزي للأبحاث القضائية ساعد في تحديد هويات المتهمين في هجوم برشلونة، ويعمل بشكل وثيق مع السلطات الإسبانية في التحقيق حول الحادث الإرهابي، كما كان للمكتب دور فعال في مساعدة فرنسا على العثور على المشتبه فيه الرئيسي في هجمات نونبر 2015 بمسرح باتكلان. وقالت الوكالة الأميركية في قصاصتها إن محاربة "التطرف مهم للحفاظ على سمعة المغرب كمنارة للاستقرار في منطقة متقلبة، كما أن الملك محمدا السادس يتحدث باستمرار ضد التعصب الديني في خطاباته"، وأضافت أن "الخبراء يربطون تطرف المغاربة في أوروبا بتحديات الاندماج واحتدام الصراع بين ثقافتين وهويتين".