صنف تقرير بريطاني حديث المغرب، من ضمن الدول الأكثر ولوجا لمنشورات «تنظيم داعش» الدعائية على الإنترنت، بعدد نقرات بلغ 3638، بعد كل من مصر، واليمن، والجزائر، والأردن. التقرير الذي أنجزته مؤسسة «بوليسي إكستشاينج» البحثية، والتي يوجد مقرها في العاصمة البريطانية، لندن، ذكر أن تنظيم داعش، ينتج أكثر من مئة مادة جديدة وفيديو وصحيفة أسبوعيا، الأمر الذي يعني وفق التقرير، أن القول بتراجع نشاط الجماعات الإرهابية في الفضاء الإلكتروني «مبالغ فيه إلى حد كبير»، مضيفا «خلال حوالي عام مضى، استمر التنظيم في إنتاج محتويات دعائية على الإنترنت، على الرغم من مقتل قيادات بارزة فيه، وخسارته لعدد من الأراضي، مما قد يفسر ضعف قوته». محمد مصباح، الباحث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط، يرى أن هذا التقرير، ركز على جرد المواطنين الذي يكون دافعهم غالبا، حب الاكتشاف والفضول، «لأن مستخدمي الإنترنت الذي يتخذونه مطية لتنفيذ مخططات إرهابية، يستخدمون ما يسمى ب»ديب ويب» أو الإنترنت العميق، وذلك عبر اتخاذهم أسماء مستعارة وهويات منتحلة، وبالتالي لا يمكن تعقب أثرهم»، مضيفا «طبيعي أن يكون عدد المغاربة المشاهدين لمنشورات داعش كبير، لكونها تكون باللغة العربية، ولكون الحديث عن الموضوع في المغرب أخذ حيزا مهما، الأمر الذي يدفع كثيرا منهم للاستكشاف ولمعرفة المزيد عن الموضوع، بحسن نية». مصباح، نبه إلى أنه «لا يمكن إنكار أن كثيرا من المغاربة يتطرفون عبر المحتوى الرقمي، وقد أكد الخيام أن 80 في المائة من الذين قُبض عليهم تركوا آثارا في الإنترنت»، غير أنه حذر في المقابل، من «استغلال هذا المعطى للتضييق على حرية الناس الرقمية، واقتحام خصوصيتهم»، مشيرا إلى أنه «في الدول المتقدمة «هناك ما يسمى بالقائمة السوداء، وهي خاصة بالذين يترددون باستمرار على مثل تلك المواقع، ثم يشرعون في الانتقال إلى خطوات أخرى، كربط الاتصال بجهات مشبوهة مثلا، ومثل هؤلاء من يتعقب أثرهم ويراقبون». التقرير أشار إلى أن داعش نشر دعايته الرقمية، عبر مجموعة كبيرة من المنصات الإلكترونية، بما فيها خدمات مشاركة الملفات ومنصات الرسائل المشفرة، ومواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وغوغل وتويتر. الشركات المعنية، أقرت بجسامة التحدي، وأكدت أنها بذلت جهودا كبيرة لمكافحة المحتويات المتطرفة، إذ وصفت شركة غوغل التطرف، عبر الإنترنت، بأنه «تحدٍ خطير لنا جميعا»، كما ذكرت شركة فيسبوك، أنها تعمل «بقوة لإزالة المحتويات الإرهابية» من موقعها، وإنها «طورت قاعدة بيانات تشاركية لصناعة الإنترنت من «دالات التجزئة»، وهي بصمة رقمية فريدة، تصنف الفيديوهات والصور المتطرفة والعنيفة، في حين أوضحت شركة تويتر أن المحتويات الإرهابية ليس لها مكان على منصتها. التقرير الذي تضمنته 130 صفحة، وضع دول بريطانيا والولايات المتحدةالأمريكية، وتركيا والمملكة العربية السعودية، على «رأس قائمة مستهلكي مقاطع الفيديو التي تصدرها جماعات «داعش» الإرهابية في الإنترنت. مارتن فرامبتون، الأستاذ في جامعة كوين ماري، والمشرف على إعداد التقرير، قال إن «داعش مازالت تضخ الكثير من المواد على الإنترنت، أكثر من أي وقت مضى، وهناك عشرات الآلاف من الأشخاص، في عدد من البلدان، يبحثون عن تلك المحتويات». واستدرك المتحدث، «لكن الجيد هو العمل الذي تقوم به الشركات العملاقة العاملة في مجال الإنترنت، للحد مما هو متاح من تلك المحتويات»، مضيفا «من الصعب كسب الحرب على الإنترنت، وقد أكدت موجات العمليات الإرهابية في بريطانيا وأوروبا أن التطرف عبر الإنترنت يمثل خطرا حقيقيا، يجب مكافحته بكل ما يمكن». من جهته، أكد قائد الجيش الأمريكي السابق، الجنرال ديفيد بيترإيوس، الذي كتب مقدمة التقرير، «أن جهود مكافحة التطرف على الإنترنت» غير كافية، مضيفا «أن تفجيرات مترو لندن، التي وقعت الأسبوع الماضي، تسلط الضوء مرة أخرى بوضوح على الطبيعة الآنية والواسعة لذلك التهديد». هذا، وسبق لعبدالحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، أن كشف عن عزم الحكومة المغربية، في إطار جهودها لمكافحة الإرهاب، تبني استراتيجية جديدة لتعقب المغاربة المتطرفين في أوروبا، وجمع المعلومات الاستخباراتية حولهم». وشدد الخيام، في حوار أجرته معه الوكالة الأمريكية، «أسوشيتد برس» على أهمية التعاون الاستخباراتي عبر الحدود، مشيرا إلى أن ال»BCIJ»، يعمل على إقامة مكاتب تابعة له في الدول الشريكة.