في عدد الأسبوع الماضي من مجلة "نيشان" ، أشار أحمد بنشمسي (الصورة) إلى معلومة خطيرة جدا في افتتاحيته التي كتبها تحت عنوان " أشتا تا تا " ، وهي أن الأمطار لا تخلف موعدها ، وتسقط دائما في المغرب مباشرة بعد مرور أيام قليلة على صلاة الاستسقاء التي يدعو إليها الملك . "" بمعنى آخر أن" هاد الصلاة ديال الاستسقاء ديما كاتصدق ، أوديما كاتجي لاصقة مع التوقعات ديال الأرصاد الجوية ! " . كما قال بنشمسي. وللذين لم يفهموا بعد شيئا من هذا الكلام ، سنشرح لهم أن ما يقصده الرجل هو أن أمير المؤمنين لا يصدر تعليماته السامية إلى الأمة من أجل الخروج لأداء صلاة الاستسقاء في مختلف مساجد المملكة إلا بعد أن يكون قد توصل من السيد محمد بلعوشي رئيس مصلحة الأرصاد الجوية بمعلومات شبه مؤكدة تدل على أن الأمطار جاية فالطريق ! إذا كان هذا الأمر صحيحا ، فأنا أستطيع أن أقول بأن سبب انحباس الأمطار عن بلدنا لا يعود إلى المعاصي التي نقترفها بالعرارم كما يدعي الفقهاء ، بل إلى هذا التلاعب الخطير بالدين . أحمد بنشمسي أضاف في افتتاحيته المتميزة أنه " إلى غاية الستينات من القرن الماضي ، كان أئمة المساجد هوما اللي كايطلبو من الناس باش يقيمو صلاة الاستسقاء ، ومنذ أن تم اكتشاف الميتيو ( حالة الطقس زعما ) ولى الملك هو اللي كايطلب من الشعب باش يقيم صلاة الاستسقاء ، وفي الوقت المناسب بطبيعة الحال ، والهدف من وراء ذلك هو جعل الناس يعتقدون أن أمير المؤمنين لديه القدرة لكي يتدخل بشكل ناجع لدى الله عز وجل لكي يغسل ذنوب المسلمين ويسقي أراضيهم . وديما كاتصدق !" يقول بنشمسي . إذا كانت الأمور تمشي على هذا الحال ، بحال والو شي نهار يديرو صلاة الاستسقاء من أجل نزول المطر ، ويصدق الحجر هو اللي ينزل من السماء ، بحال كي وقع لقوم لوط ! فالحقيقة والله العظيم هاد الدين الإسلامي مسكين يلا مظلوم عندنا بلا قياس . أمير المؤمنين يستغله من أجل جعل صورته تترسخ في أذهاننا على أنه شخص طاهر يستطيع أن يتدخل لدى الله في أي وقت أراد ، ووزير الأوقاف يستغله من أجل توزيع أحباس المسلمين على الشخصيات النافذة في الدولة ، و "العلماء" ديال المجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية المحلية ضاربينها بالطم ، ولا يستطيعون فتح أفواههم حتى للتنديد بأبسط مظاهر الفساد التي يحرمها الإسلام ، وآخرها ما حدث في القصر الكبير ، بينما الأئمة الذين يصعدون على المنابر يوم الجمعة لا يستطيع أحدهم أن يتجاوز الخطوط الحمراء التي ترسمها لهم وزارة الأوقاف ، ومن تجرأ على ذلك يكون مصيره الطرد ليلتحق بجيوش العاطلين ، والإرهابيون يستغلونه من أجل التغرير بالشباب وقتل الأبرياء ببرودة أعصاب مرعبة . وإذا كان الإسلام يتعرض لكل هذا الاستغلال البشع من أجل تحقيق مصالح مختلفة ، فلا يسعنا إلا أن نضع أيدينا على قلوبنا خشية أن تنزل علينا كارثة من السماء . الحاصول الله يخرج الحريرة ديال هاد المغرب على خير وصافي . almassae.maktoobblog.com