علمت جريدة هسبريس الإلكترونية، من مصادر اتحادية، أن إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، التقى ليلة السبت عددا من القياديين المعارضين له، الذين أصبحوا يعرفون إعلاميا ب"الغاضبين العشرة". وحسب مصادر الجريدة فإن اللقاء، الذي عرف حضور الوزير الأول السابق عبد الرحمان اليوسفي، تم بمنزل القيادي كمال الديساوي، أحد القادة "العشرة الغاضبين"، الذي أقام حفل زفاف لابنه مهدي بحي "لاكولين" بالدار البيضاء، حيث طوى لشكر صفحة الخلاف معه، وحل مرفوقا بالحبيب المالكي، رئيس اللجنة الإدارية للحزب ورئيس مجلس النواب. وأضافت المصادر أن "المائدة السياسية" التي ترأسها اليوسفي شاركت فيها حسناء أبو زيد، التي كانت على خلاف كبير مع لشكر إبان فترة المؤتمر العاشر للحزب؛ فدخل الجميع في حديث مطول بحضور عبد الكبير طبيح ومحمد درويش، المعارضين للشكر. وأشارت المصادر نفسها إلى أن نقاشا دار بين المعنيين حول الخلافات التي نشبت بينهم في وقت سابق، وهو ما يعتقد معه أن الأزمة بين الكاتب الأول وباقي الأعضاء المعارضين قد تخبو قريبا. ولم تستبعد مصادر الجريدة أن يتطرق المجتمعون في "مائدة في آي بي" إلى وضعية الحزب ومستقبله، خاصة في ظل تداول عدد من الاتحاديين قرب إعلان مؤتمر استثنائي، سيعلن فيه إدريس لشكر استقالته من الحزب، على غرار ما قام به إلياس العماري، أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة، تجاوبا مع خطاب الملك في ذكرى عيد العرش. ولفتت إلى أن ما يبرز وجود توجه نحو مؤتمر استثنائي يُمكِّن من مغادرة لشكر للحزب ما تعلق بالهجمة الأخيرة على أبنائه واتهامه بالتدخل لتعيين ابنته خولة سفيرة للمملكة، وابنه حسن مدير ديوان بوزارة الوظيفة العمومية التي يقودها الاتحادي بنعبد القادر. كما أن لشكر، تضيف المصادر نفسها، بات يعي أن زمن الشعبوية قد ولى، وهو ما أضحى يجعله يفكر في مغادرة الحزب، لاسيما أن أمناء عامين لأحزاب أخرى، على رأسهم العماري، ثم عبد الإله بنكيران، وحميد شباط، انتهى دورهم، ولم يعد لهم تأثير في المشهد الحزبي، وباتوا قريبين من التخلي عن زعامة أحزابهم. غير أن لشكر، تؤكد مصادرنا، "يرفض أن يكون هناك حل دون موافقته عليه". وفي وقت أشارت مصادرنا إلى أن هذا الاجتماع حول هذه "المائدة السياسية" في حفل زفاف لم يأت اعتباطا، وإنما جرى التنسيق له استعدادا للخطوات المقبلة، نفى مصدر من داخل الحزب هذا الأمر، مشيرا إلى أن "اللقاء جد عادي، ولم تتم فيه مناقشة أي أمر يتعلق بالحزب".