مفاجأة غير متوقعة أعدها أساتذة السلم التاسع تزامنا مع الدخول المدرسي، الذي سينطلق غدا الخميس، لمحمد حصاد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي؛ فقد أعلن تنسيق، يضم النقابات التعليمية الست الأكثر تمثيلية، تنفيذ أساتذة "الزنزانة 9" لإضراب وطني واعتصام لمدة 48 ساعة. الائتلاف النقابي المذكور قال إنه أعد برنامجا احتجاجيا تصعيديا سينطلق مباشرة بعد تاريخ التوقيع على محاضر الدخول المدرسي المعتاد، والذي يصادف اليوم الأربعاء؛ وهو الاحتجاج الذي سينفذ في شكل إضراب واعتصام لمدة 48 ساعة أمام مقر وزارة التربية الوطنية، يومي الثلاثاء والأربعاء من الأسبوع المقبل. بلاغ صادر عن التنسيق النقابي السداسي، توصلت به هسبريس، أورد أن الخطوة الاحتجاجية تأتي "أمام تعنت التحجر الذي واجهت به الوزارة الوصية ملف الزنزانة 9، وبعد استنفاد جميع سبل الحوار الممكنة وسلوك جميع الطرق الودية"، مشددا على أن قطاع التعليم بالمغرب يبقى "كارثيا". واعتبر الأساتذة الغاضبون أن الحوار الاجتماعي بين النقابات التعليمية الست الأكثر تمثيلية و"وزارة حصاد" لم يأت بجديد "بالرغم من الإقرار بمشروعية الملف ومظلوميته، فإن التحفظ كان سيد الموقف؛ بل لم تكلف الوزارة نفسها عناء طرح حلول حقيقية لوقف هذا النزيف الإداري والاجتماعي الذي عمّر طويلا"، معتبرين أن الإبقاء على السلم التاسع يعدّ "أكبر مهزلة يعيشها القطاع". وجدّدت النقابات مطالب الأساتذة المعنيين، والمتمثلة أساسا في إلغاء السلم التاسع و"الترقية الاستثنائية بأثر رجعي إداري ومالي منذ الموسم 2012-2013" و"فتح الولوج إلى مسلك الإدارة التربوية أمام الأساتذة غير الحاصلين على الإجازة ورفع كل أشكال التمييز ضدهم"، مع "تسهيل عملية التسجيل في الجامعات لمتابعة الدراسة للأساتذة بناء على آخر شهادة جامعية محصل عليها" بجانب مطلب "الإفراج عن تعويضات العمل بالعالم القروي". محمد بوخريص، المنسق الوطني للتنسيق النقابي لأساتذة السلم التاسع، قال لهسبريس إن الاحتجاج المحدد موعده الأسبوع المقبل "خطوة أولى لتدشين الموسم المدرسي الجاري، سيتبعها اعتصام وإضراب لمدة 72 ساعة، وسنصل إلى مرحلة من التصعيد ستشمل تنفيذ إضراب مفتوح حتى تحقيق مطالبنا المشروعة". ويورد المتحدث: "لا ننتظر أن تقدم لنا الوزارة الوصية الحل في طبق من ذهب، لأن الاحتجاج ليس وليد اليوم؛ بل انطلق منذ ست سنوات، وكانت النتيجة هي نهج السياسة نفسها: الآذان الصماء في التعاطي مع احتجاجاتنا ومطالبنا"، مضيفا أن جميع الشركاء التربويين يجمعون على أن "السلم التاسع هو أكبر مهزلة يعرفها قطاع التعليم في المغرب". وفيما شدد بوخريص على أن الأساتذة المعنيين ماضون في خطواتهم التصعيدية، نبه إلى أن السلم التاسع جرى توقيف العمل به منذ 2012 "وكل التوظيفات الجديدة ترتب في السلمين ال10 وال11؛ وهو ما يجعلنا أمام خرق إداري سافر لكل شعارات ومبادئ الإنصاف والمساواة والتكافؤ في الفرص التي يكفلها الدستور".