كشف "سبايس واتش"، الموقع المتخصص في علوم الفضاء، معطيات جديدة عن أول قمر صناعي تستعد المملكة لإطلاقه الشهر المقبل من قاعدة إطلاق تابعة لمنطقة غويانا الفرنسية؛ وذلك لتعزيز قدراتها الأمنية والاستخباراتية، بعد صفقة فرنسية مغربية تمت سنة 2013، وجرى بموجبها اقتناء قمرين صناعيين بحوالي 500 مليون أورو. المعطيات المتوفرة تشير إلى أن القمر الصناعي الجديد من صنع الشركتين الفرنسيتين "إيرباص ديفانس أند سبايس" و"تاليس إيلينيا سبايس"، المتخصصتين في تصميم الأقمار الصناعية والطائرات الحربية وطائرات ال"درون" بدون طيار والصواريخ وحاملات الصواريخ وغيرها من المعدات المتطورة. وجرى تصميم هيكل القمر الصناعي الأول، الذي تستعد المملكة لإطلاقه في ال8 من نونبر المقبل، من لدن شركة "إيرباص ديفانس أند سبايس"، بينما تكلفت شركة "تاليس إيلينيا سبايس" بالجانب المتعلق بآليات التصوير والتوثيق. وأفاد المصدر نفسه بأن القمر الصناعي الثاني، المصمم من لدن الشركتين الفرنسيين المشار إليهما، من المرتقب أن يجري إطلاقه سنة 2018، معتبرا أن "برنامج الأقمار الصناعية المغربي ظل محاطا بالغموض، بحيث كان هناك اتفاق بين الرباط و"إيرباص ديفيس أند سبايس" وتاليس ألينيا سبايس" يشاع على نطاق واسع أنه وقع منذ عام 2015، لكن أيا من الأطراف المعنية لم تدلِ رسميا بأي بيان". وأفاد "سبايس واتش"، من جهة ثانية، بأن القمرين الصناعيين اللذين يتوفر عليهما المغرب حاليا مماثلان للقمرين الصناعيين اللذين صممتهما الشركتان الفرنسيتان لفائدة دولة الإمارات العربية المتحدة، المعروفين باسن "فالكون آي" (عين الصقر)، مبرزا أنهما نسخة مطورة لقمر المراقبة "بلياد أش إيغ"، الذي يصور بدقة "70 سنتيمترا" في مساحة قد تمتد إلى 20 كيلومترا. وزاد المصدر ذاته أن هذا القمر الصناعي يتوفر على سعة تخزين تصل إلى 600 جيغا، ومعدل نقل البيانات في حدود 450 ميغا في الثانية، معتبرا في المقابل أن الموقع الجغرافي للمغرب والوضع الأمني الداخلي والإقليمي يبرران حصوله على هذين القمرين الصناعيين، على اعتبار أنه "يقع على الساحل الشمالي الغربي للمحيط الأطلسي، ومدخل البحر الأبيض المتوسط، وهي الطريق النشيطة بالملاحة البحرية والتهريب". كما أن منطقة الصحراء المغربية، يسجل المصدر ذاته، شهدت عددا من المناوشات بين الجيش المغربي وعناصر جبهة البوليساريو الانفصالية؛ فيما توجد بالحدود الشرقية للمملكة "المشاكل التي يخلقها المتطرفون الإسلاميون النشيطون بالصحراء الجزائرية". وأكد "سبايس واتش" أن هذين القمرين الصناعيين سيمكنان المغرب من رصد المخاطر التي تواجهه برا وبحرا، للتعامل معها بالشكل البعدي اللازم، قبل أن تصبح أخطارا وشيكة الحدوث، متوقعا أن تحسن هذه التجهيزات المتطورة أداء المراقبة من أجل التعاطي الأمثل مع هذه الأخطار والتهديدات.