أعلن حزب الأصالة والمعاصرة عن دعمه المباشر لفاطمة أولمغاري، مرشحة فيدرالية اليسار الديمقراطي في دائرة تطوان، في الإنتخابات الجزئية التي ستجرى في 14 شتنبر الجاري، بعد أن أسقطت المحكمة الدستورية مقعد محمد إدعمار في الغرفة البرلمانية الأولى، المنتمي إلى حزب العدالة والتنمية. وتتنافس فيدرالية اليسار الديمقراطي وحزب العدالة والتنمية على هذا المقعد البرلماني، فيما لم تقدم الأحزاب الأخرى أي مرشح. ويُعتقد أن حزب العدالة والتنمية أقنع أحزاب الأغلبية بعدم تقديم أي مرشح لفتح الطريق أمام إدعمار من جديد، ليحوز مقعده البرلماني بعد أن خرق القانون خلال انتخابات 7 أكتوبر 2016. فيما قال حزب الأصالة والمعاصرة إن "عدم تقديمه لمرشحه في هذه الانتخابات كان بسبب رغبته في تقديم مرشح مشترك عن المعارضة، بسبب انشغاله وإعطائه لأهمية قصوى لتجديد انتخاب المكتب المسير لجماعة مارتيل ولمكتب مجلس عمالة إقليمالمضيقالفنيدق". وأضاف الحزب، الذي لا تجمعه علاقة ودّ مع فيدرالية اليسار الديمقراطي، في بيان لفرعه الإقليمي، إنه "يترك لمناضليه ومناضلاته والمتعاطفين والمتعاطفات معه خيار عدم المشاركة في هذه الانتخابات الجزئية أو التصويت على مرشحة المعارضة". وكان حزب الأصالة والمعاصرة حصل على 11.792 صوتاً، وحاز بذلك 14.84 في المائة من الأصوات في هذه الدائرة، وحل بذلك في المرتبة الرابعة من حيث عدد الأصوات في الانتخابات التشريعية لسابع أكتوبر 2016. وقال محمد فتيان، الكاتب العام للحزب الاشتراكي الموحد بتطوان باعتباره أحد مكونات الفيدرالية، في تصريح لهسبريس، إن "هناك حظوظاً لمرشحة الفيدرالية، خصوصاً مع وجود ترشيحين فقط". وأضاف فتيان، في التصريح ذاته، أن فيدرالية اليسار تراهن على الأصوات التي كانت تتوزع بين المترشحين المختلفين، وأيضاً الأصوات التي راهنت على الفيدرالية في انتخابات 7 أكتوبر 2016، إضافة إلى المترددين الذين لم يترددوا على صناديق الاقتراع سابقاً. وأشار الكاتب العام للحزب الاشتراكي الموحد إلى أن فيدرالية اليسار الديمقراطي تعمل على توسيع وضمان استمرار أنشطتها في جهة تطوانطنجةالحسيمة، من أجل الاستعداد للانتخابات الجماعية والبرلمانية في سنة 2021 للظفر بمقاعد برلمانية وجماعية أكثر. وتعدّ هذه أول منافسة بين البيجيدي والفيدرالية بعد الانتخابات الأخيرة، الأول يعدّ القوة السياسية الأولى في المغرب حيث يقود الحكومة ب125 مقعداً برلمانياً، والثاني هو تحالف من ثلاثة أحزاب يسارية صغيرة فازت بمقعدين برلمانيين فقط، لكل من عمر بلافريج ومصطفى شناوي. واعتبر فتيان أن "الحديث عن اتفاق بين حزب العدالة والتنمية وأحزاب الأغلبية لتقديم مرشح واحد في تطوان والتوافق في دائرة انتخابية أخرى لا يخيف فيدرالية اليسار الديمقراطي". وبخصوص توجه حزب الأصالة والمعاصرة لدعم مرشح الفيدرالية، قال كاتب فرع تطوان للحزب الاشتراكي الموحد: "كل مواطن دعم مرشحتنا فنحن نشكره من أي موقع كان؛ لأن هذا دليل على الثقة في فاطمة أولمغاري". وكان إدعمار، مرشح حزب العدالة والتنمية، قد حصل على 20.136 صوتاً بنسبة 25.34 في المائة من الأصوات المعبر عنها؛ فيما حصلت فيدرالية اليسار على 2.478 صوتاً بنسبة 3.12 في المائة، وجاء كل من التجمع الوطني للأحرار والتقدم والاشتراكية في المرتبتين الثانية والثالثة على التوالي. وبسبب ارتكابه لخروقات خلال الحملة الانتخابات، قررت المحكمة الدستورية إلغاء المقعد البرلماني لإدعمار، حيث تبين للمحكمة أن إدعمار استعان بوسائل مملوكة للجماعة الترابية لتطوان، التي يرأس مجلسها الجماعي، لتنظيم مهرجان خطابي خلال الحملة الانتخابية، واعتبرت في قرارها أن هذا "يعد استعمالاً لوسائل مملوكة للجماعة الترابية، وتجاوزاً لمجال الاستثناء المحدد في القوانين المنظمة للانتخابات".